Annonces

مقياس سوسيولوجيا المؤسسة التربوية أ.بلحريزي الثانية ماستر علج التربية 2020/2021

مقياس سوسيولوجيا المؤسسة التربوية أ.بلحريزي الثانية ماستر علج التربية 2020/2021

by SOUAD BELHARIZI -
Number of replies: 0

إليكم برنامج المقياس في هذا الملف المرفق:

مقياس سوسيولوجيا المؤسسة التربوية

أ.بلحريزي                 الثانية ماستر علج التربية              2020/2021                       

 

 

برنامج المقياس:

المحاضرة 01: مدخل مفاهيمي(ماهية التربية، التعليم، المؤسسة التربوية، النظام الاج، النظام التربوي، مدخل لعلم اجتماع التربية، ...إلخ).

المحاضرة 02: المؤسسة التربوية أو المدرسة ضمن تفسير النظريات الكلاسيكية في علج التربية. وأولها البنائية الوظيفية.

المحاضرة 03: المؤسسة التربوية أو المدرسة من منظور المادية التاريخية (الصراع المادي عند ماركس).

المحاضرة 04: المؤسسة التربوية أو المدرسة من منظور فيبيري( نظرية الفعل الاجتماعي).

المحاضرة 05: المؤسسة التربوية أو المدرسة ضمن تفسير النظريات الحديثة في علج التربية . وأولها التفاعلية الرمزية.

المحاضرة 06: المؤسسة التربوية أو المدرسة من منظور التبادلية السلوكية.

 

 

 

 

 

 

محاضرة 01:

1.  مدخل مفاهيمي:

تعريف التربية:

 هي عملية تخص النوع الانساني، مضمونها تنمية شخصية الفرد من مختلف جوانبها: الجسمية، العقلية، الاجتماعية ، النفسية، الاخلاقية، الوجدانية؛ يمارسها الجيل الراشد على الذي لم يرشد بعد، للوصول به إلى الكمال في اطار المجتمع الذي يعيش فيه، فهي تستمد قيمها من ثقافته.

تعريف التعليم:

هو عملية تخص الجانب العقلي أو المعرفي من الشخصية ويتمثل في نقل الخبرات من فرد لآخر أو من فرد إلى جماعة، إلا أنه يساهم بطريقة غير مباشرة في التربية، لأن الفرد يمكنه أن يستفيد من تلك الخبرات في تنمية جوانب شخصيته الأخرى. وفي غالب الأحيان نجد التعليم داخل المجتمعات مهيكلا في شكل أصناف من المعارف والعلوم كالرياضيات، الكيمياء، الفيزياء، الطبيعيات...إلخ ضمن مؤسسات مخصصة لذلك؛ كما أن التعليم يشتمل على الخبرات الصالحة وكذا غير الصالحة لأنه يستمد فلسفته من القيم العالمية.

تعريف التنشئة الاجتماعية: 

وتعني تنمية الفرد من الجانب الاجتماعي في الشخصية، حيث تشمل كل المساعدات التي تقدم إلى الفرد من أجل أن يكون اجتماعيا، أي منسجما في الحياة الاجتماعية، متكيفا معها سواءً أكان طفلا، مراهقا، راشدا...إلخ وهي تستمد أصولها من الثقافة الوطنية والقومية.

تعريف المؤسسة الاجتماعية:

أو التنظيم الاج  وهو مجموعة من الأفراد أو تجمع انساني مشكل وفق نظام (قوانين تحدد ذلك التجمع وتضبط تفاعلاته) لضمان التعاون المتبادل والترابط من أجل بلوغ أهداف معينة.

تصنيف المؤسسات الاج: يمكن تصنيفها إلى:

مؤسسات ذات طابع الانتاج المادي: وهي تلك التنظيمات الاج أو التجمعات الانسانية المنظمة من أجل بلوغ أهداف معينة تتمثل في انتاج مادي مقابل الحصول على أجر مثل: المصانع، المزارع، وحتى الأسرة فهي تمدنا بالعنصر البشري.

