أ/بلقاسم الطاهر / المحاضرة الأولى :دول المغرب العربي دراسة عامة
1 ـ لمحة تاريخية عن دول المغرب العربي :
المغرب العربي أو المنطقة المغاربية أو المغرب الكبير (تاريخيا: بلاد المغرب، بلد المغرب أو ببساطة "المغرب") هي منطقة تقع في شمال أفريقيا، ممتدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط وحتى المحيط الأطلسي، وهي تشمل بالأساس خمسة دول هي موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا. كما تشمل أراضي الصحراء الغربية المتنازع عليها (التي تسيطر عليها المغرب في الغالب) ومدينتي مليلية وسبتة (التي تسيطر عليها إسبانيا وتعدّ جزء من المغرب) وتبلغ مساحتها مجتمعة حوالي 5.782.140 كلم². اعتبارا من سنة 2017، بلغ عدد سكان المنطقة أكثر من 100 مليون شخص
وعادة ما تعرف المنطقة بأنها غالبية أو معظم شمال أفريقيا بما في ذلك جزء كبير من الصحراء الكبرى، باستثناء مصر. وقد تم توسيع التعريف التقليدي للمنطقة الذي اقتصر على جبال الأطلس والسهول الساحلية للمغرب والجزائر وتونس وليبيا، من خلال إدراج موريتانيا ومنطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها.
قبل إنشاء الدول القومية الحديثة في المنطقة خلال القرن العشرين، كان يشار إلى "المغرب" بشكل عام إلى منطقة أصغر بين جبال الأطلس في الجنوب والبحر الأبيض المتوسط. وكثيرا ما شملت أيضا شرق ليبيا، لكن ليس موريتانيا الحديثة. في أواخر القرن التاسع عشر كان يستخدم للإشارة إلى منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط الساحلية لشمال أفريقيا بشكل عام، وإلى الجزائر والمغرب وتونس على وجه الخصوص.
أسست موريتانيا والمغرب وتونس والجزائر وليبيا اتحاد المغرب العربي في عام 1989م لتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي في سوق مشتركة. كان تصور معمر القذافي في البداية كدولة عظمى. تضمنت النقابة الصحراء الغربية ضمناً تحت عضوية المغرب، مما جعل حرب المغرب الباردة الطويلة مع الجزائر تستريح. ومع ذلك ، فإن هذا التقدم لم يدم طويلاً ، وتم تجميد الاتحاد الآن. التوترات بين الجزائر والمغرب حول الصحراء الغربية عادت للظهور بقوة ، وعززتها قضية الحدود التي لم يتم حلها بين البلدين. لقد عرقل هذان النزاعان الرئيسيان التقدم في الأهداف المشتركة للاتحاد وجعلا من الناحية العملية غير نشطين بالكامل. ومع ذلك ، فإن عدم الاستقرار في المنطقة وتزايد التهديدات الأمنية عبر الحدود أحيت الدعوات إلى التعاون الإقليمي - أعلن وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي الحاجة إلى سياسة أمنية منسقة في مايو 2015م خلال الجلسة الثالثة والثلاثين لاجتماع لجنة المتابعة، مما يعيد الأمل في شكل من أشكال التعاون.
2 ـ أصل كلمة مغرب عربي :
يعود أصل الكلمة « المَغْرِبْ » إلى اللغة العربية بمعنى "المكان الذي تغرب منه الشمس" « الغرب »، وهكذا سميت المنطقة « بلاد المغرب أو بلد المغرب » ، بسبب الوضع الغربي لهذه المنطقة فيما يتعلق بمركز الخلافة الإسلامية. استخدم المسلمين أولا اسم "جزيرة المغرب"، كتسليط الضوء على حالة المنطقة التي تبدو معزولة بين البحر والصحراء. بعد تأسيس المملكة المغربية الحديثة، أصبح اسم "المغرب" في اللغة العربية حاليا مرتبط بالدولة المغربية، ويشار اليوم لمصطلح "بلاد المغرب أو بلد المغرب" بإسم « المغرب العربي » أو « المنطقة المغاربية »؛ تاريخيا، المصطلح الذي كان يطلق على أراضي المملكة المغربية الحالية هو "المغرب الأقصى
على خلاف اللغة العربية، احتفظت باقي اللغات بمصطلح « Maghreb » أي "مغرب" للإشارة إلى بلاد المغرب أو بلد المغرب (المنطقة المغاربية) و « Morocco » من "مراكش" للإشارة لدولة المغرب الحديثة. في اللغة التركية تعرف دولة المغرب بإسم "فاس"، و"مراکش" في اللغة الفارسية والأردية.
