Annonces

مصادر اللغة و الأدب و النقد . د// عبد الكريم لطفي

مصادر اللغة و الأدب و النقد . د// عبد الكريم لطفي

par LOTFI ABDELKRIM,
Nombre de réponses : 0

الجمهورية الجزائرية الدّيمقراطية الشّعبية

وزارة التّعليم العالي والبحث العلمي

جامعة أبي بكر بلقايد–تلمسان

كلية الآداب واللّغات

قسم اللّغة والأدب العربي

السّنة الأولى ليسانس 

محاضرات في مقياس

مصادر اللّغة و الأدب و النّقد

 

 

إعداد الدّكتور: عبد الكريم لطفي


تمهيد:

يقول ويل ديورانت و زوجته أريل ديورانت مؤلّفا كتاب قصّة الحضارة و هما بصدد الحديث عن شغف المسلمين في القرون الوسطى بالكتب و اقتنائها، و عن كثرة المشتغلين بالعلم تأليفا و تمحيصا و تدريسا يقولان : "إنّ عدد العلماء في آلاف المساجد المنتشرة في البلاد الإسلامية من قرطبة إلى سمرقند لم يكونوا يَقِلُّون عن عدد ما فيها من أعمدة"[1].

فالباحث في ما خلفّه العرب و المسلمون من مصادر سيجد نفسه أمام كمّ هائل لا يحصى من تراث فكري وعلمي وأدبي بدءا من الرّسائل الصّغيرة الحجم إلى الموسوعات الضّخمة.فعلى مدى ثمانية قرون ابتداء من القرن الثّاني الهجري إلى نهاية القرن التّاسع الهجري كان العرب يشتغلون بالعلوم الإنسانية و العلوم الطّبيعية و الطبّ والرّياضيات و غيرها من العلوم و المعارف. فلقد كانت المكتبات المنتشرة بين المشرق العربي و مغربه تحتوي على آلاف المخطوطات و المصادر المتعدّدة المشارب و الموضوعات فمكتبة قرطبة بالأندلس مثلا جمع فيها الخليفة المستنصرما بين (350هـ- 366هـ) أكثر من أربعمائة ألف مجلد[2]، و عليه ليس في وسع أحد أن يتصوّر حجم ما خطّته أقلام العلماء و المفكّرين و الأدباء من المسلمين في شتّى بقاع العالم الإسلامي في تلك الفترة الزّاهية من حياتهم هذا رغم ما طالها من ضياع و حرق و تبديد. فلقد كان سقوط بغداد على يد التّتار نذير شؤم للتّراث الذي خلّفه الأقدمون[3]، فقد رُوِيَ أن مياه دجلة جرت سوداء من كثرة ما ألقي فيها من الكتب و الصّحائف[4].

1.بيبليوغرافيا المصادر اللّغوية والأدبية والنّقدية التّراثية القديمة:

قبل الخوض في تفاصيل بعض هذه المصادر العربية التّراثية، نستعرض هذه البيبلوغرافيا الموجزة لبعض المصادر اللّغوية و الأدبية والنّقدية العربية القديمة.

فالبيبليوغرافيا:Bibliographyبالإنجليزيةو هي كلمة معرَّبة دخلت إلى اللّغة العربيةفي العصر الحديث، وقد جاءت هذه الكلمة أصلا من اللّغة اليونانية وهي مركّبة من كلمتين هما: Biblionكتيب وهي صورة التّصغير للمصطلحBibliosبمعني كتابة، وكلمة Graphiaوهي اسم الفعل المأخوذ منGrapheinبمعنى ينسخ أو يكتب، وقد كانت ببليوجرافيا تعني منذ ظهورها خلال العصرالإغريقي وحتّى القرن السّابع عشر"نسخ الكتب" وظلّت تحمل نفس المعنى حتّى تحوّل مدلولها في النّصف الثّاني من القرن الثّامن عشر من "نسخ الكتب" أو " كتابة الكتب" إلى "الكتابة عن الكتب، إذن الببليوجرافيا كلمة تتكوّن من مقطعين (ببليو) معناها كتاب،  و (جرافيا) تعني وصف ولهذا فإنّ أبسط تعريف للكلمة هو وصف الكتب.والببليوجرافيات هي البيانات، فالببليوجرافيا مثل اسم المؤلّف، وعنوان الوعاء، والطّبعة، وبيانات النّشر، وعدد الصّفحات، و ....[5]

أولا :  المصادر اللّغوية القديمة:عديدة هي نذكر منها على سبيل المثال:

1.               الخصائص:لأبي الفتح عثمان بن جني (ت392ه)هو أحد أشهر الكتب التي كتبت في فقه اللّغة وفلسفتها، وأسرار العربية ووقائعها عموما هو كتاب يبحث في النّحو التّصريف.

2.               مقاييس اللّغة:لأحمد بن فارس بن زكريا (ت395ه)معجم لغوي عظيم جمعه مؤلّفه معتمدا على خمسة كتب عظيمة هي: -1 العـين للخليـل بـن أحمـد الفراهيـدي. 2 - غريـب الحـديث. 3 - مصـنّف الغريـب وكلاهمـا لابـن عبيـد. 4 -كتـاب المنطـق لابـن السكّيت. 5 - الجمهرة لابن دريد.

3.               فقه اللّغة:لأبي منصور عبد الملك بن إسماعيل الثّعالبي النّيسـابوري (ت429ه) قـسّـمه إلى ثلاثـين بـابا، وأفـرد لكـلّ معـنى أساسـيا بـالأخصّ يقسـّمه إلى فصـول صـغيرة تشـتمل فـروع المعـنى الأصـلي، وقـد جمـع في كتابـه هـذا بـين صـفتي الشّـمول والتّرتيـب، وهمـا الصّـفتان الملازمتان لفكرة المعجم.

4.               ألفية ابن معطي الزّواوي: هو يحيى بن عبد المعطي بن عبد النّور زين الدّين الزّواوي الجزائري القبائلي الأمازيغي، يكنّى بأبي الحسين، ألفيته عبارة عن منظومة شعرية جمعت النّحو العربي في ألف بيت. وهو  أوّل من ألّف في النّحو عن طريق النّظم الشّعري بكتابه الدّرر الألفية، ولد الإمام ابن معطي في منطقة بجاية سنة 564هوتوفّي سنة 628هــ.

5.               ألفية ابن مالك: صاحبها محمد بن عبد الله بن مالك الطّائي المعروف بـابن مالك (600هـ- 672هـ) نسبةً. هو عالم لغوي كبير وأعظم نحوي في القرن السّابع الهجري، و ألفيته عبارة عن مـتن يضـمّ قواعـد النّحـو والصّـرف العـربي في منظومـة شـعرية يبلـغ عـدد أبياتها ألـف وبيتـان، أبيـات علـى وزن بحـر الرّجز أو مشطورة، و حضيت الألفية بقبول واسع لدى دارسي النّحو العـربي، وهـذه الطّبعـة الأولى طبعـت بـدار الكتـب العامـّة بيروت سنة 1985م.

6.               أساس البلاغة: لأبي القاسـم جـار الله محمـود بـن عمـر الزّمخشـري (538هـ)ألّفـه لغـرض بلاغـي مـن أجـل توضـيح المعـاني الغازيـة للألفـاظ، لهـذا فهـو يـذكر الألفـاظ الأكثـر فصـاحة في اللّغة، ويقـدّم المعـنى الحقيقـي للّفـظ أوّلاً ثمّ يثـني بـذكر المعـاني الغازية أو ما تعارف عليه القوم منها.

7.               أسرار البلاغة: صاحبه هو أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرّحمن بن محمد الجُرْجَانِيّ (ت471هـ)من أصل فارسي (جرجان) ويعدّ كتاب أسرار البلاغة و كذلك كتاب دلائل الإعجاز للإمام عبد القاهر الجرجاني من الكتب البلاغية بلا منازع بين أهل العلم بهذا الفنّ. و يبحث كتاب أسرار البلاغة في علم البلاغة وأصوله، يتحدّث فيه عن الجناس والسّجع والاستعارات والتّشبيه والمجاز وغير ذلك من فروع علم البيان.

و هناك مصادر لغوية أخرى نجملها فيما يلي:

1.               المزهر في علوم اللغة وأنواعها: لجلال الدّين عبد الرّحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدّين الخضيري السّيوطي المشهور باسم جلال الدّين السّيوطي، (849ه-911هـ).

2.               الإنصاف في مسائل الخلاف بين النّحويين البصريين والكوفيين:لأبي البركات الأنباريتوفّي 577هـ.

3.               مفتاح العلوم:للسكّاكي يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكّاكي الخوارزمي الحنفي أبو يعقوبالمعروف بأبي يعقوب السكّاكي ولد 555هـ/626هـ.

4.               التّلخيص:لجلال الدّين القزويني وهو محمد بن عبد الرّحمن بن عمر، أبو المعالي، جلال الدّين القزويني الشّافعي، المعروف بخطيب دمشق أو الخطيب القزويني  توفّي 739هـ.

5.               إصلاح المنطق:لابن السِّكِّيت (186ه-ـ244هـ): يعتبر هذا الكتاب معجمًا لغويًّا من أقدم المعاجم التي تضبط اللّغة بالصّيغ، وهو أحد مصادر التّراث اللّغوي والذي يعالج ما طرأ على اللّغة العربية من اللّحن             والخطأ.

و من المعاجم اللّغوية نذكرعلى سبيل المثال:

1.               معجم العين: صاحبه الخَلِيل بن أحمد الفراهيدي البصري (100هـ-170ه) (718م/786م)؛ واسمه الكامل الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي وكنيته أبو عبد الرّحمن.

2.               الصِحاحللجوهري: توفّي عام 393 هـ، هو عالم ولغوي، يكنّى بأبي نصر.

3.               لسان العرب:صاحبه محمد بن مكرم بن علي بن منظور الأنصاري 630ه-711ه.

4.               القاموس المحيط: صاحبه هو  أبو طاهر مجد الدّين محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم الشّيرازي الفيروز آبادي  توفّي سنة817هـ.

و غيرها من المصادر اللّغوية التي يستحيل تسجيلها كلّها أو جلّها في هذا المقام.

ثانيا: المصادر الأدبية التّراثية: عديدة هي كذلك و نكتفي بسرد بعضها دون تفضيل و منها:

1.               البيان والتّبيين:صاحبه عمرو بن أبي عثمان الجاحظ (255هـ) تحقيـق: عبـد السّـلام هـارون، يعتـبر الجـاحظ أوّل ناقـد حـاول هـدم الأسـس القديمـة في الأدب العربي، كما هاجم تصنيف الشّعراء في طبقات فنية وهاجم اعتداد أهل النّحو واللّغة للشّـعر الجـاهلي وطـرح بـديلا تمثـّل في احتفائه بالصّورة الشّعرية دون غيره.

2.               العقد الفريد:لأحمد بن عبد ربّه : هو  أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربّه بن حبيب بن حدير بن سالم  الأندلسي  (246هـ) من أهمّ المصادر الأدبية في  التّراث العربي، يتميّز بوفرة المادّة، التي استقاها ابن عبد ربّه من مصادر عدّة و يتميّز أيضا بتنوّع الموضوعات.

3.               الأغاني: لعلي بن الحسين بن فرج الأصفهاني (356هـ) تحقيق: عبد الستّار فراج، دار الثّقافة، بيروت 1955-1961 ويقع في 25 جزء، يعــدّ مــن أغــنى كتــب عصــره في أخبــار الجاهليــة و الإســلام وبــني أميــة في فــنّ الغنــاء العــربي وتــاريخ المغنّــين، واســتقى الألحــان الموسـيقية الشّـائعة في عصـره وكـذا الأشـعار الـتي تصـاحب هـذه الألحـان، وفي هـذا السّـياق يسـتعرض الكثـير مـن الأخبـار ويطـرح قضايا لغوية وتاريخية ونقدية، ترجم فيه لحوالي(5000) شاعر منهم مـن خصّـص لـه بعـض الصّـفحات ومنـه مـن خصّـص لـه كتـاب كمـافعل مع بشّار بن برد.

4.               زهر الآداب وثمر الألباب:كتاب أدبي جمعه أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني (ت413هـ، 1061م) أديبمن أدباء المغرب مؤلّف وناثر بليغ. وهو معاصر للشّاعر المشهور أبي الحسن الحصري القيرواني صاحب القصيدة المشهورة يا ليل الصّبّ.

5.               صبح الأعشى في صناعة الإنشا: هو كتاب يتكوّن من 14 جزء من تأليف أبو العبّاس القلقشندي المتوفّى سنة821ه تعدّ هذه الموسوعة أحد المصادر العربية الواسعة التي تتناول مواضيع منذ الفترات الأولى في الإسلام عن أنظمة الحكم، والإدارة، والسّياسة، والاقتصاد، والمكتبات، والولايات والعهود والعادات والتّقاليد والملابس. في الشّرق العربي، وفي الكتاب يتناول القلقشندي صفات كاتب الإنشاء ومؤهّلاته وأدوات الكتابة.

6.               نفح الطيب من غصن الأندلس الرّطيب: مصنّف ألّفه المقري التّلمساني، يعدّ أحد أقدم الكتب المغربية  ظهورا للنّور، وجاء هذا الكتاب على جزأين، جزء يتحدّث عن الأندلس والمدن الأندلسية وسكّانها، ووصف مناخها وتوضيح مساحتها وتحديد أراضيها وأوّل من سكنها، ووصف سكّان الأندلس وحبّهم للعلم والأدب وسلوكياتهم وخصوصياتهم الاجتماعية، والشّأن البعيد الذي بلغوه في مجال العلوم والآداب. والجزء الآخر عن أخبار الوزير ابن الخطيب.

7.               الكامل في اللّغة والأدب للمبرّد :محمد بـن يزيـد أبي العبّـاس (285هـ)، تحقيـق: محمد أبـو الفضـل إبـراهيم، مـن المصـادر الأدبيـة الشّاملة كـذلك علـى غـرار البيـان والتّبيـين، فعنوانـه يشـير بـذلك، إذ يجمـع بـين قضـايا أدبيـة وأخـرى لغويـة ومادّتـه يطغـى عليهـا الإخبـار ومـن ذلـك يعـالج مسـائل ذات طبيعـة نقديـة صـرفة أبرزهـا مسـألة الضّـرورة الشّـعرية.

و من الكتب الأدبية كذلك نذكر على سبيل المثال:

1.               كتاب الحيوان  للجاحظ.

2.               عيون الأخبار لابن قتيبة.

3.               كتاب النّوادر لأبي علي القالي البغدادي.

4.               البخلاء للجاحظ.

5.               كليلة ودمنة لابن المقفّع.

6.               الأصمعيات:كتاب لأبي سعيد عبد الملك بن قُرَيْب الأصمعي الشّهير بالأصمعي.

7.               المفضليات للمفضّل الضبي.

8.               جمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي.

ثالثا: المصادر النقدية التراثية النقدية:عديدة هي الأخرى نذكر منها على سبيل المثال:

1.               الشّعر والشّعراء:لابن قتيبة هو محمد عبد الله بن عبد المجيد بن مسلم بن قتيبة الدِّينَوَرِي: (ت276ه) هذا الكتاب من مصادر الأدب الأولى، تناول فيه ابن قتيبة أشهرالشّـعراء فـأورد أخبـارهم ومـا يسـتجادمن شعرهم وما أخذته عليهم العلماء و النقّادمن الخلط والخطأ في ألفاظهم أو معانيهم.