مؤسسات ذات طابع الانتاج المعنوي: وهي تلك التنظيمات الاج المنظمة وفق قوانين من أجل بلوغ أهداف تتمثل في إنتاج معنوي( أفكار، قوانين، تشريعات، خدمات...إلخ من نتائج الوظائف غير الملموسة، تربية مثلا.) مثل: المستشفيات، مؤسسات النقل، البريد والمواصلات، المؤسسات التربوية، وحتى الأسرة يمكن تصنيفها في مجال المؤسسات ذات الطابع المعنوي في الانتاج(التربية)، المؤسسات التشريعية (البرلمان)، المؤسسات التنفيذية (القضاء والمحاكم)...إلخ.

تطور المؤسسات الاج: أو تغيرها إما من حيث: بنيتها، أهدافها ووظائفها، وتنظيمها أي القواعد الضابطة لها، أمثلة:

_ قد تتغير المؤسسات من التسيير ذو القواعد الاشتراكية إلى الرأسمالية.

_ تغير بنية الأسرة كمؤسسة إج من الممتدة إلى النووية.

_ ظهور مؤسسات الحضانة نتيجة الحاجة إليها (وظيفة الاعتناء بالأطفال بيولوجيا)، ثم تطورت إلى مؤسسات رياض الأطفال أو التحضيرية للقيام بوظيفة التربية والتعليم والتنشئة الاج إلى جانب الوظيفة البيولوجية.

تعريف المؤسسة التربوية التعليمية: هو تجمع إنساني (مربيين، أطفال، أعوان تربية) تحكمه ضوابط لأجل القيام بوظيفة التربية والتعليم وحتى التنشئة الاج. مثل: الأسرة والمدرسة.

وظيفتها:

_ نقل التراث الثقافي للصغار بعد تصفيته من الشوائب.

_ إكساب الأفراد اللغة.

_ تحقيق التماسك و الاندماج والانسجام بين الأفراد أي التنشئة الاج.

_ تعميق المعرفة العلمية أي تلقين العلوم والمعارف.

_ تحقيق تنمية الأفراد في باقي جوانب الشخصية الأخرى: الجسمية، العقلية، الوجدانية، الجمالية، الأخلاقية وغيرها.

أمثلة عن بعض المؤسسات التربوية:

الأسرة: هي أسبق الجماعات الانسانية(التنظيمات أو المؤسسات) التي يعيش فيها الفرد أطول حياته، فهي تحتضنه كطفل، شاب، كهل، ثم شيخ. تقوم بتربية الأبناء وكذلك تعليمهم(متابعة الدروس معهم في المنزل).

المدرسة: هي المؤسسة التربوية الثانية  بعد الأسرة، حيث أقامها المجتمع لكي تتولى تربية الأبناء تربية رسمية موحدة، عكس تربية الأسرة؛ فهي غير رسمية وغير موحدة(اختلاف الثقافات والأعراف المحلية)، إذن المدرسة تؤدي وظيفة التنشئة الاجتماعية لأفراد المجتمع الواحد لأجل ان لا تقوم بينهم تعارضات، كما أنها تزودهم بالعلوم والمعارف التي أصبحت تتضاعف بسرعة مذهلة، جعلت الأسرة غير قادرة على اداء هذه الوظيفة(التعليم)؛ إلا نسبيا.

تعريف النظام الاجتماعي والبناء الاج:

هو مجموعة نماذج التصرف المقننة والمعترف بها ضمن المجتمع والتي تتحقق عن طريقها الحاجات الانسانية سواءً أكانت بيولوجية أو اجتماعية، فالنظم الاجتماعية على اختلاف أشكالها تُعد وسائل لضبط وتوجيه سلوك الأفراد ونشاطاتهم الاجتماعية بما يشبع حاجاتهم ويحفظ للمجتمع توازنه واستقراره؛ ولقد ظهرت النظم الاجتماعية عن التنظيمات، أو المؤسسات التي ينشئها الانسان عبر الأزمنة في مختلف مناحي الحياة كانت اقتصادية، سياسية، تربوية...إلخ.

لقد تعددت النظم الاجتماعية داخل المجتمع تبعا لتعدد حاجات الانسان، فكل واحدة من هذه الأخيرة سواء أكانت بيولوجية أو اجتماعية تستدعي تأسيس نظام لأجل تحقيقها. مثلا:

 النظام الأسري الحاجة إلى التناسل.