في العصور الوسطى، أشار مصطلح « المغرب » إلى جزء من المنطقة المغربية الحالية وشمل أيضا المغرب الأقصى. حسب ابن خلدون فإن المغرب الأقصى هو دولة المغرب الحالية. والمغرب الأوسط هو الجزائر الحالية و( إفريقية (تونس الحالية، وكذلك جزء من ليبيا التي تضم طرابلس ،في حين أن معظم جغرافيي هذه الفترة يتوافقون في أن بلاد المغرب في شمال أفريقيا، بما في ذلك أحيانا مصر وبرقة، فإن الجغرافي المقدسي ضم المغرب، شمال أفريقيا، واسبانيا وصقلية معا.
في العصور القديمة الكلاسيكية، كان المغرب أو أجزاء من المنطقة معروفة عرف بمختلف الأسماء الطبوغرافية، بما في ذلك « ليبيا » المعروفة الآن باسم ليبيا القديمة، قرطاج، موريتانيا القيصرية وموريطنية الطنجية، نوميديا، الساحل البربري أو إفريقية، التي أعطت اسمها لقارة أفريقيا.
شهد استخدام نعت( العربي ) في عبارة « المغرب العربي » في أواخر 1940، وفي بعض الكتابات النادرة ففي عام 1947، على سبيل المثال، في القاهرة، تأسست « لجنة تحرير المغرب العربي » من سبعة أحزاب قومية من بلدان شمال أفريقيا الثلاث. وظهرت أكثر حزما في عام 1989 مع إنشاء منظمة إقليمية لاتحاد المغرب العربي (UMA)، الذي يجمع بين الدول الثلاث في شمال أفريقيا - المغرب، تونس، الجزائر - وكذلك ليبيا وموريتانيا.
نسبة.
"مغربي" وجمعها "مغاربة" نسبة إلى المغرب أما بلاد المغرب|المغرب العربي حاليا يطلق على المنتسب للمنطقة "مغاربي" وجمعها "مغاربيين" (علما أن قواعد اللغة العربية لا تجيز النسبة إلى الجمع) للتمييز بين المنتسب لدولة المغرب الحديثة والمنطقة بالمغاربية أو بلاد المغرب بسبب الالتباس الحاصل بين التسميتين،أصبح "مغربي" و "مغربية" و جمعها "مغاربة" جنسية سكان "المملكة المغربية".
3 ـ الخصائص طبيعية :
يقع المغرب العربي شمال القارة الإفريقية، بين خطي العرض 15° و37° شمالا، وخطي الطول 25° شرقا و°17 غربا ، وهي منطقة جغرافية تضم خمس دول ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا). وتبلغ مساحتها 6 ملايين كم². يحد المغرب العربي شمالا البحر المتوسط، وجنوبا مالي والتشاد والنيجر والسنغال، وشرقا مصر والسودان، وغربا المحيط الأطلسي.
تختلف الأشكال التضاريسية ببلدان المغرب العربي ما بين السهول والجبال والهضاب والصحارى، كما تتعرض المنطقة لتيارات مناخية مختلفة قادمة من المحيط الأطلسي ومن الصحراء الكبرى ومن القطب الشمالي.
