Aperçu des sections

  • Généralités

  • المحاضرة الأولى : مدخل عام حول الفلسفة اليونانية

    إن اسم الفلسفة اليونانية لا يطلق عليها من الناحية الجغرافية ،لأنها نشأت خارج أرض اليونان في مستعمراتها الكثيرة ولم يحصل أن ظهرت الفلسفة في اليونان جغرافيا إلا مع"سقراط"في أثينا "ففي العصور القديمة للتاريخ هاجر يونانيو الأرض الأم إلى جزر بحر إيجة وصقلية وجنوب ايطاليا وساحل أسيا الصغرى وفي أماكن أخرى وأسسوا مستعمرات مزدهرة"1،ومن ثمة برز أشهر فلاسفة اليونان من هذه المستعمرات ،ومثال ذلك زعماء المدرسة الطبيعية الأولى كانوا من أيونيا ببلدة مالطية التي تقع في ساحل آسيا الصغرى موجودة حاليا في غرب تركيا.

    أما تاريخ نشأة هذه الفلسفة فقد كان في القرن السادس قبل الميلاد مع فيلسوف أيونيا "طاليس المالطي"،الذي مثل "نقطة تحول من التفكير الأسطوري إلى التفكير الفلسفي في القرن السادس قبل الميلاد.يعتبر أول الفلاسفة اليونان عاش ما بين (627-546ق.م)"2.

    أولا/إشكالية نشأة الفلسفة:

    إن كلامنا عن الفلسفة ونشأتها يقودنا إلى إشكالية أساسية في تاريخ الفلسفة كله تمحورت حول أصل الفلسفة وبداياتها الأولى بين من يؤكد أن الفضل في ذلك يعود إلى الحضارات الشرقية القديمة،وبين من يعتبر أن اليونانيين هم المؤسسين الأوائل للفلسفة،وهذه مسألة يطول الكلام فيها لأنها تستوجب النظر في طبيعة تفكير الحضارات الشرقية ونوعية الإجابات التي قدمتها حول الأسئلة التي كان يطرحها إنسان ذلك الزمن،والنظر كذلك في طريقة اليونانيين في التفكير وإجاباتهم وتفسيراتهم ،ومن ثمة المقارنة


  • المحاضرة الثانية : بوادر وإرهاصات التفكير الفلسفي في اليونان .

    البوادر الأولى لنشأة الفكر الفلسفي في اليونان: (من ق9.ق.م إلى ق.6.ق.م):

    إذا سلمنا بفكرة أن منْبت وأصل الفلسفة هو أرض اليونان بداية من القرن السادس قبل الميلاد،فإنه بالمقابل لابد أن نقر بالمبدأ القائل أنه لا ينشأ شيء من العدم ونتساءل ما هي المرحلة السابقة على نشوء الفلسفة في أرض اليونان ذاتها،لأنها بالضرورة هي المساهم في نشوء ذلك النوع من التفكير من خلال مكوناتها ،ففيما تمثلت تلك البوادر والإرهاصات ؟

    1/الميتولوجيا اليونانية: تمثلت في مجموع العقائد الدينية والأساطير التي كان يؤمن بها اليونانيون القدماء،والتي مثلت طبيعة حياة اليونانيين وبطولاتهم سُجلت في مجموعة من الأشعار والقصص المليئة بالخيال،والأهم من ذلك شملت تفسيرات اليونان الأوائل لمظاهر الكون وأسرار الآلهة وتميزت بالمقابل بنوع راقي من التفكير،لكن لا يمكن أن نصنفه ضمن الفلسفة ،وهو ما يؤكده الفيلسوف الألماني"هيغل"في كتابه محاضرات في تاريخ الفلسفة إذ يقول:"إن الدين والشعر يحتوي على أفكار،والدين لا يظهر فقط على طريقة الفن،كما هو حال الديانة الإغريقية بشكل خاص،بل يتضمن أفكارا وآراء عامة،ويحدث الشيء نفسه في الشعر...وإن أفكارا من هذا النوع مثلا حول القدر عند هومروس وفي التراجيديا اليونانية،حول الحياة والموت،حول الوجود والزوال،الولادة والوفاة،لهي أفكار مجردة حقا وهامة.ولكن حتى هذا النوع لا يمكن اعتباره وتناوله في تاريخ الفلسفة "1،ويمكن أن نجمل أهم تلك المقدمات التي ساهمت في نشأة الفلسفة اليونانية فيما يلي:

    أ/العقائد الدينية: لقد كانت الحياة التيولوجية عند اليونانيين حافلة بأفكار عن الآلهة وطبيعتهم وعلاقتهم ببعضهم البعض وبالبشر كذلك،وإلقاء نظرة موجزة على مضمون الأشعار التي كانت متداولة


  • المحاضرة الثالثة : المدرسة الطبيعية .

