Annonces

مصادر اللغة و الأدب و النقد

مصادر اللغة و الأدب و النقد

by LOTFI ABDELKRIM -
Number of replies: 0

الجمهورية الجزائرية الدّيمقراطية الشّعبية

وزارة التّعليم العالي والبحث العلمي

جامعة أبي بكر بلقايد–تلمسان

كلية الآداب واللّغات

قسم اللّغة والأدب العربي

السّنة الأولى ليسانس 

محاضرات في مقياس

مصادر اللّغة و الأدب و النّقد

 

 

إعداد الدّكتور: عبد الكريم لطفي


تمهيد:

يقول ويل ديورانت و زوجته أريل ديورانت مؤلّفا كتاب قصّة الحضارة و هما بصدد الحديث عن شغف المسلمين في القرون الوسطى بالكتب و اقتنائها، و عن كثرة المشتغلين بالعلم تأليفا و تمحيصا و تدريسا يقولان : "إنّ عدد العلماء في آلاف المساجد المنتشرة في البلاد الإسلامية من قرطبة إلى سمرقند لم يكونوا يَقِلُّون عن عدد ما فيها من أعمدة"[1].

فالباحث في ما خلفّه العرب و المسلمون من مصادر سيجد نفسه أمام كمّ هائل لا يحصى من تراث فكري وعلمي وأدبي بدءا من الرّسائل الصّغيرة الحجم إلى الموسوعات الضّخمة.فعلى مدى ثمانية قرون ابتداء من القرن الثّاني الهجري إلى نهاية القرن التّاسع الهجري كان العرب يشتغلون بالعلوم الإنسانية و العلوم الطّبيعية و الطبّ والرّياضيات و غيرها من العلوم و المعارف. فلقد كانت المكتبات المنتشرة بين المشرق العربي و مغربه تحتوي على آلاف المخطوطات و المصادر المتعدّدة المشارب و الموضوعات فمكتبة قرطبة بالأندلس مثلا جمع فيها الخليفة المستنصر ما بين (350هـ- 366هـ) أكثر من أربعمائة ألف مجلد[2]، و عليه ليس في وسع أحد أن يتصوّر حجم ما خطّته أقلام العلماء و المفكّرين و الأدباء من المسلمين في شتّى بقاع العالم الإسلامي في تلك الفترة الزّاهية من حياتهم هذا رغم ما طالها من ضياع و حرق و تبديد. فلقد كان سقوط بغداد على يد التّتار نذير شؤم للتّراث الذي خلّفه الأقدمون[3]، فقد رُوِيَ أن مياه دجلة جرت سوداء من كثرة ما ألقي فيها من الكتب و الصّحائف[4].

المحاضرة الأولى 

1.بيبليوغرافيا المصادر اللّغوية والأدبية والنّقدية التّراثية القديمة:

قبل الخوض في تفاصيل بعض هذه المصادر العربية التّراثية، نستعرض هذه البيبلوغرافيا الموجزة لبعض المصادر اللّغوية و الأدبية والنّقدية العربية القديمة.

فالبيبليوغرافيا:Bibliographyبالإنجليزية و هي كلمة معرَّبة دخلت إلى اللّغة العربية في العصر الحديث، وقد جاءت هذه الكلمة أصلا من اللّغة اليونانية وهي مركّبة من كلمتين هما: Biblionكتيب وهي صورة التّصغير للمصطلحBibliosبمعني كتابة، وكلمة Graphiaوهي اسم الفعل المأخوذ منGrapheinبمعنى ينسخ أو يكتب، وقد كانت ببليوجرافيا تعني منذ ظهورها خلال العصرالإغريقي وحتّى القرن السّابع عشر"نسخ الكتب" وظلّت تحمل نفس المعنى حتّى تحوّل مدلولها في النّصف الثّاني من القرن الثّامن عشر من "نسخ الكتب" أو " كتابة الكتب" إلى "الكتابة عن الكتب، إذن الببليوجرافيا كلمة تتكوّن من مقطعين (ببليو) معناها كتاب،  و (جرافيا) تعني وصف ولهذا فإنّ أبسط تعريف للكلمة هو وصف الكتب.والببليوجرافيات هي البيانات، فالببليوجرافيا مثل اسم المؤلّف، وعنوان الوعاء، والطّبعة، وبيانات النّشر، وعدد الصّفحات، و ....[5]

 

أولا :  المصادر اللّغوية القديمة:عديدة هي نذكر منها على سبيل المثال:

1.               الخصائص:لأبي الفتح عثمان بن جني (ت392ه)هو أحد أشهر الكتب التي كتبت في فقه اللّغة وفلسفتها، وأسرار العربية ووقائعها عموما هو كتاب يبحث في النّحو التّصريف.