2.               طبقات فحول الشّعراء: صاحبه هو محمد بن سلّام بن عبد الله بن سلّام الجمحي أبو عبد الله البصري (ت231هـ) قراءة: محمد محمود شاكر. ويظهر تأثّر الجمحي بالأصمعي في هـذا الكتـاب الـذي يعتـبر ثـاني مصدر نقدي من عنوانه، غير أنّ كتاب الجمحي يقدّم مادّة شعرية ونقدية مهمّة، كما أنّ مقدّمته مـن أنجـح مـا وصـل إلينـا مـن النّصـوص النّقديـة، وتباينـت مواقـف الدّارسـين، إزاء هـذا الكتـاب في قضـيتين أساسـيتين، أوّلهمـا: هـل يعـدّ عمـل ابـن سـلّام في هــذا الكتــاب عمــلا نقــديّا أو عمــلا تــدوينا وثانيهمــا: هــل هــو كتــاب في النّقــد الأدبي أم في تــاريخ الأدب والواقــع أنّ أهميــة الكتـاب تظهـر باعتبـاره ضـمن تـاريخ الأدب لأنّـه يقـدّم مـادّة شـعرية هائلـة لأكثـر مـن 1000 شـاعر بـين جـاهلي وإسـلامي أمّـا مادّته النّقدية فقليلة  إذا ما قورنت بالمادّة الأدبية.

3.               عيار الشّعر:لابن طباطبا هو محمد بـن أحمـد العلـوي أبي الحسـن (322 هـ)تحقيـق: عبـد العزيـز بـن ناصـر المـانع، دار العلـوم والنّشـر. الرّيـاض 1985م فكرتـه المركزيـة هـي تعريف الشّعر و مسـألة الـوزن فيه والـتي تميّـز الشّـعر عـن النّثـر و مسـألة القـديم والمحـدث.

4.               الموازنة بين أبي تمام والبحتري أو الموازنة بين الطائيين:من أهم الكتب النّقدية   ألّفه أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي المتوفّى عام 371 للهجرة، يقدّم فيه مقارنة بين الشّاعرين المذكورين في عنوان الكتابحاول الآمدي من خلال كتابه هذا أن يقف موقف العادل بين الشّاعرين في موازنته و في تفضيل شاعر على آخر في القصيدة الواحدة أو فيما تحملاه من معان.

5.               الوساطة بين المتنبّي و خصومه:صاحبه علي بن عبد العزيز بن الحسن بن علي القاضي الجرجاني المعروف بالقاضي الجرجاني (322ه/ـ392هـ)عالج القاضي الجرجاني العديد من القضايا النّقدية في كتابه الوساطة، قدّم فيها آراء ووجهات نظر، كـان فـي الكثير منها مخالفًا لسابقيه ومعاصريه من النقّاد وسبب تطرّقه لهذه القضايا هو انقسام نقّاد عصره في نظرتهم للمتنبّي يقول: "إن خَصوم هذا الرجل فريقان"[6]، فريق يناصر الشّاعر فيعجب بكلّ ما يقوله وفريق يتصيّد أخطاءه ويتغاضى عن حسناته، فقد كان المتنبّي محور جدل.

6.               نقد الشّعر:صاحبه قدامة بن جعفر الكاتب البغدادي بن جعفر (337هـ) تحقيق: كمال مصطفي، القاهرة، سنة 1963م، يطـرح فيـه تعريفـا للشّـعر ويحـاول تحليـل هـذا التّعريـف بثقافـة عميقـة جعلـت بعـض الدّارسـين يـردّون جـذورها إلى الفكـر اليونـاني وخاصّـة فلســفة أفلاطــون الــتي تــرى أنّ الأشــياء الحســية مــا هـي إلّا أشــباح لحقيقتهــا الكليــة في عــالم المثــل.

7.               العمدة في صناعة الشّعر ونقده: صاحبه أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني (ت456هـ) يعدّ العمدة من أشهر مؤلّفات ابن رشيق القيرواني، والتي تزيد على ثلاثين كتابًا، وهو الكتاب الذي أشهره وخلَّد اسمَه من بين آثاره، وقد أراد له أن يكون موسوعة في الشّعر ومحاسنه ولغته ونقده وأغراضه والبلاغة وفنونها.

1.               إحكام صناعة الكلام: لأبي القاسم محمد بن عبد الغفور الكلاعي الإشبيلي (ترجّح وفاته عام 543هـ)من بين أهمّ الكتب النّقدية الأندلسية، اقتصر فيه صاحبه على فنّ النّثر فراح يسهب في الحديث عن معايير الكتابة والخطابة و المقامة و التّوقيعات و الأمثال و الحكم، و قد تناول هذه الفنون من جوانبها الشّكلية خاصّة.

و من الكتب النّقدية كذلك نذكر على سبيل المثال:

1.               المثل السّائر في أدب الكاتب والشّاعر:مؤلّفه نصر الله بن محمد ضياء الدّين بن الأثير، (المتوفّى 637هـ) المحقّق: أحمد الحوفي، بدوي طبانة النّاشر: دار نهضة مصر للطّباعة والنّشر والتّوزيع، الفجالة، القاهرة.

2.               أخبار أبي تمام:صاحبه محمد بن يحي أبي بكر الصّولي (335هـ).


ترجمة للإمام الخليل بن أحمد:

الخَلِيل بن أحمد الفراهيدي البصري (100هـ - 170هـ / 718م - 786م)؛ واسمه الكامل الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي وكنيته أبو عبد الرّحمن، شاعر ونحوي عربي بصري، يُعدّ علمًا بارزًا وإمامًا من أئمّة اللّغة والأدب العربيين، وهو واضع علم العروض، وقد درس الموسيقى والإيقاع في الشّعر العربي ليتمكّن من ضبط أوزانه. ودرس لدى عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي وهو أيضا أستاذ سيبويه النّحويّ. ولد في البصرة في العراق ومات فيها، وعاش زاهدًا تاركًا لزينة الدّنيا، محبّا للعلم والعلماء. وكان شعث الرّأس، شاحب اللّون، قشف الهيئة، متمزّق الثّياب، متقطّع القدمين.

نسبه:

هو عربيّ من الأزد، من ذرية فراهيد بن شباب بن مالك بن فهم.

شيوخه:

أخذ الخليل بن أحمد العلم من كبار شيوخ مكّة والمدينة، ولعلّ أبرزهم كالتّالي:

1.               أبو عمرو بن العلاء.

2.               عاصم الأحول.

3.               عيسى بن عمر الثّقفي.

4.               العوام بن خوشب.

5.               غالب القطّان.

تلاميذه:

من بين تلامذة الخليل الذين أخذوا العلم الكثير عنه وخاصّة في النّحو واللّغة، أبرزهم كالتّالي:

 

1.               سيبويه.

2.               النّضر بن شميل.

3.               المؤرّج السّدوسي.

4.               علي بن ناصر الجهضمي.

مؤلّفاته:

ألّف الخليل كتبا غزيرة في مجالات عدّة، لعلّ أبرزها كالتّالي:

1.               كتاب العين.

2.               كتاب النّغم.

3.               كتاب العروض استخرج فيه بحور الشّعر، بأوزانها.

4.               كتاب الشّواهد.

5.               كتاب النّقط والشّكل.

6.               كتاب الإيقاع.

7.               كتاب معاني الحروف.

8.               كتاب العوامل.

9.               كتاب الجمل.

10.         كتاب المعمّى.

 

 

 

 

نبذة عن معجم العين:

بطاقة الكتاب وفهرس الموضوعات:

1.               الكتاب: كتاب العين

2.               المؤلف: أبو عبد الرّحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري

3.               المحقّق: د مهدي المخزومي، د إبراهيم السامرّائي

4.               النّاشر: دار ومكتبة الهلال

5.               عدد الأجزاء: ٨

 

 

 

التّعريف بالمعجم:

يعتبر أوّل ما ألّف من المعاجم اللّفظية في اللّغة العربية، سجّل الرّيادة من حيث التّأليف والبناء والمنهج، بحث الخليل في طبيعة كلّ صوت (حرف) ومخرجه، إذ خرج بالتّرتيب الصّوتي للحروف، واستطاع بالاشتقاق أن يضيف التّقليب للحصول على أكبر عدد من الكلمات ووضعها داخل أبنية، وكلّ بناء تندرج تحته أبواب، كالثّنائي والثّلاثي والرّباعي والخماسي.

جاء المعجم في ثمانية أجزاء بصفحات متفاوتة، وسمّى كلّ حرف فيه بكتاب، نحو كتاب العين (حرف العين) و كتاب الخاء (حرف الخاء) وهكذا... إلخ.

اشتمل المعجم على دروس صوتية ونحوية وصرفية، كما كان حافلا بالاستشهادات من القرآن الكريم والأحاديث النّبوية وكلام العرب من شعر ونثر.

قسّم المعجم على النّحو الآتي:

1.               الجزء الأوّل جاء في 382 صفحة، ويضمّ: (منزلة كتاب العين في تاريخ علم اللّغة، منزلة العين في المعجمات العربية، طريقة الكشف عن الكلمات في العين، وصف نسخ كتاب العين، منهج المحقّقين في التّحقيق، مقدّمة الكتاب).

2.               الجزء الثّاني جاء في 368 صفحة، ويضمّ: كتاب العين.

3.               الجزء الثّالث جاء في 440 صفحة، ويضمّ: كتاب الحاء و كتاب الهاء.

4.               الجزء الرّابع جاء في 473 صفحة، ويضمّ: كتاب الخاء و كتاب الغين.

5.               الجزء الخامس جاء في 464 صفحة، ويضمّ: كتاب القاف و كتاب الكاف.

6.               الجزء السّادس جاء في 326 صفحة، ويضمّ: كتاب الشّين.

7.               الجزء السّابع جاء في 496 صفحة، ويضمّ: كتاب الضاد و كتاب الصّاد و كتاب السّين و كتاب الزّاي و كتاب الطّاء.

8.               الجزء الثّامن والأخير جاء في 522 صفحة، ويضمّ: كتاب الميم و كتاب التّاء و كتاب الظّاء و كتاب الذّال و كتاب الثّاء و كتاب الرّاء.

طريقة الكشف عن الكلمات في معجم العين:

يحتوي كلّ حرف من حروف الصّحاح على ستّة أبواب وهي كالآتي: باب الثّنائي و باب الثّلاثي الصّحيح و باب الثّلاثي المعتل و باب اللّفيف و باب الرّباعي و باب الخماسي.

1.               مثال الثّنائي من عق إلى عمّ وكلّ مجموعة من الثّنائي وجهان أو تقليبان نحو: عق و قع.

2.               مثال الثّلاثي عقر تحتوي على ستّة تقليبات نحو: عقر، عرق، قرع، قعر، رعق، رقع.

3.               مثال الرّباعي عقرب ويحتوي على أربعة وعشرون تقليبا.

4.               مثال الخماسي قرعبل ويحتوي على عشرون ومئة تقليب.

قبل البحث عن الكلمة لابد من معرفة ترتيب حروف الهجاء في معجم العين وهي كالآتي:

يجب تجريد الكلمة من الزّوائد، نحو (لمعان) نجدها في باب الثّلاثي من حرف العين، أي في باب العين واللّام والميم، وتكون الكلمة حينئذ (لمع) وهي في مجموعة (علم).

ونحو (تعاطف) نجدها في باب الثّلاثي من حرف العين، أي في باب العين والطّاء والفاء، وتكون الكلمة حينئذ (عطف).

المنهج المتّبع في بناء المعجم:

جاء منهج الخليل في معجمه انطلاقا من ميله للجانب الصّوتي الذي أولاه عناية خاصّة، هذا ما جعله يفكّر في جمع اللّغة على سبيل الحصر، ويرتّب ألفاظها وفق التّرتيب الصّوتي. ووقف على المهمل والمستعمل ممّا يتركّب الكلام العربي.

من مبادئ الخليل في منهجه هو التّرتيب المخرجي القائم على الأصوات، كما رتّب الحروف حسب المخارج الصّوتية لها من أدناها إلى أعلاها، مبتدئا بالحلق وصولا إلى الشّفتين، فسار على هذا التّرتيب:

وجد الخليل حرف العين الأصلح ليبتدأ به، باعتباره الأقصى مخرجا، وتليه الحاء والهاء والخاء والغين، كما أدرج القاف والكاف في حيّز اللّهاة بعد الحلق مباشرة، كما جعل حرف الجيم والشّين والضّاد في حيّز واحد وهو شجر الفم، ثمّ جعل حروف الصّاد والسين والزّاي في حيّز واحد وهو اللّسان لأنّ مبدأها من أسلة اللّسان. وبعدها تأتي حروف الطّاء والدّال والتّاء، وسمّاها الحروف النّطعية لأنّ مبدأها نطع الغار الأعلى. ثم تأتي حروف الظّاء والذّال والثّاء وسمّاها بالحروف اللّثوية لأنّها مبدأها اللثّة، ثمّ تلي حروف الرّاء واللّام والنّون وسمّاها بالحروف الذّلقية، لأنّها مخرجها ذلق اللّسان (طرف اللّسان). وأخيرا الحروف الشّفوية وهي الفاء والباء والميم، لأنّها مبدأها الشّفة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مخطّط توضيحي لمخارج الحروف (الأصوات)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مخطّط توضيحي الفرق بين المعاجم العامّة والمعاجم الخاصّة

مراجع المحاضرة:

1.               انظر: من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.

2.               المكتبة الشاملة.

3.               منهجالخليلبن أحمدالفراهيديفيصناعةالمعجم، العينأنموذجا.

4.               معجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي


ترجمة للعالم ابن جنّي:

أبو الفتح عثمان بن جنّي المشهور بـ «ابْنِ جِنِّي» عالم نحوي كبير، ولد بالموصل عام 322 هـ، ونشأ وتعلّم النّحو فيها على يد "أحمد بن محمد الموصلي الأخفش" ويذكر "ابن خلّكان" أنّ"ابن جنّي" قرأ الأدب في صباه على يد "أبي علي الفارسي"؛ حيث توثّقت الصّلات بينهما، حتّى نبغ "ابن جنّي" بسبب صحبته، كان يتّبع المذهب البصري في اللّغة إلّا أنّه كان كثير النّقل عن أناس ليسوا بصريين في النّحو واللّغة، كان "المتنبّي" يحترمه ويقول فيه: «هذا رجل لا يعرف قدره كثير من النّاس، وكان إذا سئل عن شيء من دقائق النّحو والتّصريف في شعره يقول: سلوا صاحبنا أبا الفتح»، ويعدّ"ابن جنّي" أوّل من قام بشرح أشعار ديوان "المتنبّي"، اشتهر ببلاغته وحسن تصريف الكلام والإبانة عن المعاني بوجوه الأداء ووضع أصولا في الاشتقاق ومناسبة الألفاظ للمعاني، اختلف في تاريخ وفاته، لكن توفّي على الأرجح في عام 392ه.

نسبه:

اسمُهُ الأصلي "عثمان"، وكنيته "أبو الفتح"، ويُنسَب في بعض الأحيان إلى الموصل فيُقال "ابن جنّي المُوصِلي"، ولا يسجِّل المؤرّخون العرب نَسَبَه ما بعد أبيه، نظراً لأنَّه لم يكن عربي النّسب.

شيوخه:

من شيوخ "ابن جنّي" نذكر:

5.               أحمد بن محمد المُوصِلي الشّافعي.

6.               أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفّار الفارسي.

7.               أبو صالح السّليل بن أحمد بن عيسى بن الشّيخ.

8.               أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد القرميسيني.

9.               أبو الحسن علي بن عمر بن عمرو.

10.         ابن دريد أبو بكر محمد بن الحسن.

11.         أبو بكر جعفر بن محمد بن الحاج.

12.         أبو سهل أحمد بن زياد القفطان.

13.         أبو الفرج علي بن حسن الأصفهاني.

14.         أبو العباس محمد بن سلمة.

15.         ابن المقسم أبو بكر محمد بن الحسن.

16.         أبو بكر محمد بن علي القاسم.

17.         محمد بن علي بن وكيع.

18.         أبو الطيّب أحمد بن الحسين المتنبّي.

