Aperçu des sections

  • Généralités

  • دروس في فلسفة العلوم

    أثناء درسه الافتتاحي بثانوية مدينة "تُلُوز" Toulouse الفرنسية يطرح الأستاذ "جول لاشوليي" jules Lachelier* السّؤال: "مَا الفلسفةُ؟"، ثمّ يجيب مثيرا دهشة التّلاميذ: "لَا أعرفُ!"؛ ها نحن أمام "تعريف" للفلسفة يقوم في "عدم تعريفها"؛ يمكن أن يهدينا التّأمل البسيط في جواب الفيلسوف إلى القول أنّ الفلسفة لا تُفهم طبيعتُها إلّا في علاقاتها أو تقابلها مع ما ليست هي؛ ليست دينا ولا فنّا، لا أدبا أو سياسة، ولا علما أو تقنية؛ إنّما هي تفكير حول هذا النّتاج العقلي الأوّل؛ هذا "التّعريف" يقدّم الفلسفة كمعرفة من الدّرجة الثّانية؛ "كلُّ إنسانٍ-يقول الكاتب والشّاعر الفرنسي "بول فاليري"Paul Valéry  (1871-1945)-يعرفُ كمًّا مذهلًا منَ الأشياءِ التِي يجهلُ أنّهُ يعرفهَا؛ معرفةُ كلِّ مَا نعرفُ؟ هذَا البحثُ البسيطُ يستنفذُ الفلسفةَ"** ؛ بهذا المعنى تكون الفلسفة تدبّرا نقديا حيال ما يسلّم به رجال الدّين، الفنّ، الأدب، السّياسة والعلم.

          وعندما نتحدّث عن موقف الفلاسفة من أقوال العلماء، لا نقصد نقد الفلاسفة للنّظريات الفيزيائية أو تشكيكهم في صحّة صياغة القوانين التي يعبّرون بها عن ملاحظاتهم، أو حتّى التّفكير في تطوير أجهزة التّجريب، لأنّ هذا شأن العلماء وحدهم؛ وإنّما نقصد نقد المناهج المتّبَعة في البحث ونقد التّصورات والفرضيات التي ينطلقون منها؛ يُطلق على هذا الفرع الفلسفي اسم الإبستمولوجيا Epistémologie؛ غير أنّ مدلول الإبستمولوجيا ومدار الاهتمام فيها ليسا موضع اتّفاق بين المفكّرين المعاصرين؛ فبينما يرى فلاسفة فرنسيون أنّه نقد المعرفة العلمية بتحليل مبادئها الأساسية، والنّظر في مناهجها وتصنيف مباحثها، ينسب فلاسفة إنجليز تلك المهامّ إلى فلسفة العلوم philosophie des sciences.


    *- وُلد يوم 27 ماي 1832 ببلدة Fontainebleau، توفى في 26 جانفي 1918 بنفس البلدة؛ جامعي وفيلسوف فرنسي صاحب نزعة مثالية؛ تتمثّل أعماله الأساسية في: «Du fondement de l’induction» "أساس الاستقراء" (1871)؛  «Psychologie et métaphysique» "علم النّفس والميتافيزيقا" (1885)؛ «Études  sur le syllogisme» "دراسات حول القياس" متبوعة بــ «L’observation de Platner» "ملاحظة "بلاتنر" " (1907)؛ «Lettres» "رسالات" (1933).

    **-«Chaque homme sait une quantité prodigieuse de choses qu’il ignore qu’il sait; savoir tout ce que nous savons? Cette simple recherche épuise la philosophie».

        «Mauvaises pensées et autres», éditions Gallimard 1941,  p 106.


  • Section 2

    • Section 3

      • Section 4

        • Section 5

          • Section 6

            • Section 7

              • Section 8

                • Section 9

                  • Section 10