المحور الرابع

علاج الأمراض النفس-جسدية
يعتبر استخدام الأدوية التي تخفف من آثار الشد العصبي والقلق هو الخط الأساسي فى علاج هذا النوع من الأمراض حيث تزيل هذه الأدوية الاضطرابات الحادثة في الجهاز العصبي اللاإرادي بفرعيه السيمبثاوي والجهاز سيمبثاوي وتساعد أعضاء الجسم المختلفة على أداء وظيفتها بصورة جيدة بعد إزالة آثار الشد العصبي أو ما يسمي بالنوبة، بالإضافة إلى العلاجات العضوية المناسبة لحالة المريض على حسب العضو المتأثر. ويفضل اختيار المجموعات الدوائية التي لا تحدث تأثيرات جانبية منوّمة أو حدوث ارتخاء في العضلات حتى يتمكن المريض من ممارسة نشاطاته الحياتية اليومية بصورة طبيعية, وكذلك يفضل استعمال أدوية لا تؤدى إلى حدوث ظاهرة الاعتماد الدوائي وظهور أعراض انسحاب عند الحاجة إلى إيقاف الدواء. كما يمكن إضافة الأدوية المضادة والمكملات الغذائية والفيتامينات لمساعدة المريض على التخلص من الآثار الضارة التي أصابت الأعضاء المختلفة من جراء الحالة المرضية.

أساليب الاسترخاء المتنوعة وهذا الأسلوب العلاجي يُتبع إذا كانت حالة الشخص تستجيب للاسترخاء.

الرعاية والتدليل يُعامل فيه الفرد على أنه مريض يحتاج إلى الرعاية والتدليل وذلك لحساسيته الشديدة من الموقف الذي أوقعه فريسة للاضطرابات السيكو سوماتية، حيث تُلبى كافة احتياجاته الشعورية التي يحس فيها بالحرمان أو النقص للتغلب على أية مشاعر سلبية تدور بداخله. العلاج النفسي الفردي أو العلاج النفسي الجماعي فالأول يكون مباشراً مع المريض فقط بمفرده أما العلاج الجماعي فهو العلاج الذي يقدمه الطب النفسي للفرد ضمن تواجده بين أفراد الجماعة حيث تمثل بيئة العلاج للمريض.

أنواع من العلاجات أخرى متخصصة تُنسب إلى علماء النفس، نظرية ألفريد أدلر (Adler) وهو من قام بتشكيل جماعة علم النفس الفردي التي نادي فيها بضرورة النظرة الشاملة لشخصية الفرد والتي تتميز بالاختلاف من فرد لآخر، وقدم "إدلر" بذلك نظريته الشهيرة عن الشخصية - والتي كان من بين مسلماتها وتُستخدم في أساليب العلاج النفسي كما الحال مع الاضطرابات السيكوسوماتية – حيث يقول "إدلر" أن مشاعر النقص والعجز والكفاح وسيلة لتفوق الشخصية ومحاولة تميزها ووصولها للكمال وهذا الدافع من وجهة نظر "إدلرهو دافعاً سوياً إذا التزم الفرد بتحقيق أهدافه الاجتماعية ويتحول إلى النمط المرضى إذا فقد الفرد أهدافه الاجتماعية.

- نظرية العلاج بالواقع لوليام لجاسر (William Glasser)