تلاميذه:

من تلامذة "ابن جنّي" نذكر:

19.         عمر بن ثابت الثّمانيني.

20.         عبد السّلام بن الحسين البصري.

21.         أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن نصر.

22.         أبو الحسن السّمسمي.

23.         علي بن زيد القاشاني.

24.         ثابت بن محمد الجرجاني.

25.         الذّاكر النّحوي المصري.

26.         علي بن هلال بن البوَّاب.

27.         محمد بن عبد الله بن شاهويه.

28.         علي بن عمر القزويني.

29.         ابن سنان الخفاجي.

30.         صمصام الدّولة.

31.         بهاء الدّولة.

32.         شرف الدّولة.

33.         تاج الدّولة.

34.         علي بن عثمان بن جنّي.

35.         علاء بن عثمان بن جنّي.

36.         عالٍ بن عثمان بن جنّي.

37.         ضياء الدّولة.

مؤلّفاته:

ألّف "ابن جنّي" كتبا كثيرة في مجالات عدّة، نذكر بعضها:

38.         الخصائص.

39.         سرّ صناعة الإعراب.

40.         اللّمع في العربية.

41.         كتاب الشّواهد.

42.         مختصر العروض.

43.         مختصر القوافي.

44.         تفسير المذكّر والمؤنَّث.

45.         محاسن العربية.

46.         المُهذَّب في النّحو.

47.         الوقف والابتداء.

 

نبذة عن كتاب الخصائص:

بطاقة الكتاب وفهرس الموضوعات:

48.         الكتاب: الخصائص

49.         المؤلّف: أبو الفتح عثمان بن جنّي الموصلي

50.         المحقّق: محمد علي النجّار

51.         النّاشر: دار الكتب المصرية

52.         عدد الأجزاء: 3

التّعريف بالكتاب:

يبحث هذا الكتاب في خصائص اللّغة العربية، فاشتمل على مباحث منها ما يتّصل باللّغة العربية بصفة عامّة، وقد عرج في هذا البحث على الفرق بين الكلام والقول، والبحث في أصل اللّغة، كما تناول أيضا فلسفة اللّغة ومشكلاتها ضمن مباحث أخرى.

جاء الكتاب في ثلاثة أجزاء بصفحات متفاوتة؛ حيث قسّم على النّحو الآتي:

53.         الجزء الأوّل جاء في 485 صفحة، ويضمّ: 54 بابا (من 01 إلى 54).

54.         الجزء الثّاني جاء في 512 صفحة، ويضمّ: 55 بابا (من 55 إلى 109).

55.         الجزء الثّالث جاء في 354 صفحة، ويضمّ: 53 بابا (من 110 إلى 162).

الغرض من تأليف كتاب الخصائص:

الغرض من هذا الكتاب كما يشير إليه صاحبه ليس معالجة المسائل النّحوية والصّرفية الجزئية، وإنّما هو الغوص في الموضوعات اللّغوية العميقة بأسلوب منطقي يصل بالمتمعّن في هذا المؤلّف إلى حدّ الفهم والإقناع.

جاء كتاب "الخصائص" مشتملا على رؤى نظرية عن اللّغة، تعريفها ونشأتها وتنوّعها، ومشتملا كذلك على قضايا منهجية عن حجية اللّغة وطريقة جمعها وتصنيفها، وعن القياس، والسّماع، والاستحسان، والتّعليل، والأصلية والفرعية.

يشتمل كتاب "الخصائص" على مستويات التّحليل اللّغوي؛ الصّوتية والصّرفية والنّحوية والدّلالية، على أنّ دراسة الدّلالة عنده قد تكون أوسع دراسة في كتب اللّغة حتّى القرن الرّابع، نجده يتوفّر فيها على جوانب صارت تكوّن عناصر مهمّة في معرفة المعنى عند القدماء كالاشتقاق الأكبر، والحقيقة والمجاز.

والجدير بالذّكر أنّ "ابن جنّي" في طريقه لتأصيل المباحث اللّغوية في كتابه "الخصائص" اضطرّ إلى التّطرّق إلى تحليل جميع مستويات اللّغة، حتّى وصل إلى قواعد تأصيلية وأخرى استدلالية كلية، والتي لا تنحصر على اللّغة العربية وحسب، بل تعدّاها إلى لغات أخرى.

اتّبع "ابن جنّي" في تأليف الكتاب على علم الكلام وأصول الفقه، تناول فيه جوانب مختلفة من علوم العربية، منها جوانب تتعلّق باللّغة ونشأتها، وأصواتها ورواياتها وما إلى ذلك من ضروب العربية.

سار "ابن جنّي" على مذهب "سيبويه" والتّابعون من بعده، من حيث اعتبار النّحو والصّرف علما واحدا، وهو ما يهدف إليه الدّرس الحديث.

درس "ابن جنّي" اللّغة على أساس المنهج الوصفي، بمعنى أنّه تناول اللّغة في الأغلب الأعمّ تناولا لغويّا مبنيّ على وصف الظّواهر كما هي، وهذا المنهج يتّصف بـ:

1.               طريقة جمع المادّة اللّغوية من البيئة التي يصحّ أخذ اللّغة عنها.

2.               تصنيف المادّة اللّغوية بعد جمعها على أساس وصفي تقريري.

3.               دراسته للّغة لم تقتصر على مستوى واحد، بل شملت جميع مستويات اللّغة.

مراجع المحاضرة:

1.               محاضرات في مقياس مصادر اللّغة والأدب والنّقد للدّكتورة فتيحة بن يحي.

2.               المصادر الأدبية واللّغوية في التّراث العربي للدّكتور عز الدّين إسماعيل.

3.               ابن جنّي وجهوده اللّغوية في الخصائص (دراسة وصفية تحليلية).

4.               الشّواهد النّحوية في الخصائص لابن جنّي لمنال محمد مصطفى أحمد.

5.               انظر: من ويكيبيديا، الموسوعة الحرّة.

6.               الخصائص لابن جنّي.

 


ترجمة للعالم ابن منظور:

ابن منظور هو أديب ومؤرّخ وعالم في الفقه الإسلامي واللّغة العربية، هو أبو الفضل، جمال الدّين محمد بن مكرم بن عليّ، ابن أحمد الأنصاري الإفريقي، كان ينتسب إلى رويفع بن ثابت الأنصاريالمولود في مصر وقيل في طرابلس الغرب عام 630هـ،ويتميّز "ابن منظور" بأنّه الإمام اللّغوي الذي يُحتَجّ بلغته، وعمل في ديوان الإنشاء بالقاهرة قبل أن يتولّى قضاء طرابلس، ويُذكر أنّه أُصيب بالعَمى في أواخر حياته وتُوفي عام 711هـ.

شيوخه:

من شيوخ "ابن منظور" نذكر:

7.               ابن المقير.

8.               يوسف بن المخيلي.

9.               عبد الرّحيم بن الطفيل.

10.         مرتضى بن حاتم.

شعره:

من شعره قوله:

ضعْ كِتابي إِذا أَتَاكَ إِلَى الأَرْ

ضِ وقلِّبْهُ فِي يَديْكَ لِماما

فعِلى خَتمهِ وَفِي جانبَيْهِ

قُبَلٌ قد وضعتُهُنَّ تُؤَاما

وقوله:

النَّاس قد أثموا فِينَا بظنهم

وَصَدقُوا بِالَّذِي أَدْرِي وتدرينا

مَاذَا يضرُّك فِي تَصْدِيق قَوْلهم

بِأَن نحقق مَا فِينَا يظنونا

حملي وحملك ذَنبا وَاحِدًا ثِقَة

بِالْعَفو أجمل من إِثْم الورى فِينَا

مؤلّفاته:

أهمّ مؤلّفات "ابن منظور" نذكر:

11.         لسانُ العرب.

12.         الجمعُ بينَ صحاح الجوهريّ والمُحكَم لابن سِيْده.

13.         سرورُ النّفس في مُختصَر فصل الخطاب.

14.         ذيلٌ على تاريخ ابنِ النجّار.

15.         تهذيبُ الخواصّ من دُرّة الغواصّ للحريريّ.

16.         لطائفُ الذّخيرة في محاسنِ أهل الجزيرة.

17.         مُختصرُ تاريخ دمشق لابنِ عساكرَ.

18.         ديوانُ ابن منظور، أو شِعره.

19.         مُختصَر مفردات ابن البيطار.

20.         مُختارُالأغاني في الأخبارِوالتّهاني.

التّعريف بالمعجم:

يُعدُّ معجم "لسان العرب" من أشهر المعاجم العربيّة وأطولها، فهو بمثابة موسوعة شاملة لمعاجم اللّغة العربيّة من ألفاظها ومعانيها، كما أنّه أكمل المؤلّفات التي أُلّفت في مجال اللّغة العربيّة. أهمّ ما يميّز معجم "لسان العرب" أنّ الكاتب جمع فيه بين المعاجم العربيّة الخمسة السّابقة له في التّأليف، وهي: "تهذيب اللّغة" للأزهري، و "المحكم" لابن سيده، و "الصِّحاح" للجوهري، و "حاشية الصّحاح" لابن برّي، و "النّهاية في غريب الحديث" لعز الدّين بن الأثير، لكنّه لم يذكر "جمهرة اللّغة" لابن دريد، مع أنّه رجع إليه بشكل كبير.

ظهر هذا المعجم في أواخر القرن السّابع الهجري والعقد الأوّل من القرن الثّامن الهجري، وقد ألّفه "ابن منظور الإفريقي المصري"، وفرغ من جمعهسنة (689ه) ويعدّ من أضخم المعاجم المعروفة حتّى الآن وأكثرها إسهابا، وأغزرها مادّة، وهو إلى أن يكونموسوعة لغوية وأدبية، أقرب منه إلى أن يكون مجرّد معجم لغويّ لما يحويه من بحوث لغوية. واستطردات؛ ولما يشتمل عليه من مداخل وتعريفات تنسب إلى علوم أخرى.

سبب تأليف معجم لسان العرب:

أوضح "ابن منظور" هدفه من تأليف اللّسان فقال: «...فإنّني لم أقصد سوى حفظ أصول هذه اللّغة النّبوية، وضبط فضلها، إذ عليها مدار أحكام الكتاب العزيز والسنّة النّبوية...»، فكان الهدف الأوّل هو حفظ اللّغة العربية؛ لغة القرآن والسنّة، ويضيف مبرزا هدفه، إذ يقول: «...وإنّي لم أزل مشغوفا بمطالعات كتب اللّغات والاطّلاع على علل تصانيفها، وعلل تصاريفها؛ ورأيت علماءها بين رجلين: أمّا من أحسن جمعه فإنّه لم يحسن وضعه، وأمّا من أجاد وضعه فإنّه لم يُجد جمعه، فلم يفد حسن الجمع مع إساءة الوضع، ولا نفعت إجادة الوضع مع رداءة الجمع».

فابن منظوراطّلع-إذا- على المعاجم اللّغوية التي ألّفت قبل عصره، فوجد أصحابها بين فريقين، فريق أحسن جمع ألفاظ اللّغة ولكنّه أساء ترتيبها، وفريق آخر أحسن التّرتيب وأساء الجمع فأراد بوضعه هذا المعجم أن يجمع بين الحسنين: حسن الجمع وحسن التّرتيب والوضع «فالجمع يفرض تحديد المادّة التي يجب أن يستوعبها المعجم، وأمّا الوضع فهو يتعلّق بترتيب المادّة حسب طريقة معيّنة، تُيسِّر على مستهلك المعجم الفوز بالمعلومات التي يبحث عنها".

طباعة المعجم:

يقولالشّيخ المحقّق "محمد عزير شمس": «أنّ أفضل طبعات كتاب لسان العرب هي طبعة بولاق ضمن 20 جزءا»؛ حيث طبع كتاب "لسان العرب" أكثر من مرّة:

1.               أوّلا: طبع في مطبعة "بولاق" في مصر سنة 1300هـ، وتمّ طباعته كاملا في سنة 1307هـ بعدد من الأجزاء يقدّر ب 20 جزءا.

2.               ثانيا: طبع في مطبعة "دار صادر" في بيروت سنة 1955م بعدد من الأجزاء يقدّر ب 65 جزءا، ثمّ طبع لاحقا بعدد من المجلّدات تقدّر ب 15 مجلّدا.

أعاد بناءه الأديب "يوسف خيّاط" وفقا للحرف الأوّل من الكلمة وأضاف المصطلحات العلميّة والفنّيّة وما أقرّته المجامع اللّغويّة في سوريا والعراق ومصر، ما أقرّته جامعة دمشق وجامعة الرباط، وطبع الكتاب باسم "لسان العرب المحيط" في دار لسان العرب في بيروت، ثمّ قامت بطباعته "دار المعارف" في مصر، واعتمدت في ترتيبه على الحرف الأوّل ضمن 6 مجلّدات وحقّقه كلّ من الأساتذة "عبد الله الكبير"، و "محمد حسب الله"، و "هاشم الشّاذلي" في عام 1980م.

 

منهج ابن منظور في مؤلّفه:

سلك "ابن منظور" في "لسان العرب" مسلك ونهج "الجوهري" في "الصِّحاح"،أي نظام الباب والفصل ورتّب مادّة معجمه على أساس ترتيب حروف الهجاء لا على أساس مخارج الحروف كما فعل "الخليل" في معجم العين، وبنى أبواب الكتاب على الحرف الأخير من المادّة لا أوّلها، فمثلا إذا كانت الألف المهموزة تأتي الأولى في ترتيب هذه الحروف فإنّه يبدأ معجمه بباب يجمع فيه كلّ المفرداتالتي تنتهي بألف مهموزة، ثمّ يقسّم هذا الباب وفقا لعدد حروف الهجاء إلى ثمانية وعشرين فصلا ويأخذ في الاعتبارمرّة أخرى ترتيب حروف الهجاء، فالباب الأوّل حتما يكون باب الهمزة فصل الهمزة (أي المادّة التي تبدأ بالهمزة وتنتهي بالهمزةمثل: – أج أ -وحين ينتهي من فصل الهمزة ينتقل إلى فصل التّالي وهو فصل الباء –باب الهمزة فصل الباء مثل: مادّة – ب د أ -  وهكذا، ثمّ ينتهي من فصل الباء لينتقل إلى فصل التّاءففصل الثّاء ثمّ فصل الجيم إلى أن ينتهي عند فصلالياء من باب الألف المهموزة. وينتهي باب الهمزة لينتقل إلى الباب الذي يلي وهو باب الباء وأوّل فصل فيه هو فصل الألف طبعا ثمّ فصل الباء ثمّ فصل التّاء وهكذا إلى أن ينتهي مع جميع حروف الهجاء . أمّا فيما يتعلّق بمادّة المعجم، فقد بلغ عدد المواد اللّغوية التي ضمّها معجم "لسان العرب" ثمانين ألف مادّة (80.000) أي ضعف ما في معجم "الصِّحاح" للجوهري، وأكثر بحوالي (20.000) مادّة من المعجمالذي جاء بعدهوهو معجم "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ت817هـ)، واستهلّ"ابن منظور" معجمه بمقدّمة طويلة، ووضع بين المقدّمة والمعجم بابين اثنين، وهما: باب تفسير الحروف المتقطّعة في أوائل سور القرآن الكريم، وباب ألقاب حروف المعجم وطبائعها وخواصّها.

طريقة البحث في معجم لسان العرب

على الباحث في معجم "لسان العرب" لابن منظور اتّباع الخطوات التّالية:

1.               تجريد الكلمة من حروفها الزّائدة، أي إرجاعها إلى أصلها، فالفعل (تَدَحرَجَ) يصبح دَحْرَجَ، و(استغفر) يصبح غَفَرَ.

2.               إعادة الأحرف النّاقصة إلى الكلمة التي نبحث عنها، فكلمة (عِدْ) تصبح وَعَدَ، و(صِلْ) تصبح وَصَلَ.