2.               مقاييس اللّغة:لأحمد بن فارس بن زكريا (ت395ه)معجم لغوي عظيم جمعه مؤلّفه معتمدا على خمسة كتب عظيمة هي: -1 العـين للخليـل بـن أحمـد الفراهيـدي. 2 - غريـب الحـديث. 3 - مصـنّف الغريـب وكلاهمـا لابـن عبيـد. 4 -كتـاب المنطـق لابـن السكّيت. 5 - الجمهرة لابن دريد.

3.               فقه اللّغة:لأبي منصور عبد الملك بن إسماعيل الثّعالبي النّيسـابوري (ت429ه) قـسّـمه إلى ثلاثـين بـابا، وأفـرد لكـلّ معـنى أساسـيا بـالأخصّ يقسـّمه إلى فصـول صـغيرة تشـتمل فـروع المعـنى الأصـلي، وقـد جمـع في كتابـه هـذا بـين صـفتي الشّـمول والتّرتيـب، وهمـا الصّـفتان الملازمتان لفكرة المعجم.

4.               ألفية ابن معطي الزّواوي: هو يحيى بن عبد المعطي بن عبد النّور زين الدّين الزّواوي الجزائري القبائلي الأمازيغي، يكنّى بأبي الحسين، ألفيته عبارة عن منظومة شعرية جمعت النّحو العربي في ألف بيت. وهو  أوّل من ألّف في النّحو عن طريق النّظم الشّعري بكتابه الدّرر الألفية، ولد الإمام ابن معطي في منطقة بجاية سنة 564ه وتوفّي سنة 628هــ.

5.               ألفية ابن مالك: صاحبها محمد بن عبد الله بن مالك الطّائي المعروف بـابن مالك (600هـ- 672هـ) نسبةً. هو عالم لغوي كبير وأعظم نحوي في القرن السّابع الهجري، و ألفيته عبارة عن مـتن يضـمّ قواعـد النّحـو والصّـرف العـربي في منظومـة شـعرية يبلـغ عـدد أبياتها ألـف وبيتـان، أبيـات علـى وزن بحـر الرّجز أو مشطورة، و حضيت الألفية بقبول واسع لدى دارسي النّحو العـربي، وهـذه الطّبعـة الأولى طبعـت بـدار الكتـب العامـّة بيروت سنة 1985م.

6.               أساس البلاغة: لأبي القاسـم جـار الله محمـود بـن عمـر الزّمخشـري (538هـ)ألّفـه لغـرض بلاغـي مـن أجـل توضـيح المعـاني الغازيـة للألفـاظ، لهـذا فهـو يـذكر الألفـاظ الأكثـر فصـاحة في اللّغة، ويقـدّم المعـنى الحقيقـي للّفـظ أوّلاً ثمّ يثـني بـذكر المعـاني الغازية أو ما تعارف عليه القوم منها.

7.               أسرار البلاغة: صاحبه هو أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرّحمن بن محمد الجُرْجَانِيّ (ت471هـ)من أصل فارسي (جرجان) ويعدّ كتاب أسرار البلاغة و كذلك كتاب دلائل الإعجاز للإمام عبد القاهر الجرجاني من الكتب البلاغية بلا منازع بين أهل العلم بهذا الفنّ. و يبحث كتاب أسرار البلاغة في علم البلاغة وأصوله، يتحدّث فيه عن الجناس والسّجع والاستعارات والتّشبيه والمجاز وغير ذلك من فروع علم البيان.

و هناك مصادر لغوية أخرى نجملها فيما يلي:

1.               المزهر في علوم اللغة وأنواعها: لجلال الدّين عبد الرّحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدّين الخضيري السّيوطي المشهور باسم جلال الدّين السّيوطي، (849ه-911هـ).

2.               الإنصاف في مسائل الخلاف بين النّحويين البصريين والكوفيين:لأبي البركات الأنباري توفّي 577هـ.

3.               مفتاح العلوم:للسكّاكي يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكّاكي الخوارزمي الحنفي أبو يعقوب المعروف بأبي يعقوب السكّاكي ولد 555هـ/626هـ.