النظام الديني الحاجة إلى العبادة.

النظام الاقتصادي حاجة الأكل، الشرب والملبس وغيرها من الحاجات البيولوجية.

النظام السياسي الحاجة إلى السلطة.

النظام التربوي الحاجة إلى الفهم، المعرفة، حب الاستطلاع ونقل التراث الثقافي. فمجموع هذه الأنظمة الاجتماعية يشكل البناء الاج، أي المجتمع.

تعريف النظام التربوي:

 التعليمي يعد النظام التعليمي أحد نظم المجتمع إلى جانب الاقتصادي، الأسري، الثقافي، السياسي،...إلخ التي ظهرت عن التنظيمات ـ أو المؤسسات ـ التي ينشئها الانسان عبر الأزمنة لأجل ضبط وتوجيه سلوك الأفراد ونشاطاتهم الاجتماعية بما يشبع حاجاتهم ويحفظ للمجتمع توازنه واستقراره.

 وظائف النظام التربوي التعليمي:

نشأ النظام التربوي التعليمي في المجتمعات بسبب حاجة هذه الأخيرة ل:

_ نقل مورثات المجتمع الثقافية وترسيخها بين الأجيال. حيث أصبحت الأسرة عاجزة عن اداء هذه المهمة بعد تضاعف المعلومات والمعارف وكذا الارث الثقافي بسرعة أكبر مع الوقت. لذلك أوكلت المهمة للمدرسة.

_ توجيه سلوكات الأفراد ونشاطاتهم دون أن تَقُوم بينهم تناقضات تُهَدِّد بقاء المجتمع.

تنمية قدرات الأفراد العقلية والأخلاقية.

ومنه فإن النظام التربوي التعليمي يشير إلى مجموعة القواعد والقوانين المقررة لإعداد النشء وتربيته من خلال جهاز عمل يهيئ الفرد: جسديا، عقليا، خلقيا، دينيا، انفعاليا ووجدانيا ليكون عضوا منسجما مع مجتمعه.

عناصر النظام التربوي التعليمي:

العنصر المادي: وتتمثل في كل ما هو ملموس من مباني، هياكل قاعدية، أفنية، مرافق عامة، مكتبات، كتب، وسائل تعليمية، حافلات...إلخ؛ مهيكلة في شكل مؤسسات أو تنظيمات مثل: رياض الأطفال، المدارس على اختلاف مستوياتها، الإدارات التربوية، مقرات النقابة، الجمعيات ذات الصلة...إلخ والتي تؤلف في مجموعها النظام التربوي التعليمي.

العنصر المعنوي: أو المجرد ويتمثل في فلسفة التربية والتعليم أو الأهداف التربوية التي ستترجم فيما بعد إلى برامج تربوية، كما يتضمن العنصر المعنوي كافة القواعد والقيم والقوانين التي يصادق عليها المجتمع لتنظيم نشاطاته التربوية. العنصر البشري:

يشير إلى أعضاء النظام التربوي أو فئاته الفاعلة المتمثلة في: التلاميذ، المعلمين، الإداريين، المفتشين، الحراس...إلخ.

الفرق بين المؤسسة التربوية والنظام التربوي:

2.   مدخل لعلج التربية:

مقدمة:

لقد سبق تأسيس علم إجتماع التربية ظهور فكر أو تفكير إج تربوي عل يد العديدين أمثال أفلاطون، أو ابن خلدون الذي ربط بين ظاهرة التربية والوسط الجغرافي، حيث فرق بين التعليم عند البدو والتعليم عند الحضر، وقد اعتبره من جملة الصنائع يزدهر حيث يكثر العمران؛ إلى أن تأسس هذا الفرع من علم الاجتماع حسب البعض في النصف الأول من القرن 20 على يد "اميل دوركايم"، وبالذات عند تدريسه مقياس "التربية وعلم الاجتماع" في جامعة السربون بفرنسا خلال الربع الأول من القرن 20، أين كان يرى بأن ظاهرة التربية مرتبطة بعلم الاجتماع أكثر من ارتباطها بأي علم إج آخر.