3.               إعادة أحرف العلّة إلى أصلها الواوي أو اليائي، إذ إنّ الألف المقصورة أصلها ياء، فكلمة (مَشَى) هي بالأصل مَشِي، أمّا الألف الممدودة فأصلها واوي في الغالب، فكلمة (سما) تصبح سَمُوَ، وكلمة (قَالَ) تصبح قَوَلَ.

4.               في حال كانت الكلمة الأصليّة مشدّدة نفكّ التّشديد، فكلمة (شَدَّ) تصبح شَدَدَ.

5.               وأخيرًا نبحث عن الكلمة بعد تجريدها حسب ترتيب أحرف الكلمة، بحيث يكون الحرف الأوّل بابًا، والحرف الثّاني فصلًا، ثمّ نكمل باقي الحروف.

 

مراجع المحاضرة:

6.               لسان العرب لابن منظور.

7.               المصادر الأدبية واللّغوية في التّراث العربي للدّكتور عزالدّين إسماعيل.

8.               من قضايا المعجم العربي قديما وحديثا لمحمّد رشاد الحمزاوي.

9.               نظرة تاريخية في حركة التّأليف عند العرب في اللّغة والأدب والتّراجم لأمجد الطّرابلسي.

10.         لسان العرب لابن منظور دراسة في الشّواهد والمستويات اللّغوية لصليحة بعطوش.

11.         انظر: من ويكيبيديا، الموسوعة الحرّة.

 


ترجمة للمفضّل الضبّي:

المُفَضَّلالضَّبِيّ هو المفضّل بن محمد بن يعلى بن عامر بن سالم، وكنيته أبو عبد الرّحمن، لا يُعرف تاريخ ميلاده وإن كان المرجّح أنّ ميلاده قد يكون في العقد الأوّل من القرن الثّاني، كان ثقة من أكابر الكوفيين، ويلقّب بالكوفي. كان لُغَوِيّـًا، من علماء القرن الهجري الثّاني، وأحد روّاة الشّعر الأعلام، علّامة راوية للأخبار والآداب وأيّام العرب. قدم إلى بغداد أيّام هارون الرّشيد، وانتقل إلى البصرة أيضا، أمّا تاريخ وفاته ففيه خلاف؛ حيث ترى بعض الرّوايات أنّه كان في 168ه، في حين يرى آخرونأنّه كانت في 178ه، صاحب كتاب المفضّليات، وهو أقدم مجموعة في اختيار الشّعر العربي.

شيوخه:

من شيوخ "المفضّلالضبّي" نذكر:

12.         عاصم بن أبي النّجود.

13.         أبو إسحاق السّبيعي.

14.         سماك بن حرب.

15.         سليمان الأعمش.

تلاميذه:

من تلامذة "المفضّلالضبّي" نذكر:

16.         علي بن حمزة الكسائي.

17.         الفرّاء.

18.         أبو عبد الله بن الأعرابي.

19.         أبو زيد الأنصاري.

20.         خلف الأحمر.

مؤلّفاته:

ألّف "المفضّلالضبّي" كتبا كثيرة، نذكر بعضها:

21.         المفضّليات.

22.         كتاب الألفاظ.

23.         كتاب العروض.

24.         كتاب الأمثال.

25.         كتاب معاني الشِّعر.

26.         أمثال العرب.

نبذة عن كتاب المفضّليات:

27.         الكتاب: المفضّليات

28.         المؤلّف: المفضّل بن محمد بن يعلى بن سالم الضبّي

29.         المحقّق: أحمد محمد شاكر و عبد السّلام محمد هارون

30.         النّاشر: دار المعارف

31.         عدد الأجزاء: 1

32.         عدد الصّفحات: 535صفحة

سبب تأليف المفضّليات:

يروىأنّ إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب كان مختبئا عند المفضّل وفي أثناء ذلك اختار سبعين قصيدة ممّا تضمّه مكتبة المفضّل. ويبدو أنّ المفضّل استخرج هذه القصائد السّبعين ثمّ زاد عليها عشرا فيما بعد.

وهناك رواية ثانية هيأنّ المفضّل الضبّي قد اشترك في ثورة إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالبعلى أبي جعفر المنصور الخليفة العبّاسي، إلّا أنّ الثّورة أخفقت فظفر المنصور بإبراهيم وظفر كذلك بالمفضّل، ولكن أبا جعفر المنصورعفا عن المفضّل وألزمه تعليم ابنه وولي عهدهالمهدي،وقدّم المفضّل لتلميذه القصائد الثّمانين فقرأها عليه، ثمّ قُرئت هذه القصائد على الأصمعي وزاد في بعض قصائدها أبياتا، واختار أخرى، ثمّ جاء من بعد الأصمعي مَن زادوا في القصائد أبياتا دخلت في روايتي المفضّل والأصمعي حتّى اختلطت، فلم يكن من السّهل الجزم بما ما هو الأصل وما هو المَزيد.

 

التّعريف بالكتاب:

تظمّ المفضّليات التي صدرت طبعتها عن دار المعارفبمصر سنة 1942م بتحقيق الأستاذين أحمد محمد شاكر و عبد السّلام محمد هارون مائةوثلاثين قصيدة (130) ويبلغ عددُ أبياتها (2727) بيتًا ومعظم شعراء هذه المجموعة جاهليون، وقليل منهم مخضرمون، وأقلّ منهم إسلاميون. وهناك 26 شاعرا تضمّ المجموعة لهم قصيدة واحدة فقط، و28 شاعر وردت لكلّ واحد منهم قصيدتان، و 09 شعراء وردت لكلّ واحد منه ثلاث قصائد،وشاعر واحد هو ربيعة بن مقروم الضبّي وردت له أربع قصائد، وشاعر واحد هو المرقش الأصغر وهو (ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك) وردت له خمس قصائد،وشاعر واحد هو المرقش الأكبر وهو (عمرو بن سعد بن مالك بن ضبيعة)وردت له اثنتا عشرة قصيدة.

كما تظمّ هذه المجموعة أربعين مقطوعة لا يزيد عدد أبيات كلّ منها عن عشرة،وثلاثا وأربعين قصيدة يتراوح  عدد أبيات كلّ منها بين 11-20 بيتا وإحدىوعشرين قصيدة تتراوح بين 21/30 بيتا، وعشر قصائد تتراوح بين 31/40 بيتا، وسبع قصائد تتراوح بين 41/50 بيتا، وثماني قصائد مطوّلات تتراوح بين 51/108بيتا. فالملاحظ أنّ المفضّليات تضمّ عددا كبيرا من القصائد الكاملة.

أهمية المفضّليات:

تكمن أهميتها فيما يلي:

1.               إنّها أوّل كتاب يضمّ مختارات من عيون الشّعر القديم برواية موثوق بها.

2.               تتضمّن قصائد كاملة تعدّ من أروع ما في الشّعر العربيالقديم من قصائد.

3.               لها قيمة تاريخية تعكسه رواجها في عصر المفضّل والعصورالتّالية له.

4.               كون المفضّليات فاتحة لمجاميع شعرية جاءتبعدها.

ولأهميتها ظفرت المفضّليات بشروح كثيرة وفي عصور مختلفة منها:شرح لأبي محمد القاسم بن محمد بن بشار الأنباري (ت305ه) وشرح لأبي جعفر بن النحّاس (ت338ه) ثمّ شرح لأبي علي المرزوقي (ت321ه) وشرح لأبي زكرياء يحيى التّبريزي (ت 502ه) وشرح لأبي الفضل الميداني (ت518ه).

طباعة المفضّليات:

طبعت المفضّليات عدّة مرّاتنذكر منها:

1.               طبعة ليبستج بألمانيا سنة 1885 وقد أخرج هذه الطّبعة المستشرقالألماني هاينريشتوربكه.

2.               طبعت طبعة تجارية، سنة 1906 بمصر.

3.               طبعة 1915 بمصر وقد صدرت في جزأين.

4.               طبعة دار المعارف سنة 1942م مع تحقيق الأستاذين أحمد محمد شاكر و عبد السلام محمد هارون.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ترجمة للأصمعي:

الأصمعي هو  أبو سعيد عبد الملك بن قُريب الأصمعي المولود سنة  122ه أو123ه، المتوفّي بالبصرة وقيل بمرو سنة 216ه.وهو أحد الروّاة المشهورين، عالم بالشّعر، غزير الحفظ والرّواية، ويعدّ من الروّاة الأوائل مثل أبيعمرو بن العلاء وحمّاد الرّاوية، المفضّل الضبّي وغيرهم من الروّاة.

مؤلّفاته:

ألّف "الأصمعي" كتبا كثيرة، نذكر بعضها:

5.               الأصمعيات.

6.               كتاب خلق الإنسان.

7.               كتاب خلق الإبل.

8.               كتاب الخيل.

9.               كتاب الشّاء.

10.         كتاب الوحوش.

11.         كتاب القلب والإبدال.

12.         كتاب فحولة الشّعراء.

13.         كتاب النّبات.

14.         كتاب النّخيل والكروم.

 

 

 

نبذة عن كتاب الأصمعيات:

15.         الكتاب: الأصمعيّات

16.         المؤلّف: عبد الملك بن قُريب بن عبد الملك الأصمعى أبو سعيد

17.         المحقّق: أحمد محمد شاكرو عبد السّلام محمد هارون

18.         النّاشر: دار المعارف

19.         عدد الأجزاء: 1

20.         عدد الصّفحات: 256صفحة

 

كتاب الأصمعيات:

هو عبارة عنمُختارات شعرية جمعها العُلماءُ واختاروها، فهي مجموعة القصائد التي اختارها أبو سعيد عبد الملك بن قُرَيْبالأصمعيّ (ت216هـ) للمهديّ العبّاسيّ، وتضمُّ اثنتَين وتسعين قصيدةً ومقطوعة، لواحد وسبعينَ شاعرًا،منهم أربعة وأربعون شاعرا جاهليّا، وهم الأغلبية، وأربع عشر شاعرا مخضرما، وستّة شعراء إسلاميين وسبعة شعراء  تُجهلحقبتهم الزّمنية. فالملاحظ أنّ أغلب الشّعراءجاهليُّون، أمَّا عددُ أبياتها فيبلغ(1442) بيتًا، وقد سُمِّيَتْ (الأصمعيّات) نسبةً إلى جامعها الأصمعيّ.

وبلغة الأرقام نلاحظ أنّ الأصمعي اهتمّ كثيرا بالشّعر الجاهلي. إلّا أنّ نسبة المقطوعات في كتابه كبير؛ حيث تبلغ اثنتان وأربعون مقطوعة، تراوحت الأبيات فيها بين بيتين وعشرة أبيات، و 20 قصيدة تتراوح الأبيات فيها بين 11 و 20 بيتا و 18 عشرة قصيدة تتراوح الأبيات فيها بين 21 و 30 بيتا، و 10 قصائد تتراوح بين 31 و 40 بيتا وقصيدتان إحداهما تشتمل على 43 بيتا والأخرى 44 بيتا. فالملاحظ أنّ نسبة المقطوعات في الكتاب كبير، كما أنّ أطول القصائد فيه لا تتجاوز 44 بيتا وهذا ما جعل ابن النّديم (ت385ه) يصف الأصمعياتقائلا: «وعَمِلَ الأصمعيُّ قطعةً كبيرةً من أشعار العرب، ليستْ بالمَرضِيَّةِ عند العلماء؛ لِقلَّةِ غريبِها واختِصارِ روايتِها''.

وتحدَّث المُستشرِقُ الألماني "كارل بروكلمان" في كتابه "تاريخ الأدب العربي" عنها وعن جامعها قائلاً: «وقِيلَ إنَّ الأصمعيّات لم تلقَ ما لَقِيَتْهُ المُفضّليّات وغيرُها من الانتشار والقَبول؛ لأنَّها أقلُّ اشتمالاً على غريب العربيّة، ولأنَّ الأصمعيَّ عَمَدَ فيها إلى اختصار الرّواية…، والأصمعيُّ، الأديب المشهور، الّذي غالَى المُترجِمون في الثّناء عليه، كعادتهم، فزعموا أنَّه كان يروي، على رَوِيِّ كلِّ حرف من حروف المُعجَم، مئة قصيدة، لم يجدْ إلّا نخبةً مُتواضِعةً من القصائد حين أراد جمعَ اختياراته.

وتمتاز أغلبُ قصائد الأصمعيّاتومُقطَّعاتها بلغتِها العالية فضلاً عن شاعريّة قائليها وتعدُّد موضوعاتها، فقد قِيلَتْ في الفخر والحماسة والرّثاء والغزل والوصف والعتب وغيرها.

طباعة الأصمعيات:

  صدرت للأصمعيات طبعات عديدةأهمّها:

1.               الطّبعة الأوربية وقد صدرت في مدينة لايبسيج بألمانيا سنة 1902 م بعناية المستشرق الألماني الفريد "فلهلم" إلّا أنّ الطّبعة لقيت انتقادات؛ حيث سمح المستشرق لنفسه بالتّصرّف فيها؛ حيث عمد إلى تغيير ترتيب القصائد وحذف بعضها على أساس أنّه مكرّر في المفضّليات.

2.               الطّبعة التي صدرت عن مخطوطة في دار الكتب المصرية، وقد حقّقها الشّيخ أحمد محمد شاكر والأستاذ عبد السّلام محمد هارون وصدرت عن دار المعارف بمصر عام 1955م، وقد ترجم المحقّقان لكلّ شاعر في هذه المجموعة ترجمة موجزة .

3.               طبعة مؤسّسة النّور للمطبوعات: وقد سُمِّيَتْ (ديوان الأصمعيّات)، شرحه وضبطه، وقدّم له إبراهيم شمس الدّين، وقد أفاد كثيرًا من طبعة دار المعارف، ومن يُطالعُ هذه الطّبعة لا يجدُ اختلافًا كبيرًا بينها وبين الطّبعة السّابقة إلاّ في المُقدّمة، فإنَّ الشّارح قدَّم لها بالكلام على المجموعات الشّعريّة وأهمِّيَّتِها، وقد أحصى أغلبها، وصدرتْ هذه الطّبعة سنة 1422هـ/2001م.

4.               طبعة دار صادر: وسُمِّيَتْ (ديوان الأصمعيّات) أيضًا، حقَّقها وشرحها الدّكتور محمد نبيل طريفي، وقد صدرت سنة 1423هـ/2002م، استهلَّها مُحقِّقُها بمُقدّمة طويلة ذكر فيها، من ضمن ما ذكر، مآخِذَه على طبعة دار المعارف، وقد حذَفَ في طبعته هذه عددًا من القصائد بحُجَّة أنَّها من المُفضّليّات، وزاد في أبيات قصائد أخرى بالرّجوع إلى المصادر الشعريّة الموثوق بها فضلاً عن التّعريف بأغلب الشّعراء الواردة أسماؤهم في الأصمعيّات.

مراجع المحاضرة:

5.  المفضّليات للمفضّل الضبّي

6.  الأصمعياتللأصمعي

7.  طبقات فحول الشّعراء لابن سلّام الجمحي

8.  الفهرستلابن النّديم

9.  المصادر الأدبية واللّغوية في التّراث العربي للدّكتور عز الدّين إسماعيل

10. تاريخ الأدب العرب لكارل بروكلمان

11. انظر: من ويكيبيديا، الموسوعة الحرّة


ترجمة للجاحظ:

هو أبو عُثْمان عمرو بن بَحر بن مَحْبُوبٌ بن فَزارَة اللَّيْثِيّ الْكِنَانِيّ الْبَصَرِيّ المعروف بالْجَاحِظ، وذلك لجحوظ عينيه (159هـ/255هـ) أديب عربي كان من كبار أئمّة الأدب في العصر العبّاسي، ولد في البصرة وتوفّي فيها، نشأ فقيرًا، وكان دميمًا قبيحًا جاحظ العينين، عرف عنه خفّة الرّوح وميله إلى الهزل والفكاهة، طلب العلم في سنّ مبكّرة، فقرأ القرآن ومبادئ اللّغة على شيوخ بلده، ولكن اليتم والفقر حال دون تفرّغه لطلب العلم، فصار يبيع السّمك والخبز في النّهار، ويكتري دكاكين الورّاقين في اللّيل، فكان يقرأ منها ما يستطيع قراءته.