4.               التّلخيص:لجلال الدّين القزويني وهو محمد بن عبد الرّحمن بن عمر، أبو المعالي، جلال الدّين القزويني الشّافعي، المعروف بخطيب دمشق أو الخطيب القزويني  توفّي 739هـ.

5.               إصلاح المنطق:لابن السِّكِّيت (186ه-ـ244هـ): يعتبر هذا الكتاب معجمًا لغويًّا من أقدم المعاجم التي تضبط اللّغة بالصّيغ، وهو أحد مصادر التّراث اللّغوي والذي يعالج ما طرأ على اللّغة العربية من اللّحن             والخطأ.

و من المعاجم اللّغوية نذكرعلى سبيل المثال:

1.               معجم العين: صاحبه الخَلِيل بن أحمد الفراهيدي البصري (100هـ-170ه) (718م/786م)؛ واسمه الكامل الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي وكنيته أبو عبد الرّحمن.

2.               الصِحاح للجوهري: توفّي عام 393 هـ، هو عالم ولغوي، يكنّى بأبي نصر.

3.               لسان العرب:صاحبه محمد بن مكرم بن علي بن منظور الأنصاري 630ه-711ه.

4.               القاموس المحيط: صاحبه هو  أبو طاهر مجد الدّين محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم الشّيرازي الفيروز آبادي  توفّي سنة817هـ.

و غيرها من المصادر اللّغوية التي يستحيل تسجيلها كلّها أو جلّها في هذا المقام.

ثانيا: المصادر الأدبية التّراثية: عديدة هي كذلك و نكتفي بسرد بعضها دون تفضيل و منها:

1.               البيان والتّبيين:صاحبه عمرو بن أبي عثمان الجاحظ (255هـ) تحقيـق: عبـد السّـلام هـارون، يعتـبر الجـاحظ أوّل ناقـد حـاول هـدم الأسـس القديمـة في الأدب العربي، كما هاجم تصنيف الشّعراء في طبقات فنية وهاجم اعتداد أهل النّحو واللّغة للشّـعر الجـاهلي وطـرح بـديلا تمثـّل في احتفائه بالصّورة الشّعرية دون غيره.

2.               العقد الفريد:لأحمد بن عبد ربّه : هو  أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربّه بن حبيب بن حدير بن سالم  الأندلسي  (246هـ) من أهمّ المصادر الأدبية في  التّراث العربي، يتميّز بوفرة المادّة، التي استقاها ابن عبد ربّه من مصادر عدّة و يتميّز أيضا بتنوّع الموضوعات.

3.               الأغاني: لعلي بن الحسين بن فرج الأصفهاني (356هـ) تحقيق: عبد الستّار فراج، دار الثّقافة، بيروت 1955-1961 ويقع في 25 جزء، يعــدّ مــن أغــنى كتــب عصــره في أخبــار الجاهليــة و الإســلام وبــني أميــة في فــنّ الغنــاء العــربي وتــاريخ المغنّــين، واســتقى الألحــان الموسـيقية الشّـائعة في عصـره وكـذا الأشـعار الـتي تصـاحب هـذه الألحـان، وفي هـذا السّـياق يسـتعرض الكثـير مـن الأخبـار ويطـرح قضايا لغوية وتاريخية ونقدية، ترجم فيه لحوالي(5000) شاعر منهم مـن خصّـص لـه بعـض الصّـفحات ومنـه مـن خصّـص لـه كتـاب كمـافعل مع بشّار بن برد.

4.               زهر الآداب وثمر الألباب:كتاب أدبي جمعه أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني (ت413هـ، 1061م) أديبمن أدباء المغرب مؤلّف وناثر بليغ. وهو معاصر للشّاعر المشهور أبي الحسن الحصري القيرواني صاحب القصيدة المشهورة يا ليل الصّبّ.

5.               صبح الأعشى في صناعة الإنشا: هو كتاب يتكوّن من 14 جزء من تأليف أبو العبّاس القلقشندي المتوفّى سنة821ه تعدّ هذه الموسوعة أحد المصادر العربية الواسعة التي تتناول مواضيع منذ الفترات الأولى في الإسلام عن أنظمة الحكم، والإدارة، والسّياسة، والاقتصاد، والمكتبات، والولايات والعهود والعادات والتّقاليد والملابس. في الشّرق العربي، وفي الكتاب يتناول القلقشندي صفات كاتب الإنشاء ومؤهّلاته وأدوات الكتابة.