إذن ظهر علج التربية وهو أحد فروع علم الاجتماع العام بعد ظهور علج العمل والتنظيمات، ذلك لأن الاهتمام الأول كان بظاهرة العمل والعمال فيما بعد الثورة الصناعية، وكذا علاقة العمل والاقتصاد بتطور المجتمعات وتقدمها.

ثم فيما بعد تبين بأن للتعليم والتربية كذلك علاقة بهذا التطور، حيث تأكد ذلك بشدة بعد الحرب العالمية الثانية ولذلك كانت غزارة الانتاج في هذا التخصص( علج التربية) بعد هذا التاريخ.

موضوع علم اجتماع التربية:

-      وصف وشرح وتفسير لنوع العلاقات الاجتماعية التي فيها ومن خلالها يتلقى الفرد التربية، بين الفئات الفاعلة من تلاميذ، معلمين وأعوان التربية.

-       تفسير نوع العلاقات الاجتماعية بين المؤسسات التربوية وباقي مؤسسات المجتمع الأخرى من: إقتصادية، سياسية، ثقافية وغيرها.

-      تفسير نوع العلاقات الاجتماعية بين النظام التربوي ككل ومختلف أنظمة المجتمع الأخرى من: نظام اقتصادي، سياسي...إلخ.

يمكن تجميع أراء علماء الاجتماع في ذلك إلى إتجاهات ونظريات، حيث يختص كل اتجاه أو نظرية بنوع معين من العلاقات الاجتماعية؛ منها ما يخل في اطار ثنائية: صراع/تكامل ومنها ما هو خارج هذا الاطار.

أهم رواد علم اجتماع التربية: من الجيل الأول نجد:

"ماكس فيبر": له كتاب بعنوان" التصنيف الاجتماعي لأهداف وأساليب طرق التدريس".

"اميل دوركايم": له كتاب بعنوان: "التربية وعلم الاجتماع"، واخر بعنوان: "التربية الخلقية".

"كارل ماركس": له كتاب بعنوان: "نقد التربية والتعليم".

ومن الجيل الثاني نجد: "تالكوت بارسونز"، "روبرت ميرتون"، "بيار بورديو"، "ويلارد وللر"، "بلومر"، يونغ"، "برنستان"، "جورج هربرت ميد"، "بودلو"، "اسطبليه"، التوسير"، "بودون"...إلخ.

علم اجتماع التربية الكلاسيكي والحديث: لقد عزف علماء الاجتماع عن دراسة المدرسة باعتبارها إحدى مؤسسات المجتمع تجنبا لدخولهم في صراعات مع علماء التربية كما حدث على سبيل المثال من صراعات متعددة بين علماء الاجتماع، الاقتصاد، السياسة، التاريخ، وعلم النفس وغيرها. ولكن وكما أشرنا أنه بدأ بعد النصف الثاني من القرن 20 الانشغال بدراسة موضوع: النظام التربوي التعليمي وعلاقته بالنظم الاج الأخرى في اطار التحليلات الشاملة، أو مدخل الوحدات الكبرى أو الماكروسوسيولوجية في اطار علج التربية الكلاسيكي؛ لكن هذا لم يكن كافيا لتطلعات الأجيال اللاحقة من الباحثين، حيث لم تتمكن النظريات الكلاسيكية التي هي وليدة المجتمع الأوروبي الغربي من تفسير ظواهر سوسيوتربوية جديدة ظهرت في المدرسة والقسم الدراسي في المجتمع الأمريكي. فتأسس علم اج التربية الحديث بعد السبعينات من القرن 20 ليدرس المواضيع التالية: المدرسة، القسم أو الحجرة الدراسية، المنهج الدراسي، المادة الدراسية، التقويم الدراسي؛ أي الانتقال إلى الدراسات الميكروسوسيوتربوية، أو مدخل الوحدات المتوسطة فالصغرى، وهنا حصل الربط بين دراسات كل من علم الاجتماع، التربية، النفس، التاريخ، السياسة، الأنثروبولوجيا والاقتصاد...إلخ. بعدما كان الإعتقاد فيما قبل 1970 بأن التخصص في كل علم على حدى هو الذي يخدم التطور في العلوم. بالاضافة إلى أن الدراسات بعد هذا التاريخ أصبحت أكثر أمبريقية أي تجريبية وتميل إلى