شيوخه:

من شيوخ "الجاحظ" نذكر:

12.         أبو عبيدة معمّر بن المثنَّى.

13.         الأصمعي.

14.         أبو زيد بن أوس الأنصاري.

15.         محمد بن زياد بن الأعرابي.

16.         خلف الأحمر.

17.         أبو عمرو الشَّيباني.

18.         أبو الحسن الأخفش.

19.         علي بن محمد المدائني.

20.         زيد بن كثوة التّميمي.

21.         صالح بن جناح اللّخمي.

22.         إبراهيم بن سيّار النظَّام.

 

مؤلّفاته:

أهمّ مؤلّفات "الجاحظ" نذكر:

23.         البيان والتّبيين.

24.         كتاب الحيوان.

25.         كتاب البخلاء.

26.         كتاب الجواري.

27.         كتاب أخلاق الملوك.

28.         كتاب النّساء.

29.         كتاب البلدان.

30.         كتاب الأمثال.

31.         كتاب العالم والجاهل.

32.         كتاب المغنّيين.

نبذة عن كتاب البيان والتّبيين:

1.               الكتاب: البيان والتّبيين

2.               المؤلّف: الجاحظ

3.               المحقّق: عبد السّلام محمد هارون

4.               النّاشر: مكتبة الخانجي

5.               عدد المجلّدات: 4

6.               عدد الصّفحات: 1600

 

التّعريف بالكتاب:

البيان والتّبيين هو كتاب من أعظم مؤلّفات الجاحظ، وهو يلي كتاب الحيوان من حيث الحجم ويربو على سائر كتبه. وإذا كان كتاب الحيوان يعالج موضوعاً علميّاً فإنّ كتاب البيان والتّبيين ينصبّ على معالجة موضوع أدبي. ولكن الجاحظ في هذين الكتابين، شأنه في جميع كتبه، ينحو منحى فلسفيّاً، وفي كتاب البيان والتّبيين لا يكتفي بعرض الخطب والرّسائل والأحاديث والأشعار، بل يحاول وضع أسس علم البيان وفلسفة اللّغة، ويعني الجاحظ بالبيان الدّلالة على المعنى، وبالتّبيين الإيضاح.

إنّه أفضل آثار الجاحظ، وواحد من أشهر كتب الأدب العربي، إنّه يعلِّم الذّوق ويصقل الفكر ويوسّع المدارك،  ولقد أفاد منهواستعان به الكثير من الكتّاب والمؤلّفين منذ تاريخ تأليف الكتاب إلى يومنا هذا، أمثال ابن قتيبة والمبرّد وعبد القاهر الجرجاني وابن رشيق القيرواني وابن عبد ربّه وغيرهم كثير...

 

 

سبب تأليف كتاب البيان والتّبيين:

يرجع الدّافع إلى تأليف الكتاب هو الردّ على الشُّعوبية الذين كانوا يعيبون على العرب خطبهم وتقاليدهم في إلقاء تلك الخطب، ومنها الإمساك بالعصا وقد نصّ الجاحظ في كثير من مواضع هذا الكتاب إلى أنّه قد نصَّب نفسه مدافعا عن فصاحة العرب داحضا بذلك ادّعاءات الشُّعوبيين ولقد أفرد جزءا تحدّث فيه عن العصا سمّاه كتاب العصا يبدأ فيه بالقول "ونبدأ على اسم الله بذكر مذهب الشُّعوبية ومن يتجلّى باسم التّسوية، وبمطاعنهم على خطباء العرب بأخذ المِخْصَرَةِ –أي العصا– عند مناقلة الكلام، ومساجلة الخصوم، بالموزون المقفّى وبالمنثور الذي لم يُقَفَّ...مع  الذي عابوا منن الإشارة بالعصي والاتّقاءعلى أطراف القسي وخدّ وجه الأرض بها...".

موضوعات الكتاب:

كلّ موضوعات الكتاب جيّدة يستوي في ذلك ما نهج فيه منهج الجدّ، وما جنح فيه إلى جانب الفكاهة والهزل.أمّا موضوعات الجدّ في الكتاب فتتلخّص في الأغراض الآتية:

1.               الخَطابة: أورد الجاحظ أخبار الخطباء في الجاهليّة والإسلام، وبيّن صفات الخطيب النّاجح وذكر مكانة الخطيب بين قومه، وزوّدنا في كتابه بعدد من الخطب المشهورة لمشاهير الخطباء أمثال الحجّاج وقسّ بن ساعدة، وزيد بن علي وأكثم بن صفي وغيرهم. وهو حين يذكر مشاهير الخطباء، يمدح فيهم الصّوت الجهور، ورحابة الشّدق،وسعة الفم وبعد الصّوت.

2.               البلاغة والفصاحة والبيان: وهو من أهمّ الأغراض الواردة في الكتاب وقد جاء هذا الغرض في صفحات عديدة في الكتاب أحيانا مجتمعة وأخرى متفرّقة، تحدّث فيها الجاحظ عن اللّحن واللحّانين، وتحدّث عن مخارج الحروف، وتحدّث عن اللّثعة وضرب لذلك مثلا بواصل بن عطاء الذي كان خطيبا مشهورا لكنّه كان يتفادى الألفاظ التي فيها حرف الرّاء حتّى لا يؤذي آذان السّامعين بقبح نطقها (الخطبة كاملة في ملحق هذه المحاضرة). كما تحدّث في هذا القسم عن البلاغة والإيجاز والإطناب وضرب لذلك أمثلة كثيرة.

3.               الشّعر: حفل كتاب البيان والتّبيين بكثير من الأشعار التي اختارها الكاتب، وكان يقف أحيانا عند المقطوعة وقفة النّاقد البارع يبيّن محاسنها إن كانت كذلك، ويبيّن وجوه قبحها إن كانت كذلك، ولم يترك شاعرا منذ الجاهلية إلى عصره إلّا واستشهد ببعض أشعاره.

4.               الرّسائل والوصايا: متوفّرة بكثرة في جنبات الكتاب، بعضها رسائل رسمية ديوانية تخصّ شؤون الدّولة، وأخرى إخوانية جرت بين أصدقائه، وأحسن الجاحظ اختيار النّماذج التي ضمّنها كتابه، كما جمع الكتاب بين دفّتيه مجموعة كبيرة من الوصايا والمحاوراتمنها وصايا الخلفاء ومحاوراتهم، وخاصّة منها محاورات عبد الملك بن مروانمع رجاله، ومحاورات الحجّاج وعامّة النّاس أو بينه وبين أعدائه والخارجين عليه، وهي محاورات خليقة بأن تقرأ لأنّها تربّي النّفس وتنهض بالأخلاق وتعلّم قوّة الحجّة ونصاعة البرهان.

5.               قصص النُسّاك والزهّاد: كثرالزهّاد والنُسّاكفي عهد الجاحظ، وهم صفوة من العلماء والمعلّمين وقد جاء الكتاب بقصص العشرات منهم من أمثال مالك بن دينار، وأبي حازم الأعرج، ويزيد الرقاشي، ولم يغفل الكتاب النّساء الزّاهدات مثل رابعة العدوية، وأم الدّرداء وغيرهم...

أمّا الجانب السّاخر من الكتابفهو عبارة عن مجموعة من الحكم التي تصدر عمّن لا يتوقّع المرء أن تصدر منه، ولمّا كان الجاحظ فَكِهًا فإنّه أجاد الكتابة الفَكِهَةَ في غير تكلّف، فهو قد خصّ الحمقى بدراسة وافية في كتابه فكثيرا ما كانت الحكمة تجري على ألسنتهم.  

منهجه في الكتاب:

والملاحظ أنّ هذه الموضوعات المذكورة سلفا لم تأت متسلسلة في الكتاب، بل جاءت متفرّقة تتحكّم فيها طريقة السّرد الاستطرادي الذي يدعو إلى تشعّب الموضوع، ولعلّ ذلك يعود للأسباب التّالية:

1.               انتشار أسلوب التّلقين الشّفهي في عصر الكاتب الذي يؤدّي إلى الاستطراد.

2.               عمق فكر الجاحظ وبعد تصوّره للأشياء، ما جعل تعريفاته تتّسم بالتّشعّب.

3.               كان رصيد المفكّرين -في ذلك العصر- وعلى رأسهم الجاحظ من التّراث العربي هائلا، بحيث كانت المادّة تنصبُّ انصبابا في أثناء تأليفهم دون أن يتمكّنوا إيقافها.

أهمية الكتاب:

لقد عُدّ كتاب البيان والتّبيين موسوعة في الأدب العربي تغذّى بثمارها القدماء والمحدثون، فلقد اعتمد عليه كما سبق القول كبار الكتّاب الذين عاصروه وكذلك الذين جاءوا بعده، ومازال إلى يومنا هذا؛ حيث ليس هناك باحث في أيّ جانب من جوانب التّراث العربي لم يستعن بهذا الكتاب، وهذا يرجع إلى ما يحتويه البيان والتّبيين من ثروة هائلة ومتنوّعة من التّراث والفكر العربيين.

طباعة الكتاب:

طبع الكتاب أوّل مرّة بين سنتي 1331هـ/1313هـوقام بنشره في مجلّدين حسن الفكهاني والشّيخ محمد الزّاهريالغمراوي. ثمّ نشر بعد ذلك في ثلاثة مجلّدات عام 1332هـ بإشراف محبّ الدّين الخطيب، أمّا النّشرة الثّالثة فقد أخرجها حسن السّندوسي عام 1345هـ وتقع في 3 مجلّدات.

ثمّ ظهرت نشرة جديدة للكتاب عام 1367هـ الموافق لـ 1948م وقد قام بتحقيقها علميّا الأستاذ عبد السّلام محمد هارون، وقد طبع الكتاب عشرات المرّات في مطابع عديدة منها مكتبة الخانجي بالقاهرة ومطبعة دار المعارف بالقاهرة ودار صادر ببيروت وغيرها.

مراجع المحاضرة:

4.               البيان والتّبيين للجاحظ.

5.               المصادر الأدبية واللّغوية في التّراث العربي للدّكتور عزالدّين إسماعيل.

6.               مروج الذّهب للمسعودي.

7.               انظر: من ويكيبيديا، الموسوعة الحرّة.

 

ملحق المحاضرة:

خطبة واصل بن عطاء الخالية من حرف الرّاء

الحمد لله، القديم بلا غاية، والباقي بلا نهاية، الذي علا في دنوه، ودنا في علوه، فلا يحويه زمان، ولا يحيط به مكان، ولا يؤوده حفظ ما خلق، ولم يخلق على مثال سبق، بل أنشأه ابتداعاً، وعدّ له اصطناعاً، فأحسن كل شيء خلقه وتمم مشيئته، وأوضح حكمته، فدلّ على ألوهيته، فسبحانه لا معقب لحكمه، ولا دافع لقضائه، تواضع كل شيء لعظمته. وذلّ كل شيء لسلطانه، ووسع كل شيء فضله، لا يعزب عنه مثقال حبة وهو السميع العليم. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا مثيل لـه، إلهاً تقدست أسماؤه وعظمت آلاؤه، علا عن صفات كل مخلوق، وتنزه عن شبه كل مصنوع، فلا تبلغه الأوهام، ولا تحيط به العقول ولا الأفهام، يُعصى فيحلم، ويدعى فيسمع، ويقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات ويعلم ما يفعلون. وأشهد شهادة حق، وقول صدق، بإخلاص نية، وصدق طوّية، أن محمد بن عبد الله عبده ونبيه، وخالصته وصفيه، ابتعثه إلى خلقه بالبينات والهدى ودين الحق، فبلغ مألكته، ونصح لأمته، وجاهد في سبيله، لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا يصده عنه زعم زاعم، ماضياً على سنته، موفياً على قصده، حتى أتاه اليقين. فصلى الله على محمد وعلى آل محمد أفضل وأزكى، وأتم وأنمى، وأجل وأعلى، صلاة صلاّها على صفوة أنبيائه، وخالصة ملائكته، وأضعاف ذلك، إنه حميد مجيد.

أوصيكم عباد الله مع نفسي بتقوى الله والعمل بطاعته، والمجانبة لمعصيته، فأحضكم على ما يدنيكم منه، ويزلفكم لديه، فإن تقوى الله أفضل زاد، وأحسن عاقبة في معادٍ. ولا تلهينكم الحياة الدنيا بزينتها وخدعها، وفواتن لذاتها، وشهوات آمالها، فإنها متاع قليل، ومدة إلى حين، وكل شيء منها يزول. فكم عاينتهم من أعاجيبها، وكم نصبت لكم من حبائلها، وأهلكت ممن جنح إليها واعتمد عليها، أذاقتهم حلواً، ومزجت لهم سماً. أين الملوك الذين بنوا المدائن، وشيدوا المصانع، وأوثقوا الأبواب، وكاثفوا الحجاب، وأعدّوا الجياد، وملكوا البلاد، واستخدموا التلاد. قبضتهم بمخلبها، وطحنتهم بكلكلها، وعضتهم بأنيابها، وعاضتهم من السعة ضيقاً، ومن العز ذلاً، ومن الحياة فناء، فسكنوا اللحود، وأكلهم الدود، وأصبحوا لا تعاين إلا مساكنهم، ولا تجد إلا معالمهم، ولا تحس منهم أحداً ولا تسمع لهم نبساً.

فتزودوا عافاكم الله فإن أفضل الزاد التقوى، واتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون. جعلنا الله وإياكم ممن ينتفع بمواعظه، ويعمل لحظه وسعادته، وممن يستمع القول فيتبع أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب.إن أحسن قصص المؤمنين، وأبلغ مواعظ المتقين كتاب الله، الزكية آياته، الواضحة بيناته، فإذا تلي عليكم فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم تهتدون.

أعوذ بالله القوي، ومن الشيطان الغوي، إن الله هو السميع العليم. بسم الله الفتاح المنان. قل هو الله أحد الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.

نفعنا الله وإياكم بالكتاب الحكيم، وبالآيات والوحي المبين، وأعاذنا وإياكم من العذاب الأليم. وأدخلنا جنات النعيم. أقول ما به أعظكم، وأستعتب الله لي ولكم.


ترجمة لابن عبد ربّه:

هو الأديب الشّاعر أبو عُمر شهابُ الدّين أحمدُ بنُ محمد بنِ عبدِ ربِّهِ بن حبيب بن حُدَيْر بن سالم  القرطبي، مولى الأمير الأموي هشام بن عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن الحكم  ولد  بقرطبة،وابن عبد ربّه أحد أعلام الأندلس المشهورين. وُلِد في قرطبة عام 246هـ وفيها نشأ؛ حيث لم يبارحها حتّى وافته المنيّة، وكانت قرطبة -ذات الطّبيعة السّاحرة- مزدهرة بعلمها وفقهها وأدبها، فنهل ابن عبد ربّه من ثقافتها فتعلّم الأدب والتّاريخ واللّغة والفقه والتّفسير والحديث على يد نخبة من الشّيوخ المعلّمين، فنال بذلك احترام وتقدير الملوك الأندلسيين الذين عاصرهم ابتداء محمد بن عبد الرّحمــن وحتّى عبد الرّحمــن النّاصر مرورا بالخليفة المنذر بن محمد وعبد الله بن محمد، وقد مدح ابن عبد ربّه هؤلاء الملوك وضمَّن كتابه "العقد الفريد" الكثير من الأشعار التي تمجِّد انتصاراتهم وخاصّة انتصارات الخليفة عبد الرّحمان النّاصر "أشهر ملوك الدّنيا وأسعدهم حظّا وأطولهم فترة حكم". توفّي ابن عبد ربّه بقرطبة عام 328هـ.