تنتشر بالمغرب العربي خمسة مجالات مناخية:
مجال متوسطي: شمال الجزائر، شمال تونس، شمال المغرب المطل على البحر المتوسط (الريف)، غرب المغرب المطل على المحيط الأطلسي، الجبل الأخضر في ليبيا.
مجال شبه جاف: الداخل المغربي والجزائري والتونسي الجبل الغربي في ليبيا.
مجال قاري متطرف: أعالي الجبال المغربية والجزائرية. (الأطلس والريف)
مجال صحراوي جاف: الصحراء المغربية في الجنوب والجنوب الشرقي، والصحراء الجزائرية في الوسط وفي الجنوب الغربي والشرقي، الجنوب التونسي، معظم مساحة ليبيا، ومعظم مساحة موريتانيا.
مجال شبه مداري: أقصى جنوب موريتانيا المحاذي لنهر السنغال. طبيعيا يمكن تقسيم المغرب العربي إلى منطقتين جغرافيتين مختلفتين:
· منطقة شمالية تضم أهم الجبال(الأطلس والريف)وأهم السهول.كما أنها تخضع لمناخ متوسطي(حار صيفا ورطب بارد شتاء)وتعرف هذه المنطقة تركزا للسكان
· منطقة جنوبية تحتل مساحة أكبر وتخضع لمناخ صحراوي جاف مما يجعلها عبارة عن صحراء قاحلة مما يفسر قلة السكان بهذه الجهة إذ لاتتجاوز الكثافة السكانية في المتوسط خمس نسمات في الكلومتر مربع.
4 ـ العنصر البشري :
يتشكل سكان المغرب العربي من العرب والأمازيغ يسمون أيضا بالبربر أخذا عن تسمية الرومان للشعوب غير المتحضرة ، وتقريبًا كل السكان يدينون بالدين الإسلامي الذي انتشر في المنطقة.
بعض الخصائص الديموغرافية والاقتصادية لبلدان المغرب العربي |
|||||||||
البلدان |
عدد السكان بمليون نسمة (توقع 2018 |
نسبة الولادات في الألف |
نسبة الوفيات في الألف |
نسبة السكان الذين يعيشون تحت عتبة الفقر (أقل من $2) |
الناتج المحلي الإجمالي |
عدد مستخدمي الإنترنت |
قيمة التنمية البشرية |
المرتبة عالميا |
|
4.0 |
33.2 |
8.8 |
40 |
4,443 |
147,674 |
0.454 |
154 |
||
42.1 |
18.8 |
4.76 |
4.5 |
100,257 |
16,303,864 |
0.646 |
126 |
||
42.3 |
24.8 |
4.4 |
02 |
198,735 |
[4] 11,000,000 |
0.704 |
107 |
||
11.5 |
18.6 |
5.7 |
3.8 |
46,332 |
4,156,012 |
0.749 |
91 |
||
7.0 |
21.5 |
4.9 |
7.4 |
31,373 |
980,307 |
0.783 |
61 |
5 ـ تنوع الأنشطة البشرية :
يتباين عدد السكان في بلدان المغرب الكبير وتعد الجزائر أكبر البلدان سكاناً (42.3 مليون نسمة حسب إحصائيات 2018) في المنطقة، يليها المغرب (42.1 مليون نسمة حسب إحصائيات 2018) ثم تونس (12 مليون حسب إحصائيات 2018) وليبيا (7 ملايين حسب إحصائيات 2018) وموريتانيا (4 ملايين حسب إحصائيات 2018)، تلعب الظروف الطبيعية والبنية الجيولوجية دوراً أساسياً في توزيع الأهمية الاقتصادية بين دول المنطقة، حيث تزداد أهمية الفلاحة والسياحة والفوسفات في المغرب وتونس، في حين تتركز في الجزائر وليبيا الثروات النفطية. بينما يعدّ الحديد أهم الموارد الطبيعية في موريتانيا. يتيح التباين في الموارد الاقتصادية إمكانية التعاون والتكامل الاقتصادي بين البلدان الخمسة.