    اتجه كل اهتمام الفلسفة قبل سقراط في عمومه نحو البحث عن المبدأ الأول و الوحيد الذي منه نشأ الكون ،حتى أصبحت تُنْعت بالفلسفة الطبيعية أو الكُسمولوجية*،ولكن رغم ذلك سيكون لبعض المسائل الميتافيزيقية حظ منها ،وإن كان لا يتساوى مع الانشغال الهاجسي لها ، فإنه سيعتبر مبحثا من مباحثها،لأن السؤال عن المبدأ النهائي هو في الأصل سؤال ميتافيزيقي قبل أن يكون فيزيقيا،"ذلك أن أول الميتافيزيقيين في تاريخ الفلسفة هو طاليس لأنه أول من تساءل عن الأصل الذي صدرت عنه الأشياء جميعا،وكأنه بذلك طرح جانبا الظواهر المادية وما ندركه من أشياء حسية ليغوص تحتها بحثا عن مصدرها،فارتفع بذلك عن المشاهدة الحسية،وقال بنظرة تقوم على العقل أساسا،أن الكل واحد أو


  • المحاضرة الرابعة : المدرسة الفيثاغورية (le phythagorisme

    يعود تاريخ هذه المدرسة إلى النصف الثاني من القرن السادس قبل الميلاد،أسسها الفيلسوف اليوناني فيثاغورس حوالي530ق.م بكروتونا في جنوب إيطاليا،تميزت عن المدارس اليونانية السابقة عليها بطابعها الزهدي ونزعتها الباطنية الروحية ،ونحن نعرف مدى تأثرها بالديانة الأورفية في مسألتي التناسخ والتطهير،ولم يكن هذا الاتجاه وحده الذي اختصت به هذه المدرسة بل كان لها إسهامات فكرية متعددة استحقت من خلالها لقب مدرسة فلسفية ،واستحق زعماؤها لقب فلاسفة،في هذا يقول"أندري كوبلسون"في كتابه تاريخ الفلسفة اليونانية:"وإذا كان ذلك كل ما تحتوي عليه النظريات الفيثاغورية[يقصد هنا الطابع الباطني الزهدي]فقد تكون موضع اهتمام عند مؤرخ الدين ،لكن يصعب أن تكون جديرة بأن ينظر إليها مؤرخ الفلسفة،غير أن هذه القواعد الخارجية في مراعاة السلوك لا تشمل


  • المحاضرة الخامسة : المدرسة الرواقية

    توافق بداية المرحلة الهلنستيةHellénistique موت الإسكندر الأكبر عام323ق.م وضعف الإمبراطورية اليونانية التي تحولت إلى دولة صغيرة داخل الإمبراطورية الرومانية الكبرى،هذه الأخيرة التي لم تتفوق عليها عسكريا فقط بل حتى ثقافيا،وهذا الوضع الذي آلت إليه اليونان كان سببا في ظهور نزعات فردية،إذ"كان من الطبيعي أن تظهر المواطنة العالمية بمثلها الأعلى للمواطن العالمي كما نجده في الفلسفة الرواقية،بل لابد أن يظهر كذلك إلى النور المذهب الفردي"1والرغبة الشديدة في العيش بعيدا عن آلام الحياة،هذا وكان اندماج الفرد في الكل سببا في توجه الفلسفة نحو النزعة العملية والبحث عن الخلاص والمثل الأخلاقية وتراجع النظر في المسائل الميتافيزيقية التي لم تكن في تلك الفترة مجدية و مفيدة لفرد يعيش نوعا من الضياع وسط مجتمع كبير وجديد،ولم يهتم فلاسفة هذه المرحلة كذلك بالمسائل الفيزيقية لأنها هي الأخرى لا تحمل بعدا أخلاقيا عمليا شافيا للفرد،وكل نظر في هذه الجوانب السابقة كان فقط من حيث مساهمتها في الحياة الفردية العملية الأخلاقية.


