يري فريق أن الفن الحديث يبدأ التاريخ
له من عصر النهضة، في القرن الخامس عشر،
ويرى آخرون أن الفن الحديث يبدأ مع مطلع
القرن السادس عشر، ويدعي فريق آخر أنه يبدأ
مع الثورة الفرنسية، ويرى غيرهم أن التأريخ للفن الحديث يبدأ مع نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن 19م.1
يعتبر الفن الحديث ثو فنية تعبيرية،
جاءت متزامنة مع الاكتشافات العلمية الحديثة ، والأحداث الكبرى
التي عرفها العالم ، بحيث أثرت في فكر
الانسان ووجدانه، مما أحدث طفرة
فنية واضحة المعالم.
وأثرت الوجهة نحو الحرية والتحرر من القيود الاجتماعية والدينية والسياسية
الثر الكبير على الفن، فاتسم الفن الحديث
بحرية الفكر ، وصار للتعبير عن النفس والوجدان الصدارة، ليعطي
الحرية للا بداع والابتكار، وفتح
الطريق أمام الفنان ليعبر عن شعوره وذاته بطريقة مختلفة.
ترتبط فكرة الفن الحديث في الفن التشكيلي بين التغيرات العلمية والفن، ففي عام 1905 ظهرت
النظرية النسبية لأينشتاين ترافقها ظهور
المدرسة الوحشية، وفي عام 1900 ظهرت
النظرية الكمية في الفيزياء تصاحبها نظرية فريد2 في تفسير الأحلام، وفي
سنة 1908 ظهرت المدرسة التكعيبية على يد
براك وبيكاسو، وفي سنة 1910 رسم الفنان
كاندنسكي أول لوحاته التجريدية.
أسهمت الاكتشافات العلمية في خلق الكثير
من الاتجاهات الفنية للفنانين، وفتحت لهم أبوابا
واسعة في البحث عن كل جديد يواكب تلك التطورات العلمية.
أحمد نفادي، فلسفة التجريد ، ط1،منشورات جامعة 7 اكتوبر، لبيا،ص191
2ولد سيغموند فريد في 6 مايو 1856 في فرايبرغ
(الإمبراطورية النمساوية) وتوفي في 23 سبتمبر 1939 في لندن، هو طبيب أعصاب نمساوي
، مؤسس التحليل النفسي.