يرى "لجاسر" أن السلوك يمكن تغييره والإنسان يمكن تغيير سلوكياته بالمثل، لذا كانت دعوته للعلاج عن طريق الإرشاد بالواقع. والعلاج بالواقع يهدف إلى تحقيق أكبر قدر من المسئولية عند الفرد حيث قدم مفهوماً خاصاً للمسئولية ومختلفاً فكان مفهوم المسئولية عند "جلاسر" هو إشباع الفرد لاحتياجاته دون حرمان الآخرين من احتياجاتهم، ويؤكد منهج "جلاسر" في العلاج الواقعي على الحوار العقلاني بين المرشد والمسترشد أو بين المعالج والمريض، حيث يقوم المرشد بطرح أسئلة عن حياة المسترشد وميوله وسلوكياته وكذلك تركيزه على سلوكيات صحيحة، من أجل أن يحقق المسترشد أعلى مستوى من الوعي بسلوكياته. كما يمكن إضافة الأدوية المضادة للشارد الحر، المكملات الغذائية, والفيتامينات.. وذلك لمساعدة أعضاء المريض على التخلص من الآثار الضارة جراء الحالة المرضية.
 لقد حرص علماء النفس الصحة على إيجاد الطرق التي من خلالها يمكن التخلص من هذه المشكلات المتمثلة في الآثار السلبية الناجمة عن الإصابة منها القلق، الاكتئاب واضطراب العلاقات الشخصية المتبادلة، وعليهم تصبح كل من العواطف والانفعالات في حاجة ماسة إلى الرعاية، وقد تزايد بحث علماء النفس عن الأساليب العلاجية الخاصة لهذا النوع من الإصابة الذي يهدف إلى المساندة من حيث المنابع الخاصة بهم وضعفهم. إنّ العلاجات النفسية عملية أساسية مسايرة لمهمة الفريق الطبي، الاجتماعيين جمعيات المرضى، بحيث أنّ هناك دور كبير أعطي لوقاية المعاناة النفسية الشديدة والتكفل بالضيق النفسي. عموما، إنّ النماذج النفسية العلاجية هي النموذج النفسي التحليلي والتي تعتبر ان معاش الحالة في مواجهة السّرطان كثيرا ما تكون متأثرة بنشاطات لا شعورية استدعت تاريخ الحالة وماضيه، وهو المنهج الأكثر استعمالا في أوروبا وخاصة فرنسا، إلا أنه غالبا ما يعرف القليل من الانحرافات من حيث أساليب التطبيق وذلك نظرا لطبيعة المرض بمعنى أنّ هذا المنهج يحتاج إلى مدّة زمنية طويلة في العلاج، إلا أنّ مآل المصاب بالسرطان قد لا يوفر هذا العنصر. أما المنهج السلوكي المعرفي فغالبا ما يساعد المصاب والدي يعمل على المحافظة عن اندماج النفس والجسد، ويعتمد هذا المنهج على المنابع الشعورية للمصاب.