شيوخه:

من شيوخ "ابن عبد ربّه" نذكر:

8.               محمد بن وضّاح.

9.               بقي بن مَخْلَدَ.

10.         محمد بن الحارث الحُشَني.

كما نهل العلم من المؤلّفات التي ذاع صيتها في المشرق وانتقلت إلى المغرب، مثل كتاب "البيان والتّبيين" للجاحظ(ت255هـ)، وكتاب "الكامل" للمبرّد(ت285هـ)، وكتاب "عيون الأخبار"لابن قتيبةالدِّينَوَرِي(ت276هـ).

وكما كان ابن عبد ربّه محبّا للعلم، فإنّه كان عاشقا للغناء واللّهو ولا غرابة في ذلك إذا علمنا أنّ قرطبة الجميلة جمعت بين مجالس الفقه والعلم والأدب، ومجالس اللّهووالغناء.

فابن عبد ربّه دخل بلاط الخليفة محمد بن عبد الرّحمــن شابّا؛ حيث استمتع  بمجالس يحيى بن يحيى الفقيه، ولا يُفوِّت فرصة الاستمتاع بغناء زرياب، فهو بذلك وقع تحت إغراء الفقه والأدب من جهة، وسحر الغناء واللّهو من جهة ثانية، وقد دافع عن الغناء في "العقد الفريد"؛ حيث قال: «إن كانت الألحان مكروهة فالقرآن والآذان أحقّ بالتّنزّه عنها، وإن كانت غير مكروهة، فالشّعر أحوج إليها».إلّا أنّه في آخر حياته غلب عليه الزّهدفدفعه ذلك إلى مراجعة أشعاره التي قالها في الغزل واللّهو وقابلها بأخرى في الوعظ والزّهد، سمّى الأشعار الجديدة بالـمُـمَحَّصات مثل قوله في الغزل:

هَلَّا ابتَكرْتَ لبَينٍ أنتَ مُبْتَكِرُ ... هَيهاتَ يأبى عَليْكَ اللَّهُ وَالقَدَرُ

مَا زِلْتُ أبكِي حِذارَ البَينِ مُلْتَهفاً ... حَتَّى رَثى ليَ فِيكَ الرِّيحُ وَالمَطَرُ

فيقابل ذلك بقصيدة في الزّهد، يقول فيها:

يا عاجزاً ليسَ يَعْفُو حِينَ يَقْتدِرُ ... ولا يُقضَّى له مِن عَيشِهِ وَطَرُ

عايِنْ بِقَلْبِكَ إِنَّ العَين غافِلَةٌ ... عَنِ الحقيقَةِ وَاعْلَمْ أَنَّها سَقَرُ

وتأتي مكانة ابن عبد ربّه الشّعرية في الصّدارة رغم أنّ الدّارسين لم يعنوا بذلك ويُعزى ذلك لضياع الكثير من شعره، والمهمّ في شعره هو الكيف والفنّ والتّجديد وليس الكمُّ والعدد، فلقد تواترت الأخبار الأدبية خاصّة عند ابن بسّام الشّنتريني (ت542هـ)صاحب كتاب "الذّخيرة في محاسن أهل الجزيرة" أنّ ابن عبد ربّه هو أوّل من أنشأ الموشّحات.

نبذة عن كتاب العقد الفريد:

11. الكتاب: العقد الفريد

12. المؤلّف: أحمدُ بنُ محمد بنِ عبدِ ربِّهِ

13.         شرح وضبط وتصحيح: "أحمد أمين"، و "أحمد الزّين"، و "إبراهيم الأبياري"

14.         النّاشر: مطبعة لجنة التّأليف والتّرجمة والنّشر

15.         عدد الأجزاء: 07

التّعريف بالكتاب:

ذكر "كارل بروكلمان" في كتابه "تاريخ الأدب العربي" أنّ العقد الفريد كان عنوانه في الأصل "العقد" فحسب، ويؤكّد هذا بجملة من الآراء التي أوردها من الكتب التي أرخت لابن عبد ربّه مثل "معجم الأدباء" لياقوت الحموي (ت626هـ) و "طبقات الأمم" لابن صاعد الأندلسي (ت462هـ)... فرأىأنّها لم تلحق صفة الفريد بالكتاب، ويستنتج "بروكلمان" أنّ هذه الصّفة أضيفت مؤخّرا للكتاب، وربّما يدلّ ذلك على مدى إعجاب الأدباء به.

ومهمايكن فإذا نحن عرضنا لعنوان وجدناه صورة من صاحبه، فالتّسمية "العقد الفريد" جمعت بين خيال الشّاعر وواقع أدبه، ولعلّ ابن عبد ربّه قصد إلى هذه التّسمية قصدا، فهو قد تصوّر موضوعات كتابه الخمسة وعشرين (25) متراصَّة في شكل عِقْدٍ من 25 جوهرة في جيِد امرأة حسناء لكلّ جوهرة اسم في اللّغة والعرف، ولمّا كانت أثمن الجواهر هي الوسطى فيقابلها في الكتاب (كتاب الواسطة في الخطب)، وعلى جانبي الواسطة تتراصّ اثنتا عشرة جوهرة في جانبها الأيمن ومثلها في جانبها الأيسر.وبذلك وقع الكتاب على النّحو التّالي:

 

 

رقم الكتاب

عنوانه

يقابله

رقم الكتاب

عنوانه

01

كتاب اللّؤلؤة في السّلطان

يقابله

25

اللّؤلؤة الثّانية في الفكاهات والمُلح

02

الفريدة في الحروب

يقابله

24

الفريدة الثّانية في الطّعام والشّراب

03

الزّبرجدة في الأجواد

يقابله

23

الزّبرجدة الثّانية في طبائع الإنسان

04

الجمانة في الوُفود

يقابله

22

الجمانة الثّانية في المتنبّئين والموسومين

05

المرجانة في مخاطبة الملوك

يقابله

21

المرجانة الثّانية في النّساء وصفاتهنّ

06

الياقوتة في العِلم والأدب

يقابله

20

الياقوتة الثّانية في الألحان

07

الجوهرة في الأمثال

يقابله

19

الجوهرة الثّانية في أعاريض الشّعر

08

الزّمردة في المواعظ والزّهد

يقابله

18

الزّمردة الثّانية في فضائل الشّعر

09

الدرّة في التّعازي والمراثي

يقابله

17

الدرّة الثّانية في أيّام العرب

10

اليتيمة في النّسب وفضائل العرب

يقابله

16

اليتيمة الثّانية في أخبار زياد والحجّاج

11

العسجدة في كلام الأعراب

يقابله

15

العسجدةالثّانية في الخلفاء وتواريخهم

12

المجنبة في الأجوبة

يقابله

14

المجنبة الثّانية في التّوقيعات والفصول

13

الواسطة في الخُطَب

 

سبب تأليف كتاب العقد الفريد:

أمّا عن الدّافع الذي دفع بابن عبد ربّه لتأليف الكتاب فيقول فيه: «وبعدُ، فإنّ أهلَ كلِّ طبقةٍ وجهابذةَ كلِّ أمّةٍ قد تكلّموا في الأدب، وتفلسفوا في العلوم على كلّ لسان ومع كلّ زمان، وأنّ كلّ متكلِّمٍ منهم قد استفرغ غايتَهُ، وبذَلَ جهده، في اختصارِ بديعِ معاني المتقدِّمين، واختيار جواهر ألفاظ السّالفين، وأكثروا في ذلك، حتّى احتاجَ المختصَر منها إلى اختصار والمتخيَّر إلى اختيار».يفهم من القول أنّه بعد أن امتلأت عقول الأدباء بكثير من النّصوص التي انتقلت إليهم عن طريق الرّواية، وحرصا منهم على عدم ضياعها دفعتهم الرّغبة إلى تأليف وجمع تلك النّصوص في مؤلّف واحد، وأنّ المتأخّر منهم كان ينظر لعمل سابقيه فيجتهد في أن يضيف شيئا جديدا إلى مختاراته، ويفهم من السّياق أنّ ابن عبد ربّه شدّه هذا النّوع من التّأليف فلم يرد تفويت فرصة تأليفه لهذا الكتاب.

ويقدّم ابن عبد ربّه كتابه قائلا: «وقد ألّفت هذا الكتاب وتخيَّرت جواهره من متخيّر جواهر الأدب ومحصول جوامع البيان، فكان جواهر الجواهر، ولباب اللُّباب، وإنّما لي فيه تأليف الأخبار، وفضل الاختيار، وحسن الاختصار، وفرش في صدر كلّ كتاب، وما سواه فمأخوذ من أفواه العلماء، ومأثور عن الحكماء والأدباء، واختيار الكلام أصعب من تأليفه وقد قالوا: اختيار الرّجل وافد عقله وقال الشّاعر:

قد عرفناك باختيارك إذا كا ... ن دليلا على اللّبيب اختياره

وقال "أفلاطون": «عقول النّاس مدوّنة من أطراف أقلامهم، وظاهرة في حسن اختيارهم».

موضوعات الكتاب:

إذا نظرنا إلى الجواهر والدُّرر التي جعلها الكاتب عناوين لموضوعاته، فإنّه ينتهي بنا القول أنّ كتاب "العقد الفريد" موسوعة ثقافية عربية كبيرة تشتمل على الفنون الأدبية والفكرية على النّحو الآتي:

16.         الحديث عن الشّعر بمختلف موضوعاته وأغراضه، يستشهد به الكاتب، ويختار نماذجه بعناية، وفي كثير من فصول الكتاب يكاد يكون الشّعر هو العنصر الأساسي كما هو الحال في كتاب "الفريدة" الذي خصّصه للحرب؛ حيث أنّها مجال خصبلقول الشّعر وخاصّة الحماسي منه.

17.         تناول الكتاب الخطابة؛ حيث ضمّنها الكثير من أبوابه، وأفرد كتاب الواسطة كلّه للخطب واستهلّ بخطبة الوداع لرسول الله ﷺ ثمّ خطب الخلفاء الرّاشدين، وخطبا كثيرة لخلفاء بني أمّية وخلفاء بني العبّاس، ثمّ بعض خطب المشهرين من العرب في هذا المجال كعائشة أمّ المؤمنين، وعبد الله بن الزّبير وغيرهم.

18.         الحديث عن النّثر والكتابة، تحدّث في كتابه عن أدوات الكتابة ووسائلها من أقلام وحبر وصحف، كما تحدّث عن الخصائص المميّزات التي يجب أن يتحلّى بها الكاتب النّاجح، كما تحدّث عن أنواع الكتاباتمن رسائل وتوقيعات وغيرها.

19.         تحدّث الكتاب عن الأدب بجميع فروعه المختلفة وقد خصّص لذلك فصلا كاملا هو كتاب "الياقوتة".

20.         نالالتّاريخ الإسلامياهتمام الكاتب وقد خصّص لذلك فصولا تحدّث فيها عن تاريخ العرب وبطولاتهم  مثل كتاب "اللّؤلؤة في السّلطان"، و "الجمانة في الوفود" و "العسجدة الثّانية".

21.         الاهتمام بالعرب وأنسابهم وأمثالهم كان له حظّ في الكتاب كذلك، وقد خصّص لذلك أبوابا مثل كتاب "الجوهرة" التي خصّصها لأنسابالعرب، كما نجد هذا الاهتمام في كتاب "اليتيمة"و "العسجدة".

22.         تحدّث الكتاب عن الزّهد والزهّاد والتّديّن؛ حيث تحدّث عن مكارم الأخلاق، ويتجلّى ذلك في باب  الزّبرجدة في الأجواد، تناول فيه نماذج من أصحاب نقاء السّلوك وصفاء السّريرة.

23.         لم يغفل الكتاب الحديث عن المُلح والنّوادر والغناء والألحان وكلّ ما له صلة بالإمتاع النّفسي ويتجلّى ذلك خاصّة في كتاب "الياقوتة" و "الجمانة".

وممّا لاشكّ فيه فإنّ كتاب "العقد الفريد" يعتبر من أهمّ مصادر التّراث العربي، لا يقلّ قيمة عن الكتب الأخرى، بل يتميّز عنها بوفرة المادّة التي استقاها الكاتب من مصادر عديدةوبتنوّع موضوعاته. وختاما فالعقد الفريد عقد ثمينفي جيّد العربيةحسنا وأدبا ونَفَاسَةً وقيمة وتراثا...  

طباعة الكتاب:

طبعكتاب "العقد الفريد" مرّات عديدة:

1.               طُبع للمرّة الأولى بمطبعة بولاق سنة 1293ه في ثلاثة أجزاء.

2.               طبع مرّةً ثانية بمطبعة إبراهيم عبد الرّازق سنة 1302ه.

3.               طبع مرّة ثالثة بالمطبعة الشّرفية سنة 1305ه، بتصحيح حماد الفيومي العجماوي في ثلاثة أجزاء.

4.               طبع مرّة رابعة بالمطبعة الأزهرية سنة 1346ه، في أربعة أجزاء.

5.               طبع مرّة خامسة بمطبعة لجنة التّأليف والتّرجمة والنّشر، في سبعة أجزاء، واحدٌ منهم للفهارس، من سنة  1359ه إلى سنة 1372ه، شرح وضبط وتصحيح: "أحمد أمين"، و "أحمد الزّين"،و "إبراهيم الأبياري"، وشارك "عبد السّلام محمد هارون" في الجزء السّادس. وتعتبر من أهمّ الطّبعاتالتي يعتمد عليها كلّ باحث اليوم.

6.               طبع مرّة سادسة بمطبعة الاستقامة سنة 1372ه، الطّبعة الثّانية، بتحقيق محمد سعيد العريان، في ثمانية أجزاء.

7.               وطبع بالمكتب الجامعي الحديث بالإسكندرية سنة 1419ه، بتحقيق محمد عبد القادر شاهين، في أربعة أجزاء.

مراجع المحاضرة:

8.               العقد الفريدلابن عبد ربّه

9.               ديوانابن عبد ربّه

10.         أعمال الأعلام في من بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام للسان الدّين بن الخطيب

11.         الذّخيرة في محاسن أهلالجزيرةلابن بسّام الشّنتريني

12.         المصادر الأدبية واللّغوية في التّراث العربي للدّكتور عزالدّين إسماعيل

13.         مناهج التّأليف عند العلماء العرب لمصطفى الشّكعة


ترجمة لأبي القاسم محمد بن عبد الغفور الكلاعي:

هو أبو القاسم محمد بن عبد الغفور الكلاعي الإشبيلي, فقيه وأديب أندلسي عاش بإشبيلية أيّام حكم المرابطين لها. وقدتضاربت الآراء حول تاريخ ولادته فمحقّق كتابه الدّكتور "محمد رضـوان الدّاية" يقـول:«لا يُعرف تاريخ ولادته ووفاته إلّا بالتّقريب، فمولده في أوائل القرن السّادس أو أواخر القرن الخامس» في حين يـرى الدّكتور "عمر فرّوخ" بأنّ مولده كان في مطلع القرن السّادس الهجري/الثّاني عشر للميلاد.

ينتسب أبو القاسم الكلاعي إلى أسرة عريقة مشهورة من أسر إشبيلية. وقد اشتهرت هذه الأسرة بالمجد والعلم والأدب.فجدّه كان كاتبا وصديقا حميما للمعتمد بن عبّاد حاكم إشبيلية آنذاك. وما يعرف عن أبي القاسم الكلاعي, أنّه تولّى الكتابة في بلاط المرابطين بإشبيلية, مثله مثل والده. ولقد ساهم الرّجل في إثراء المكتبة الأندلسية بما جادت به قريحته في مجالات عدّة كالفقه، وفنون الأدب من بلاغة ونقد وشعر. ولقد ترجم له "ابن الأبّار" في "التّكملة لكتاب الصّلة" قائلا: «كان من حلّة الكتاب وله كتاب الانتصار ورسالة إحكام صنعة الكلام».