  • المحاضرة السادسة : المدرسة الأبقـــــورية :

    الأبقـــــورية :épicurisme

    سميت كذالك نسبة إلى مؤسسها أبقور- Épicure(ولد 342ق.م بساموس Samos))،الذي يرجح أنه أسسها عام 306ق.م بأثينا،تعاصرت مع المدرسة الرواقية التي ستختلف عنها في مبادئها الفلسفية رغم الانشغال المشترك بينهما الذي كان موجها كما هو معلوم نحو الأخلاق.

    اهتمت هذه المدرسة بالجانب العملي وسخرت كل نظر في الفيزيقا لخدمته،وكان لها اهتمام كذلك بالمنطق الذي يسميه أبيقوربـ(علم القوانين)،مرجعياتها الفكرية كانت واضحة في نظرياتها،أشهرها الفلسفة الذرية عند ديموقريطس،والأخلاق العملية عند المدرسة القورينائية.


  • المحاضرة السابعة : المدرسة الشكية

    مذهب الشكScepticismeهو الذي"ينظر في امكانيات المعرفة على أنها محدودة،ويذهب في إحدى صوره إلى أن هناك أشياء لا يمكن من حيث المبدأ أن تعرف على الإطلاق،وفي صورة أخرى إلى أن معرفة بعض الأشياء لا يمكن بلوغها إلا بصعوبة ومع بعض التحويطات...ونقيض مذهب الشك هو مذهب اليقين "1،والنزعة الشكية هي التي أثارت شكا حول إمكانية الوصول إلى ا لمعرفة،لم تظهر فقط مع المدرسة الشكية مع بيرون،بل ظهرت قبل ذلك بقرون وبالتحديد مع السفسطائية.أما المدرسة الشكية التي ظهرت في القرن الرابع تزامنت مع المدرستين الرواقية والأبيقورية،كان لها قبول وانتشار واسعين عند اليونانيين بسبب تدهور أوضاعهم وتراجع قيمهم الروحية و وظهور النزعة الذاتية،أما غاية المدرسة فهي كما عند المدارس الهلنيستية عملية خالصة فلقد"كانت الفلسفة عند بيرون فنا عمليا يستهدف التجربة الروحية وراحة العقل"2.مثل هذه النزعة الشكية بيرون ،وظهرت فيما بعد مع الأكاديمية الجديدة،لكن سرعان ما ستعود النزعة الشكية التي أسس لها بيرون مع زعماء النزعة الشكية التي أسس لها بيرون مع زعماء الأكاديمية المتأخر

  • المحاضرة الثامنة : المدرسة الأفلاطونية

    لأفلاطونية المحدثة:Le Néoplatonisme .مثلت هذه المدرسة المرحلة المتأخرة من الفلسفة اليونانية،إن لم نقل أنها خاتمتها ونهايتها،نشأت بعد قرون من نشوء المدارس اليونانية المتأخرة(الرواقية والأبقورية والشكية)،أما الفترة الفاصلة بينها وبين هذه المدارس والتي امتدت حوالي خمس قرون من تاريخ الأكاديمية الجديدة الى تأسيس الأفلاطونية المحدثة هي فترة تبلور مبادئ تلك المدارس التي اتجهت نحو الفلسفة العملية والشكية لتطهير الروح وتخليصها من شرور ومعاناتها لغاية بلوغ السعادة التامة.تميزت في عمومها بنزعة شكية بالغة،وإحياء لبعض مبادئ الفلسفة الأفلاطونية،أما من حيث التسمية هناك اختلاف،لأن نزعة أفلوطين وأتباعه لم تكن أفلاطونية خالصة ولم تكن جامعة لكل فلسفته بل فقط لبعض أجزائها،وفي هذا يقول ولتر ستيس"إن كلمة الأفلاطونية الجديدة خطأ في التسمية فهي لا تقوم مقام إحياء أصيل للأفلاطونية.ومما لاشك فيه أن الأفلاطونيين الجدد من نسل أفلاطون،لكنهم نسل غير شرعي.فإن العظمة الحقيقية لأفلاطون تكمن في مثاليته العقلانية،أما أشكال قصوره فترجع في معظمها إلى ميله للأسطورة والتصوف،ولقد أشاد الأفلاطونيون الجدد بأشكال قصوره على أنها هي السر الحقيقي والباطني لمذهب

  • Section 9

    • Section 10