- المساندة النفسية لبعض الأمراض المزمنة والخطيرة كالسرطان

  لتشخيص بعض الأمراض الخطيرة مثل تصلب الصفائح العصبيةsclérose en plaque السرطان وبعض الأمراض القلبية تأثيرات عميقة على المستوى الانفعالي والاجتماعي، الراحة الجسدية وعلى العائلة خلال كل الفترة التي تلت الإعلان، فغالبا ما تحاول المصابة وبعد تجاوز المراحل الحرجة للمرض (الجراحة، العلاجات) أن تسترجع استثماراتها السابقة، إلا أنها غالبا ما تجد صعوبة في التوافق بين المرحلتين القبلية والبعدية، في هذه الحالة نحتاج إلى المساندة النفسية لضبط الاتجاه والتكيف. تبدو بعض استراتيجيات التعامل مع المشكلات المرتبطة بمرض السرطان مثلا فعالة، قام(1992) Dunkel chetter بدراسة على 603 مريضة مصابة بسرطان الثدي، قصد التعرف على خمسة أنماط من التعامل مع هذه المشكلات وهي السعي للمساندة الاجتماعية واستخدامها التركيز على ما هو إيجابي، إقصاء الذات التجنب أو الهروب المعرفي أو السلوكي، فاستنتج أنّ التكيف من خلال المساندة الاجتماعية والتركيز على ما هو إيجابي وتقدير الذات هي أنماط لها علاقة وطيدة خلال وطيدة بمستويات المساندة النفسية، والمقصود بها هنا التدخلات العلاجية النفسية التي تسعى بمختلف أشكالها لتلبية الاحتياجات النفسية، الاجتماعية والمعلوماتية لمرضى السرطان. اهتم شيلي تايلور، 2008 بهذا الموضوع معتبرا أنّ المصابين بالسّرطان يواجهون مشاكل يمكن تلخيصها فيما يلي: القلق بدرجة عالية والاكتئاب أو الأفكار الانتحارية، خلل في وظائف الجهاز العصبي المركزي نتيجة للمرض والعلاج كضعف القدرة على التركيز مشكلات محددة تنشأ كنتيجة للمرض أو لأساليب التعامل أو ديناميات الأسرة، مشكلات نفسية موجودة سابقا لكنها تفاقمت بسبب تشخيص المرض. ويعتمد المختص النفساني في محاولته على التركيز عن قضايا محددة يواجهها مريض السّرطان وعلى رأسها ظاهرة الخوف عن عودة المرض، الألم أو الموت، الخوف من فقدان أعضاء من الجسم نتيجة للعمليات الجراحية، وكدي المشكلات على صعيد العمل، العلاقات الاجتماعية. في هذا المجال لا يفوتنا ذكر زعيم العلاجات النفسية الذي يعتبر من الأوائل الذي أعطى أهمية قصوى في العلاج النفسي لمرضى السرطان الباحث (1970) Simonton بحيث أسس مركز خاص بالولايات المتحدة الأمريكية "تكساس" خاص بالعلاجات النفسية لمرضى السرطان ويتابع (Fischer G.N, 2013 ) أن الطبيب يعتمد على المناهج النفسية وإعطاء الحظ الأوفر في الرعاية وإنما هو وحدة نفسية جسدية ذات انفعالات وعواطف نفسية بتوازنها تتحقق الصحة النفسية، معتمدا على منهج الشمولية والتوازي في علاج الجسد والنفس في آن واحد مع مراعاة أربعة أسس رئيسية: الانفعالية، العاطفية، الوجودية والدينية. هي منهجية لا تهدف فقط إلى العلاج وإنما على نسبة تمكن المصاب من جل المشاكل الانفعالية. الهدف الذي تأسس من اجله اختصاص علم الأورام النفسي هو الكشف بالدرجة الأولى على الضيق النفسي Détresse psychologique، ومعالجته لتحقيق التوافق النفسي، تعتبر الأخصائية Dolbeault S , 2011 أنّ هناك عناصر مهمة ومستعجلة لتحقيق التوافق النفسي لدى المصاب بالسرطان وهي: التواصل، تكييف العلاج للمصاب بالسرطان ذات ضعف، الكشف عن نوعية المتابعة للعلاج، أما عن التواصل فالمقصود به الإعلان، وقد عولجت حساسية وأهمية هذا المفهوم في المخطط الفرنسي للسرطان، الدي يعتمد على منهجية P. GUEX للتواصل مع المصاب ويهتم بعناصر أهمها: التحديد الكمي للمعلومات، تعلم كيفية إعلان الخبر السيئ (الكلمة، السلوك(، الكشف عن مختلف الصعوبات النفسية –الاجتماعية ومعالجتها في آنها، تعلم التعامل ما بين "العناية" و"العلاج"، ضبط مختلف الأدوار لكل من: الأولياء، الأسرة، المعالجين، الاعتماد على العمل في الجماعة الرجوع إلى الذات ومعالجتها لتقليص التعب. تعتبر Dauphin. ma , 2013 إنّ المصاب بالسّرطان كثرا ما يحتاج إلى التكفل النفسي وذلك لسبب ظهور الكثير من الأعراض منها: القلق، الشعور، الضيق، معاناة نفسية ويأس صعوبة العيش وتقبل العلاج ومضاعفاته، الأحداث الماضية، والتي فتحت سجلاتها من جديد الرغبة في الحديث عن المرض مع الغريب عوض الأقارب المساندين الشعور باضطراب الهوية، فقدان الاتجاه، اضطراب العلاقات العائلية والاجتماعية، الرغبة في توقيف العلاج، اضطراب النوم.

