Aperçu des sections

  • توطئة: قراءة في مباحث الإخراج الحديثة والمعاصرة

         من الصعب الولوج إلى مبادئ المسرح أو ممارسة طقوسه وعروضه التمثيلية، أو كتابة النصوص والنظريات، إذ لم يستوعب الإنسان الفعل المسرحي ويطلع على مجمل حركاته الأدبية والفنية ومدارسه عبر تسلسلها الزمني، قصد معرفة الثوابت والمتغيرات مع فهم السياق الإيديولوجي والإجتماعي والظروف التي أفرزت تلك المدارس، وساهمت في خلق مبدئها ومرتكزاتها الدلالية والفنية الجمالية بالأساس. لتتحدد معطيات العرض المسرحي تبعا لتوجه المخرج ورؤيته، نظرا لوجود عدة إتجاهات إخراجية للمعالجة وبنوع واحد من الدراما، شريطة أن يكون كل معنى إخراجي مناسب لكل مذهب درامي من حيث طبيعة التوجه الذي ينبع من فكر المخرج نفسه.

        لعل ظهور التيارات الإخراجية والأساليب المتعددة كما والمختلفة أسلوبا، قد أثرت شكلا ومضمونا على طبيعة الإخراج المسرحي، وبما أن هذه التوجهات الإخراجية منها الحديثة والمعاصرة تتعلق بأسبقية الأسلوب أو الأسلوبية التي على وفقها يشار إلى تقديم محتوى العرض المسرحي، فنجد ما يتعلق بالإتجاه الواقعي الذي يؤكد على القدسية النص قابل للحذف والإضافة، في حين ذلك يعطي الإتجاه الرمزي توجها مغايرا من خلال تناول النص موضوعا إنسانيا ليعبر عن دواخل إنسانية بشكل رمزي، وذلك التسجيلي الذي يعتبر النص عبارة عن تقارير لأحداث فعلية من غير تزييف أو إضافة.

        إلا أن هذه التيارات الفنية قد نشأت وتبلورت في الغرب، ومدى تأثرها الجلي على أساليب الكتابة الدرامية والعرض المسرحي في التجارب المسرحية المغاربية، كالتيار التعبيري والتيار الملحمي البريختي وتوجهاته الإشتراكية السياسية، ومسرح اللامعقول والواقعية بتوجهاتها المختلفة، هذا يغني عن جهود مخرجي المسرح المغاربي في حقب سنوات الخمسينيات إلى سنوات الستينيات، قد أسهموا بفعالية التجديد في أطر البحث المسرحي الجديد عبر معالم ورؤى إخراجية مغاربية.

    وانطلاقا مما سبق الذكر عليه، تتحدد إشكالية المحاور المدرجة في سياق مقياس تيارات الإخراج المغاربية، في ضوء الطرح التالي: ما أساس التيارات والتوجهات المسرحية في ضوء المنظومة الإخراجية العالمية؟ وما مدى فاعليتها في ركب التجارب الإخراجية المغاربية؟.

    • Cette section

      المحور الرابع: المحاضرة 07، المحاضرة 08، د. بدير محمد

      Non disponible