وقد نـقل إلـينا ابن سعيـد, صاحب كتاب "المُغْرِبُ في حُلَى المَغْرِبِ"ثناء أبي عمرو بن الإمــام صاحب كتاب "سمط الجمان" والـذي ذكـر فيـه أنّ أبا القاسم الكلاعي "أُعْتُبِـطَشابّا". -أي مات شابّا- ويرجّح هذا رأي القائلين بأنّ الرّجل وُلد في أوائـل القرن السّادسوتوفّي في منتصفه. ومن هؤلاء الدّكتور "محمد رضوان الدّاية" محقّق كتاب "إحكامصنعة الكلام". ولقد ذهب بعض النقّاد والمؤرّخين إلى ترجيح عام (543هـ) سنة وفاة أبي القاسم الكلاعي.

شيوخه:

من شيوخ "الكلاعي" نذكر:

14.         ابن بسّام الشّنتريني.

15.         أبو بكر بن العربي.

إنّ أوّل ما يُلاحظ على الحياة الأدبية والعلمية للكاتب, هو تنوّع أساتذته وتوزّع اهتمامه بين عِلمين هما الأدب والفقه، وقد دفعه ذلك إلى مصاحبة بعض الأدباء خاصّة منهم "ابن بسّام الشّنتريني" (ت542هـ)و "أبو بكر بن العربي" (ت543هـ)وفي ذلك يقول "ابن الأبّار" في "التّكملة" «أنّه صاحب أبا الحسن بن بسّام وطبقته من الأدباء وأنّه حدّث في بعض تواليفه عن أبي بكر بن العربيبواسطة وقد جرت بينهما مخاطبات«.

أمّا عن تنوّع علمه وتوزّع اهتمامه بين الفنون الأدبية, والعلوم الفقهية الشّرعية، يقول "أبو القاسم الكلاعي" عن نفسه في آخر كتابه "إحكام صنعة الكـلام": «هذا -أعزّكالله- بضاعة استخرجتها يد النّصيحة من صدف الفكر وفتقتها يمـين الأنفة من كـمام الذّكر وكتبها قلم الاستعجال في صحيفة الارتجال، إذ الخاطر متقسّم بين تفقّه في أدب وتفقّه في شرع.

تلامذته:

تكوّنت عند أبي القاسم الكلاعي ملكة أدبية, وفقهية جعلت بعضا من أبناء عصره يقبلون عليه للاستنارة بنور علمه وعبقريته. إلّا أنّ المترجمين لم يذكروا لنا سوى عددا قليلا من الذين ابتسم لهم هذا الحظفاغترفوا من حضرة الشّيخ. وممّن ذكر من هؤلاء.

1.               ابن حبوس.

2.               ابن سيّد اللص الإشبيلي.

مؤلّفاته:

للمؤلّف تصانيف عديدة ومتنوّعة,وصلتنا أسماء ستّة منها, بينما تحقّق وصول واحد منها فحسب وهو كتاب "إحكام صنعة الكلام" الذي حقّقه الدّكتور "محمد رضوان الدّاية"، ومؤلّفاته هي:

1.               السّاجعة والغربيب.

2.               السّجع السّلطاني.

3.               خطبة الإصلاح.

4.               ثمرة الأدب.

5.               الانتصار لأبي الطيّب.

6.               إحكام صنعة الكلام.

نبذة عن كتاب إحكام صنعة الكلام:

7.               الكتاب: إحكام صنعة الكلام.

8.               المؤلّف: أبو القاسم محمد بن عبد الغفور الكلاعيالإشبيليالأندلسي.

9.               المحقّق: محمد رضوان الدّاية.

10. النّاشر: دار الثّقافة، بيروت، لبنان، 1966م

11. عدد المجلّدات: 1

12. عدد الصّفحات: 317

ثمّ طبع بعد ذلك طبعات عديدة منها طبعة عالم الكتب.

التّعريف بالكتاب:

من الكتب النّقدية التي وصلتنا كامـلة كتاب "إحكام صنعة الكلام" لابن عبد الغفور الكلاعي، وقد عـدّه الدّكتـور "إحسان عبّاس" من أهمّ المصادر التي تصوّر الـحركة النّقدية في عـصر الطّوائف والمرابطين؛ حيث قال فيه: «لم يصلنا مؤلّف كامل مستقلّ يمثّل اتّجاها واضحا في النّقد الأندلسي لهذا العصر -يعني عصر الطّوائف والمرابطين- سوى كتاب "إحكام صنعة الكلام" لابن عبد الغفور الكلاعي وهو ممّن صاحب "ابن بسّام" وكان من طبقته».

وقد اقتصر الكتاب على فنّ النّثر دون الشّعر,وذلك لأسباب دينية بحتة؛ حيث يرى "ابن عبد الغفور الكلاعي" أنّ الرّسول الكريم ﷺ قد ذمّ الشّعر وأورد لذلك حديثه فيه «لَأَن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا» -أخرجه البخاري ومسلم- فهو قد احتجّ بأنّ هذا الحديث ذمٌ للشّعر, دون النّثر الذي يرى فيه أنه «أسلم جانبا, وأكرمحاملا وطالبا» كما أنّ الشّعر عنده داعٍ إلى سوء الأدب الذي يجعل العواقب وخيمة, إضافة إلى كونه يجعل الشّاعر يمدح الممدوح بـما ليس فيه فهو يرى أنّه «يـحمل على الغلوّ في الدّين, حتّى يؤول إلى فساد اليقين. ويحمله على الكذب, والكذب ليس من شيم المؤمنين». ومن الدّوافع التي جعلت الكاتب يُعرض عن الشّعر في كتابه, هو كونه يأتي موزونا عكس النّثر, والوزن في نظره داع للتّرنّم والطّرب, وتلك أمور تعدّ «من باب الغناء, وقد قال بعضهم الغناء رُقية الزنا». أمّا الكتابة -أي النّثر- عند أبي القاسم الكلاعي فقد سلمت من تلك العيوب التي رآها فيالشّعـر, فهي «سليمة ممّا يدعو إلى المهجور».ثمّ نقل إلينا ما تعارف عليه الكتـَّاب وأهل العلم وهو عـدم ابتداء الشّعر بالبسملة,في حين تتحلّى الخطب والرّسائل بذلك, وفي ذلك دليل على فضل النّثر على الشّعر عنده. فهو لم يأت بهذا الكمّ من الحجج من أجل أن يبُعد عن نفسه شبهة عدم القدرة على إتيانه. بل لقد قال في موقف سابق من هذا البحث:«كنت مولعا بترصيعه وتصنيعه -أي الشّعر- مائلا في تقرّظه وتشنيفه إلى مرتبة كنت أعدّها أعلى المراتب, وكنت أعتقدها أسنى المناقب. إلى أن رفضته رفض الشّعلة للزّناد, ونفضته نفض القادم الغانم جافَّ الزَّاد. فنـزعت منتزعا من علم الدّيانة. واقتصرت من قسمي البلاغة على قسم الكتابة... وأنّي ما تركت الشّعر عجزا عنه, ولا اتَّخذت النّثر بديلا بئيسا منه» ثمّ استدرك بعد كلّ هذه النّقائص التي ألحقها بالشّعر, فراح يوضّح بعضا من فضائل الشّعر قائلا:«ولست بمنكر –مع هذا كلّه– فضـائل الشّعر, ولا قول الرّسول عليه السّـلام, والصّحابة رضي الله عنهم فيه. ولكن القـوم غير هؤلاء القوم, واليوم غير هذا اليوم». تلك ملاحظات لاحظها الكاتب على الشّعر وهي صادرة عن «فكرة متديّن لا عن نظرية دينية. وإعراض الكاتب عن الشّعر جعله يُسهـب في الحديث عن معايير الكتابة,والخطابة, والمقـامة, والتّوقيعات,والأمثال والحكم المرتجلة، وقد تناول هذه الفنون من جوانبها الشّكلية خاصّة.

وأطلق "الكلاعي" على كتابه"إحكام صنعة الكلام" لفظ الصّناعة ولم يكن أوّل من أطلق هذه الصّيغة على كتاب, بل قد سبقه إلى ذلك كثيرون وعزّز بعده هذا القول كثيرون كذلك. أمّا سبب تسمية الكتاب "إحكام صنعة الكلام"، فإنّها إشارة إلى أنّه بصدد الحديث عن النّثر، وقد ذكر هذا الاسم وهو يتحدّث عن طريقة "المجيد العسقلاني" (ت482هـ) في الكتابة.

منهجيةالكتاب:

قسّم "الكلاعي" كتابه إلى مقدّمة وبابين .

أمّامقدّمةالكتاب فتحدّث فيها عن السّبب الذي دفـعه إلى تألـيفه, ثمّ تحدّثعن مفهوم البيان ومدلوله مستشهدا ببعض أحاديث الرّسول الكريم, ورجَّح فيها بين المنظوم والمنثور, واتّخذ من الشّعر موقفا خاصّا به كما سبقت الإشارة إليه.

أمّاالباب الأوّل: فقد خصّه المؤلّف للحديث عن أدب الكاتب والكتابة, وكلّ ما يتعلّق بأسبابها. من إجادة الخطّ وحسن اختيار الورق وتسوية البطاقة, وكيفية اختيار العنوان المناسب للموضوع المراد الحديث عنه. ثمّ استطرد في كلامه عن الاستفتاح الذي يصلح لبداية الحديث فخصّ فصلا للصّلاة على النّبي ﷺ,ثمّ تحدّث عمّا ينبغي أن نستفتح به صدور الخطابمن ذكر الغرض المراد كالحديث فيه،ثمّ الدّعاء المناسب كخاتـمة لكلّ حـديث. وأخيرا خصَّص للسّلام فصل تحدّث فيه عن أُصوله وآدابه، وذلك كلّه دون أن ينسى الحديـث عن الطّـرق المحبّذة في مخاطبة ومكاتبة أصحاب الملل الأخرى، باعتبار الأندلس بلد متاخم في شماله لأمم غير مسلمة. ثمّ انتقل للحديث عن أقسام الخطاب؛ حيث قسّمه إلى ثلاثة أقسام وهي إمّا أن يكون الخطاب موجزا أو مطنبا أو مساويا، يقول في ذلك: «الخطاب يقسّم إلى ثلاثة أقسام: منه ما رفل ثوب لفظه على جسد معناه وهو الإسهاب، ومنه ما ثوب لفظه كثوب المؤمن، وهذا هو الإيجاز. ومنه ما خيط ثوب لفظه على جسد معناه، وهذا هو المساواة»، وهي مواضعكما نلاحظ تصبّ كلّها في وعاء واحد وهو أدب الكاتب والكتابة وفنون الكتابة وأساليبها.

أمّا الباب الثّاني: فيعتبر الجزء الأكبر والأعظم من الكتاب,وقسمه الهام وفيه يتناول "أبو القاسم الكلاعي" ضـروبالكلام, وأنواع الأساليب النّثرية التي تعتمد السّجع وسيلة تعبيرية، وقد أبدع "الكلاعي" في استنباط مصطلحات وأسماء تخصّ كلّ نوع من أنواع الكتابة النّثرية التي تخلو من السّجع أو التي  يُفرط صاحبها في استعماله وكلّما زادت درجة الإفراط في السّجع تغيّرت الأسماء والمصطلحات، ومن هذه المصطلحات الموافقة لكلّ ضرب من ضروب الخطابذكر "الكلاعي" (الأسلوب العاطل، الأسلوب الحالِّي، الأسلوب المصنوع، الأسلوب المرصَّع، الأسلوبالمغصَّن، الأسلوب المفصَّل، والأسلوب المبتَدَع). ثمّ انتقل للحديث في هذا الباب عن بعض الأغراض النّثرية فتحدّث عن فنّ الخطابة، وفنّ الحِكَم وفنّ المقامة، وتحدّث في ختام الباب عن قوانين الكتابة وآدابها. والملاحظفي هذا الباب أنّه جمع فيه بين المفاهيم النّقدية والدّروس البلاغية معا.

وحول هذه المنهجية يقول "إحسان عبّاس": «ومن هذه القسمة يتجلّى لنا أنّ وقفة "أبو القاسم" عند أنواع النّثر تعدّ هامّة في تاريخ النّثر العربي، لأنّه استطاع من موقفه أن يحدّد الأنواع بدقّة ووضوح، وأن ينصرف عن الحديث في أنواع البديع لأنّ غيره قد أشبعها بحثا، وانصرف هو على ابتكار مصطلح جديد لضروب النّثر».

أهمية الكتـاب:

لإدراك أهمية كتاب "إحكام صنعة الكلام", يكفي أن نورد ما توصّل إليه محقّقه الدّكتور "محمد رضوان الدّاية", والذي لخّص أهمية الكتاب فيما يلي:

1.               "في الكتاب آراء مختلفة في كثير من أمور النّقد والبلاغة، وبعض هذه الآراء خاصّة بالمؤلّف ومن اختراعه واستنباطه.

2.               وفيه إشارات إلى بعض الكتب المشرقية التي كانت متداولة في أيّامه، وثبَّت بكتب "المعرّي" و "أبي منصور الثّعالبي" التي وصلت إليهم.

3.               ونتبيّن من الكتاب بوضوح ظهور أسلوب "المعرّي" في النّثر، وظهور طريقة "المتنبّي" في الشّعرعلى غيريهما من أساليب الأندلسيين وطرائقهم.

 

أسباب تأليف الكتاب:

يتّضح من تصفّح مقدّمة الكتاب, أنّ الكاتب يوجّه حديثه إلى شخص لم يذكره بالاسم, وبقيت حقيقته مجهولة. إلّا أنّه من حواره معه يتبيّن أنّه شخص مبجَّل ومحترم وصاحب منزلة رفيعة, ومتشبّع بقدر كاف من العلوم, وخاصّة ما تعلّق منها بفنون الكتابة والأساليب النّثرية.ويظهر ذلك من الانتقادات التي كان يوجّهها للكاتب يقلّل فيها من قـدراته الأدبية. ويُظهر قصوره وعجزه في مجارات غيره من كتاب الرّسائلوالفنون الأدبية. وكان "أبو القاسم الكلاعي" يردُّ على كلّ انتقاد من طرف هذه الشّخصية بلباقة, وبمجهودٍ فنّي يدحض به مزاعم المُقلّل من شأنه. يذكر "الكلاعي" هذا الانتقاد الموجّه إليـه في بداية كتابه، فيقـول: «وأمّا المجلـس الرّابـع -أعزّك الله– فقد شاهدته ورأيته، وسمعت قوله فيه ووعيته، من أنّي لا أقابل كلّ طبقة بما يشاكلها من اللّفظ ويوافقها، ولا أخاطب كلّ فرقة بما يشاكلها من المعـنى ويطابقها. وأنّي لا أفرّق بين من يَكتب إليه –أدام الله عزّك– وبين من يُكتب إليه –أعزّك-. ولماَّ كان في قوله ردّ شهادتك التي تبرع بها بارع سيادتك، رأيت أن أُصدق حسن انتقـادك، وأُحق جميل اعتقـادك هذه الرّسـالة التي ابتدعتهـا قالبا يُفرغ عليه، واخترعـتها غمـاما يُفزع إليه، تـتـحرّز ما أنعم الله به على الإنسان من علم البلاغة والبيان.