انطلاقا من هذه الأعراض فالتكفل النفسي يعمل على مساعدة المريض لاسترجاع التوازن تقبل المرضى وقبول العيش معه، استدخال الحدث المروع نفسيا، مرافقة المريض في فهم قلقة الحصر، الاستجابات الانفعالات وضغوطاتها، مساعدة المريض على تقييم ذاته، طرح القلق، المخاوف ومختلف التساؤلات التي لم يستطيع التحفيز عنها، مساعدة المريض على استرجاع علاقاته مع الوسط، يرى Archinard, 2005 أنّ هناك أمل كبير من حيث إمكانية تحسين مآل الحياة لدى المصابة بسرطان الثدي.

 اعتمد Marty et Jasman على الوقاية من الإصابة وتطور السرطان بواسطة العلاج النفسي لدى الحالات ذات الاستعداد بالإصابة. أما, 1985Foresterفقد لاحظ تراجع في الأعراض النفسية والجسدية لدى المصابة بالسّرطان والتي استفادت بالعلاج النفسي. دراسة قام بها Spiegel, Bloom1989 : على عينة قوامها 86 حالة مصابة بسرطان الثدي انبثاثي، 50 حالة استفادت من العلاج النفسي الأسبوعي، بعد سنة تم تقييم النتائج من حيث مدة عيش الحالات المصابة والظاهر أنّ نسبة الحالات اللواتي استفدن من العلاج النفسي تضاعفت فرصة العيش لديهن عن اللواتي لم تسمح لهن الفرصة للاستفادة بالعلاج النفسي. ذكرتنا هذه الدراسة بطريقة Carl Simonton عند تساؤله عن سبب وفاة بعض المصابين وشفاء البعض الآخر بالرغم من انه كان لهم نفس التشخيص. استنادا إلى أعمال « Robert Rosenthal »  حول "التحقيق الآلي للتنبؤات" أي أننا غالبا ما نتبنى سلوكات سلبية كانت أم إيجابية تزيد من احتمال تحقيق انتظارا تنا، وبعد اكتشافه بأن الطبيب الذي يؤمن في شفاء مريضه والذي يستطيع إيصال ذلك إليه يحصل على نتائج أكثر من الطبيب الذي لا يؤمن بذلك. وعليه توصل Simonton إلى طريقة علاجية ما زال استعمالها شائعا في أمريكا وأوروبا المتمثلة في عملية الاسترخاء Relaxation، مصحوبة بعملية التصور Vitalisation l’Autocréation d’image mentale وهي الخلق الذاتي لصورة ذهنية.

المساندة الروحية:

إنّ الجانب النفسي يأخذ دورا مهما جدا في تأثيره على التخفيف من المشكلات النفسية ويعتبر الجانب الديني والرضا النفسي من الأمور المخففة والتي لها ارتباط بالشفاء من بعض الأمراض المستعصية كالسّرطان، داء السكري، الربو، تصلب شرايين القلب... في كثير من الأحيان. أنّ تفاعل الجوانب النفسية والدينية في اعتقاد يعقوب يوسف الكندي، 2003 تساهم في التخفيف أو الشفاء من أمراض السرطان، ولا شك أنّ التدين ودرجته يرتبط بالمستوى النفسي للفرد الذي يخفف من خلاله الضغوط والاضطرابات النفسية التي ترتبط بالمشكلات الصحية الجسدية. والظاهر أنّ الدعم الروحي أو الديني لا يعتمد عليه غالبا إلا في المرحلة التلطيفية للمرض وخاصة في دول الغرب، إلا أن الوضع مختلف بالنسبة للمجتمعات المسلمة ونظرا لضعف الدعم النفسي أو المساندة النفسية، فالواضح أن أغلبية المرضى يلجئون إلى التدين لبناء نوع من الاستراتيجيات الدفاعية ضد الانهيار. بالنسبة للبروفيسور Edouard Zarafian  في كتابه « La force de Guérir » أنه لا يوجد أمر غير المرض حتى يحيي أسئلة حول حقيقة الحياة، مباشرة بعد إعلان المرض، سيمر إلى مرحلة من الوعي أولهما نوع من الرفض والثيران ثم ينتقل إلى البحث عن الفهم ومنها إلى التقبل والبحث عن حقيقة وأصل الحياة، فيبدأ الكشف عن حقائق روحانية، وجودية تنتابها الكثير من التساؤلات: من أنا؟ لماذا جئت إلى هذه الحياة ؟ من الله؟ لما الصلاة ؟ استند 2004Joyeux Heral, إلى نفس الفكرة معتبرا أنه عدم الاعتراف بعنصر مهم كالتدين وعلاقته بالعلاج يجعل العلماء هؤلاء من نوع خاص وخارج المنظومة، فهو طريق مهم وأساسي اكتشفته في وجوه مضيئة بالأمل عند المصابين. دراسات أخرى أشارت إلى ارتباط الدين بالجانب المرضى، لقد وضحت الدراسات أنّ المعتقدات والممارسات الدينية لها علاقة بالصحة العامة للمرأة والتي تؤثر في النهاية على طول مدة الحياة بالنسبة لـ King .D, 1990  وذلك نتيجة للوضع الصحي الذي يتمتع به المصاب. لقد أشار يعقوب يوسف الكندري، 2003: إلى وجود بعض الدراسات والتي تعتبر أنّ التدين سببا في الوقاية من أعراض الاكتئاب وكذلك التخفيف من أعراض القلق وهذا ما يعكس ارتباط التدين وتأثيره المباشر على الأعراض النفسية التي تنتشر بشكل كبير في المجتمعات المتحضرة، وتفسر  Fitch .M , 2008وجود 7 أبعاد معترف بها في علم الأورام وهي العضوية التطبيقية، الإعلامية، السيكولوجية، الانفعالية الاجتماعية والروحية بحيث أنّ التجارب الانفعالية الأليمة ذات الطبيعية النفسية الاجتماعية (سلوكية معرفية، انفعالية) أو روحية قد تتفاعل مع قدرات مواجهة السرطان، أعراضه العضوية علاجاته فينتج عن ذلك أعراض الضيق الناتج عن المشاعر الضعيفة الهشة من ضرر خوف، اكتئاب وحصر، العزلة الاجتماعية وكدي نوبة وجودية روحية.

ضف الي هذه العلاجات: حصص الاسترخاء، العلاج المعرفي السلوكي، المنهج البيو طاقوي، وأخيرا العلاج النفسي التحليلي.

وعليه على المعالجين أخذ هذا العنصر بعين الاعتبار من حيث التقييم والاستجابة بحيث أنّ نفيها أو تجاهلها وعدم ضمها كدعم العلاج النفسي قد يولد لدى المريض آلام ومعاناة تزيد من شدة الضيق النفسي.        أأ

المراجع

- يعقوب يوسف الكندري(2003): الثقافة، الصحة، والمرض. جامعة الكويت

- شيلي تايلور (2008): علم النّفس الصحّي، الطبعة الأولى، جامعة عمان، الأردن

-Fitch Margaret (2008): Cadre des soins de soutiens, revue canadienne de soins infirmiers en oncologie .Canada

-Spiegel D, Bloom JR (1989): Effet of psychosocial treatment on survival of patients with metastasic breast cancer, Lancet,

  -Dolbeault Sylvie (2011): Prise en change psycho oncologie. Colloque du canceropolle_8novembre. Paris

- Dauphin marie (2013): Le soutien psychologique, journée régionale du 24sep, cancer prise en charge et accompagnement, France

-Fischer Gustave –Nicolas (2013): Psychologie du cancer, un autre regard sur la maladie et la guérison. Ed Odile Jacob, France

-Benedict Echard (2006): souffrance spirituelle du patient en fin de vie, la question du sens, Ramon ville Sain tague. FRANCE