6.               نفح الطيب من غصن الأندلس الرّطيب: مصنّف ألّفه المقري التّلمساني، يعدّ أحد أقدم الكتب المغربية  ظهورا للنّور، وجاء هذا الكتاب على جزأين، جزء يتحدّث عن الأندلس والمدن الأندلسية وسكّانها، ووصف مناخها وتوضيح مساحتها وتحديد أراضيها وأوّل من سكنها، ووصف سكّان الأندلس وحبّهم للعلم والأدب وسلوكياتهم وخصوصياتهم الاجتماعية، والشّأن البعيد الذي بلغوه في مجال العلوم والآداب. والجزء الآخر عن أخبار الوزير ابن الخطيب.

7.               الكامل في اللّغة والأدب للمبرّد :محمد بـن يزيـد أبي العبّـاس (285هـ)، تحقيـق: محمد أبـو الفضـل إبـراهيم، مـن المصـادر الأدبيـة الشّاملة كـذلك علـى غـرار البيـان والتّبيـين، فعنوانـه يشـير بـذلك، إذ يجمـع بـين قضـايا أدبيـة وأخـرى لغويـة ومادّتـه يطغـى عليهـا الإخبـار ومـن ذلـك يعـالج مسـائل ذات طبيعـة نقديـة صـرفة أبرزهـا مسـألة الضّـرورة الشّـعرية.

و من الكتب الأدبية كذلك نذكر على سبيل المثال:

1.               كتاب الحيوان  للجاحظ.

2.               عيون الأخبار لابن قتيبة.

3.               كتاب النّوادر لأبي علي القالي البغدادي.

4.               البخلاء للجاحظ.

5.               كليلة ودمنة لابن المقفّع.

6.               الأصمعيات:كتاب لأبي سعيد عبد الملك بن قُرَيْب الأصمعي الشّهير بالأصمعي.

7.               المفضليات للمفضّل الضبي.

8.               جمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي.

 

ثالثا: المصادر النقدية التراثية النقدية:عديدة هي الأخرى نذكر منها على سبيل المثال:

1.               الشّعر والشّعراء:لابن قتيبة هو محمد عبد الله بن عبد المجيد بن مسلم بن قتيبة الدِّينَوَرِي: (ت276ه) هذا الكتاب من مصادر الأدب الأولى، تناول فيه ابن قتيبة أشهرالشّـعراء فـأورد أخبـارهم ومـا يسـتجادمن شعرهم وما أخذته عليهم العلماء و النقّادمن الخلط والخطأ في ألفاظهم أو معانيهم.

2.               طبقات فحول الشّعراء: صاحبه هو محمد بن سلّام بن عبد الله بن سلّام الجمحي أبو عبد الله البصري (ت231هـ) قراءة: محمد محمود شاكر. ويظهر تأثّر الجمحي بالأصمعي في هـذا الكتـاب الـذي يعتـبر ثـاني مصدر نقدي من عنوانه، غير أنّ كتاب الجمحي يقدّم مادّة شعرية ونقدية مهمّة، كما أنّ مقدّمته مـن أنجـح مـا وصـل إلينـا مـن النّصـوص النّقديـة، وتباينـت مواقـف الدّارسـين، إزاء هـذا الكتـاب في قضـيتين أساسـيتين، أوّلهمـا: هـل يعـدّ عمـل ابـن سـلّام في هــذا الكتــاب عمــلا نقــديّا أو عمــلا تــدوينا وثانيهمــا: هــل هــو كتــاب في النّقــد الأدبي أم في تــاريخ الأدب والواقــع أنّ أهميــة الكتـاب تظهـر باعتبـاره ضـمن تـاريخ الأدب لأنّـه يقـدّم مـادّة شـعرية هائلـة لأكثـر مـن 1000 شـاعر بـين جـاهلي وإسـلامي أمّـا مادّته النّقدية فقليلة  إذا ما قورنت بالمادّة الأدبية.

3.               عيار الشّعر:لابن طباطبا هو محمد بـن أحمـد العلـوي أبي الحسـن (322 هـ)تحقيـق: عبـد العزيـز بـن ناصـر المـانع، دار العلـوم والنّشـر. الرّيـاض 1985م فكرتـه المركزيـة هـي تعريف الشّعر و مسـألة الـوزن فيه والـتي تميّـز الشّـعر عـن النّثـر و مسـألة القـديم والمحـدث.