وبعد هـذا العرض المتواضع, يبـدو أنّ الأدباء العرب قد اسـتعملوا لفظ الصّناعة في الفنون.وأصبحت تطلق عندهم هذه اللّفظة على ما يُعرف في أيّامنا "بالفنّ". وعلى هذا الأساس نبز "أبو القاسم الكلاعي" كتابه بهذا الاسم, والمتصفّح للكتاب يدرك مدى مطابقة محتواه لهذا المفهوم. إلّا أنّ"الكلاعي" خصّ كتابه لدراسة فنّ الكتابة النّثرية دون الشّعر. وربّما هذا هو وجه الخلاف بينه وبين غيره.

مراجع المحاضرة:

4.               صحيح البخاري.

5.               إحكام صنعة الكلاملابن عبد الغفور الكِلاعي، دار الثّقافة، بيروت، 1966م.

6.               التّكملة لكتاب الصّلةلابن الأبّار، نشرة عزّة العطّار، مصر، ط1956م.

7.               المُغْرِبُ في حُلَى المَغْرِبِلابن سعيد الغرناطي الأندلسي.

8.               تاريخ النّقد الأدبي في الأندلس للدّكتور محمد رضوان الدّاية، دار النوار، بيروت، ط 1 ، دت.

9.               الأدب الأندلسي عصر الطّوائف والمرابطين لإحسان عبّاس، دار الثّقافة، بيروت، ط6، 1986م.

10.         تاريخ الأدب العربي، ج5 (المرابطين والموحّدين) للدّكتور عمر فرّوخ.

11.         الدّرس البلاغي عند أبي القاسم الكِلاعي في كتابه إحكام صنعة الكلام للدّكتور عبد الكريم لطفي.


ترجمة لابن قتيبة:

هو محمد عبد الله بن قتيبة الكوفي الدِّينَوَرِيُّ، عالم وفقيه وأديب وناقد ولغوي، وموسوعي المعرفة، ويعدّ من أعلام القرن الثّالث للهجرة، ولد بالكوفة في مستهلّ رجب سنة 213هـ، ثمّ انتقل إلى بغداد واحتكّ بعلماء البصرة والكوفة، وتوفّي فيها سنة 276هـ.

شيوخه:

من شيوخ "ابن قتيبة" نذكر:

12.         إسحاق بن راهويه وأبي الفضل الرّياشي.

13.         أبو إسحاق الزيادي.

14.         القاضي يحي بن أكثم.

مؤلّفاته:

للمؤلّف تصانيف عديدة و متنوّعة, نذكر منها:

15.         الشّعر و الشّعراء.

16.         معاني الشّعر الكبير.

17.         أدب الكاتب.

18.         عيون الشّعر.

19.         غريب الحديث.

20.         المراثي.

21.         القلائد.

22.         الحرب.

23.         الدّيار.

24.         تصحيف العلماء.

نبذة عن كتاب الشّعر والشّعراء:

25.         الكتاب: الشّعر و الشّعراء.

26.         المؤلّف: ابن قتيبة.

27.         المحقّق: أحمد محمد شاكر.

28.         النّاشر: دار إحياء الكتب العربية، سنة 1950م.

29.         عدد المجلّدات: 2.

30. عدد الصّفحات: 317.

التّعريف بالكتاب:

كتاب"الشّعر و الشّعراء" من أقدم الكتب التي وصلتنا في تراجم الشّعراء، ويطلق عليه أحيانا اسم طبقات الشّعراء، تمثُّلا بكتاب ابن سلّام، لأنّه يقدّم الشّعراء على نظام الطّبقات، كما أنّه يسمّى أحيانا ديوان الشّعراء.يتطرّق "ابن قتيبة" في كتابه لمائتين و اثنين من الشّعراء مرتّبين ترتيبا زمنيّا، فهو يبدأ بامرئ القيس وينتهي بعلي بن جبلة المتوفّي (213هـ).

منهجيةالكتاب:

يقدّم "ابن قتيبة" منهجا لكتابه في المقدّمة التي كتبها فيقول: إنّه كتب عن الشّعراء المشهورين الذين يعرفهم جلّ أهل الأدب والذين يقع الاحتجاج بأشعارهم في الغريب، ويقول إنّه أخبر فيه عن أزمانهم وأقدارهم وأحوالهم وأشعارهم وقبائلهم وأسماء آبائهم، ومن كان يعرف باللّقب أو الكنية منهم وعمّا يستحسن من أخبارهم ويُستجاد من أشعارهم. كما يسجّل "ابن قتيبة" على شعرائه ما أُخذ عليهم من الغلط والخطأ في ألفاظهم ومعانيهم.وهو بذلك قد وفّق إلى حدّ كبيرفي تقسيم كتابه على قدر من الوضوح، ولقد خصّ "ابن قتيبة"القسم الأوّلللحديث عن الشّعر:  لفظه ومعناه وتكلّم عن الطّبع والتّكلّف في الشّعر وعند الشّعراء ثمّ عالج عيوب الشّعر.

أمّا الفصل الثّاني فقد خصّصه للحديث عن الشّعراء، أنسابهم وأشعارهم.والظّاهر أنّ"ابن قتيبة" ترجم للمشهورين من الشّعراء الذين يحتجّ بأشعارهم في الغريب وفي النّحو وفي كتاب الله عزّ وجلّ، وحديث نبيّه صلّى الله عليه وسلم، في حينلم يبدِ أيّ اهتمام بمن قلّ ذكره وكسد شعره لجهله بأخبارهم، ولأنّه يرى أنّ القارئ في غنى عن ذكر أسماء دون ذكر أخبار وأزمانوأنساب وأشعار أصحابها. وأغلب الظنّ أنّه سار على منهج سابقيه في تمييز الشّعر والشّعراء. وخاصّة منهم "ابن سلّام الجمحي"؛ فإذا عدنا إلى الطّبقات نجده هو الآخر اقتصر على المشهورين من الشّعراء، والدّليل على ذلك قول "ابن قتيبة" نفسه: «... ولا أحسب أحدا من علمائنا استغرق شعر قبيلة حتّى  لم يفته من تلك القبيلة شاعرا إلّا عرفه ولا قصيدة إلّا رواها».

وكأنّي بابن قتيبة يريد أن يقول لنا إنّه لا طائل من استقصاء كلّ الشّعر، فمهما بلغ الباحث لا يستطيع أن يحصي ويلمّ بكلّ شعراء قبيلة واحدة، ولو أنفذ في ذلك كلّ عمره، ما بالك بكلّ القبائل العربية وربّما أنّ في ذلك أيضا إشارة إلى أنّ سابقيه حاولوا في هذا المضمار فلم يصلوا إلّا إلى القليل من الشّعراء الذين صار ذكرهم أكثر من نار على علم.

إنّ غاية "ابن قتيبة" في كتابه أن يعرض لمن غلب عليه الشّعر لا غير، ذلك لا لقصر جهد "ابن قتيبة" وباعه  في المسألة، وإنّما أراد  أن يتخصّص.

يقول "ابن قتيبة":«... لم أسلك فيما ذكرته من شعر كلّ شاعر مختارا له سبيلمن قلد أو استحسن باستحسان غيره، ولا نظرت إلى المتقدّم منهم بعين الجلالة لتقدّمه وإلى المتأخّر منهم بعين الاحتقار لتأخّره، بل نظرت بعين العدل على الفريقين وأعطيت كلّا حظّه ووفّرت عليه حقّه، فإنّي رأيت في علمائنا من يستجيد الشّعر السّخيف لتقدّم قائله ويضعه في متخيّره ويرذل الشّعر الرّصين، ولا عيب له عنده إلّا أنّه قيل في زمانه، أو أنّه رأى قائله.

إنّ النصّ يعكس بجلاء مذهب "ابن قتيبة" النّقدي، فقد كان "ابن قتيبة" عادلا منصفا في التّمييز بين هذا الشّاعر وذاك، وهذا الشّعر وذاك، فـ «المحكّ عنده جودة الشّعر، بغضّ النّظر عن الأقدمية أو الحداثة أو تقدّم قائله أو تأخّره»، فهو لم يتعصّب لقديم لقدمه، ولا لحديث لحداثته، كما فعل "ابن الأعرابي" و "الأصمعي" و "أبو عمرو بن العلاء" مع شعراء العصر العبّاسي، خاّصة "جرير"، و "الأخطل"، و "الفرزدق"، و "أبو نوّاس" و "أبو تمّام"... عندما عدّوهم من المحدثين، وعدّوا شعرهم بالفاسد والرّديء والأقوال كثيرة في هذا الباب.

آراء نقدية في الكتاب:

لم يقف "ابن قتيبة" عند تقسيم الشّعراء وذكر أشعارهم وكلّ ما يحيط بهم من أخبار، بل تعدّ ذلك لدراسة الشّعر ونقده؛ حيث أبان الرّجل عن معرفةٍ بأصول النّقد وأظهر أنّه صاحب دربة بأوجه الجيّد من الشّعر وأسباب الرّديء منه؛ حيث حـمَّل الكتاب مجموعة من الآراء النّقدية التي تؤكّد حنكة الرّجل في هذا المجال ومن آرائه نذكر على سبيل المثال:

1.               قضيّة اللّفظ والمعنى:وهي من القضايا المهمّة التي تطرّق إليها "ابن قتيبة" في كتابه "الشّعر والشّعراء"، وهو يعبّر عن رأي نقدي في موضوع يتعلّق بجودة الشّعر أو رداءته، وقد قسّم الشّعر إلى أربعة أضرب؛ حيث يذكر في مستهلّ كتابه أنّه تدبّر الشّعر فوجده أربعة أضرب: ضرب منه حسن لفظه وجاد معناه، وضرب منه حسن لفظه وحلا، فإذا أنت فتّشته لم تجد هنالك فائدة في المعنى، وضرب منه جاد معناه وقصرت ألفاظه عنه، وضرب منه تأخّر معناه وتأخّر لفظه. ويضرب "ابن قتيبة" لكلّ ضرب من ضروب الشّعر الأربعة أمثلة. والنّاظر في أمثلة "ابن قتيبة" وتعليقه عليها، سيجد أنّه يعطي خصائص للفظة الجيّدة مثل: جودة المخرج وسهولته، تجنّب تكرار اللّفظة، الفصاحة وقوّة الإبانة عن المعاني، أمّا المعنى فقد اهتمّ بالإصابة والجدَّة فيه، بحيث يكون الشّاعر قادرًا على التّصوير بدقّة لوصول القصد للمتلقّي، والجدّة في ابتكار المعنى الذي لم يُسبق إليه، فيبتدع الشّاعر معنى جديدًا، ويجب أن يكون المعنى مفيدًا.

2.               الطّبع والتّكلّف:قضيّة الطّبع والتّكلّف تناولها النقّاد القدماء قبل "ابن قتيبة" وبعده، وإن اختلفت التّسميات عندهم، فالأصمعي يتحدّث عن المطبوعين وعن عبيد الشّعر، و "ابن سلّام" يتحدّث عن القريحة، كما يتحدّث "الجاحظ" عن الطّبع وكذلك الشّأن عند "القاضي الجرجاني" و "ابن سنان الخفاجي"، وتناول "ابن خلدون" القضيّة وأطلق عليها مصطلح الملكة وكلّ هذه التّسميات والمصطلحات تشير إلى معنى واحد هو الموهبة اللّازمة للإبداع الفنّي أو الاستعداد الفطري لقول الشّعر، يقول "ابن قتيبة" في هذا الشّأن: «ومن الشّعراء المتكلّف والمطبوع: فالمتكلّف هو الذي قوّم شعره بالثّقاف، ونقّحه بطول التّفتيش، وأعاد النّظر، كزهير و "الحطيئة" وكان "الأصمعي" يقول "زهير"و "الحطيئة" وأشباههما من الشّعراء عبيد الشّعر، لأنّهم نقّحوه ولم يذهبوا مذهب المطبوعين»، ويقول في موطن آخر من الكتاب «والمطبوع من الشّعراء من سمح بالشّعر واقتدر على القوافي، وأراك في صدر بيته عجزه، وفي فاتحته قافيته، وتبيّنت على شعره رونق الطّبع وشيُّ الغريزة وإذا امتحن لم يتلعثم ولم يتزحّر -أي لا يتردّد و لا يتثاقل في قول الشّعر-»، ورغم هذا التّفريق بين التّكلّف والطّبع، إلّا أنّ وصف "ابن قتيبة" لمنقّحي الشّعر أمثال "زهير" و "الحطيئة" بالتّكلّف لا يمكن الأخذ به مبدئيّا، وهذا حكم ينمّ إلى حدّ بعيد عن عدم التّمييز بين التّكلّف والتّنقيح.

3.               عيوب الشّعر:بعد كلّ ما ذكرناه، انتقل "ابن قتيبة" إلى ذكر عيوب الشّعر، وهذا ما يوحي إلى أنّ نظرة الكاتب للشّعر، كانت نظرة علمية صرفة، بحيث لا يحكم على الشّعراء انطلاقا من ذوقه فحسب، بل انطلاقا من المعايير التي حدّدها هو نفسه كذلك. وذكر بعض عيوب الشّعر مثل: الإقواء والإكفاء: (وهو اختلاف حركة الرّوي بين بيت وآخر، كأن يأتي الرّوي في البيت الأوّل مكسورا ويأتي في الآخر مضموما) الإيطاء: (وهو إعادة القافية مرّتين أو أكثر). وغيرها من العيوب التي تطرّق إليها الكاتب في كتابه.

4.               إثارة الإبداع:تحدّث "ابن قتيبة" عن بداعي الشّعر وبواعثه، فذكر الأسباب التي تثير الشّاعر وتدفعه لقول الشّعر، يقول: «وللشّعر دواع تحثّ البطيء، وتبعث المتكلّف، منها الطّمع، ومنها الشّوق، ومنها الشّراب، ومنها الغضب...».

طباعة الكتاب:

طبع الكتاب مرّات عديدة:

1.               طبع في ليدن أو لايدن سنة 1875م.

2.               الطّبعة الثّانية سنة 1902م بعناية المستشرق "دي غويه" وهي نادرة.

3.               طبع بمصر سنة 1904م معتمدًا على طبعة ليدن، وضع المحقّق صفحات طبعة ليدن بالهامش باللّغة الإنجليزية.

4.               طبع بمطبعة الفتوح الأدبية بمصر سنة 1332هـ/1914م.

5.               طبعة محمود توفيق بمطبعة المعاهد بمصر، المكتبة التّجارية 1350هـ/1927م، وصحّحهوعلّق حواشيه: مصطفى السّقا، وهي غير كاملة، ومختصرة.

6.               طبع بمطبعة عيسى البابي الحلبي بمصر سنة 1932م، وهي أفضل الطّبعات المصرية.

7.               طبع بالقاهرة، دار إحياء الكتب العربية، سنة 1950م في جزأين بتحقيق: أحمد محمد شاكر، وأعيدت طباعته سنة 1966م.

8.               طبع ببيروت، دار الثّقافة، سنة 1964م، نسخة في جزأين، محقّقة ومفهرسة في مجلّد يقع في 900ص.

مراجع المحاضرة:

9.               الشّعر و الشّعراء لابن قتيبة.

10.         أدب الكاتب لابن قتيبة.

11.         تاريخ الأدب العربي لحنّا الفاخوري.

12.         مناهج التّأليف عند العلماء العرب لمصطفى الشّكعة.



[1]- المصادر الأدبية واللّغوية في التّراث العربي، عز الدّين إسماعيل، ص 5.

[2]- ينظر: لمحات في المكتبة والبحث والمصادر، محمد عجاج الخطيب، ص 31.

[3]- المصادر الأدبية واللّغوية في التّراث العربي، عز الدين إسماعيل، ص 6.

[4]- مصادر التّراث العربي، عمر الدقّاق، ص 24.

[5]- ويكيبيديا.

[6]- الوساطة بين المتنبّي وخصومه، علي بن عبد العزيز الجرجاني، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجـاوي، المكتبة العصرية صيدا بيروت، ط1، 2006م، ص 52.