4.               الموازنة بين أبي تمام والبحتري أو الموازنة بين الطائيين:من أهم الكتب النّقدية   ألّفه أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي المتوفّى عام 371 للهجرة، يقدّم فيه مقارنة بين الشّاعرين المذكورين في عنوان الكتابحاول الآمدي من خلال كتابه هذا أن يقف موقف العادل بين الشّاعرين في موازنته و في تفضيل شاعر على آخر في القصيدة الواحدة أو فيما تحملاه من معان.

5.               الوساطة بين المتنبّي و خصومه:صاحبه علي بن عبد العزيز بن الحسن بن علي القاضي الجرجاني المعروف بالقاضي الجرجاني (322ه/ـ392هـ)عالج القاضي الجرجاني العديد من القضايا النّقدية في كتابه الوساطة، قدّم فيها آراء ووجهات نظر، كـان فـي الكثير منها مخالفًا لسابقيه ومعاصريه من النقّاد وسبب تطرّقه لهذه القضايا هو انقسام نقّاد عصره في نظرتهم للمتنبّي يقول: "إن خَصوم هذا الرجل فريقان"[6]، فريق يناصر الشّاعر فيعجب بكلّ ما يقوله وفريق يتصيّد أخطاءه ويتغاضى عن حسناته، فقد كان المتنبّي محور جدل.

6.               نقد الشّعر:صاحبه قدامة بن جعفر الكاتب البغدادي بن جعفر (337هـ) تحقيق: كمال مصطفي، القاهرة، سنة 1963م، يطـرح فيـه تعريفـا للشّـعر ويحـاول تحليـل هـذا التّعريـف بثقافـة عميقـة جعلـت بعـض الدّارسـين يـردّون جـذورها إلى الفكـر اليونـاني وخاصّـة فلســفة أفلاطــون الــتي تــرى أنّ الأشــياء الحســية مــا هـي إلّا أشــباح لحقيقتهــا الكليــة في عــالم المثــل.

7.               العمدة في صناعة الشّعر ونقده: صاحبه أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني (ت456هـ) يعدّ العمدة من أشهر مؤلّفات ابن رشيق القيرواني، والتي تزيد على ثلاثين كتابًا، وهو الكتاب الذي أشهره وخلَّد اسمَه من بين آثاره، وقد أراد له أن يكون موسوعة في الشّعر ومحاسنه ولغته ونقده وأغراضه والبلاغة وفنونها.

1.               إحكام صنعة الكلام: لأبي القاسم محمد بن عبد الغفور الكلاعي الإشبيلي (ترجّح وفاته عام 543هـ)من بين أهمّ الكتب النّقدية الأندلسية، اقتصر فيه صاحبه على فنّ النّثر فراح يسهب في الحديث عن معايير الكتابة والخطابة و المقامة و التّوقيعات و الأمثال و الحكم، و قد تناول هذه الفنون من جوانبها الشّكلية خاصّة.

و من الكتب النّقدية كذلك نذكر على سبيل المثال:

1.               المثل السّائر في أدب الكاتب والشّاعر:مؤلّفه نصر الله بن محمد ضياء الدّين بن الأثير، (المتوفّى 637هـ) المحقّق: أحمد الحوفي، بدوي طبانة النّاشر: دار نهضة مصر للطّباعة والنّشر والتّوزيع، الفجالة، القاهرة.

2.               أخبار أبي تمام:صاحبه محمد بن يحي أبي بكر الصّولي (335هـ).

 

المراجع 


[1]- المصادر الأدبية واللّغوية في التّراث العربي، عز الدّين إسماعيل، ص 5.

[2]- ينظر: لمحات في المكتبة والبحث والمصادر، محمد عجاج الخطيب، ص 31.

[3]- المصادر الأدبية واللّغوية في التّراث العربي، عز الدين إسماعيل، ص 6.

[4]- مصادر التّراث العربي، عمر الدقّاق، ص 24.

[5]- ويكيبيديا.

[6]- الوساطة بين المتنبّي وخصومه، علي بن عبد العزيز الجرجاني، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجـاوي، المكتبة العصرية صيدا بيروت، ط1، 2006م، ص 52.