المرحلة الإثنوغرافية
في نهاية ق19، برزت الأنثروبولوجيا كعلم يدرس الحضارة البشرية دراسة تاريخية، اعتمدت على الدراسات الوصفية لثقافات الشعوب الأوروبية وغير الأوروبية بحيث يعود أصل الرواد الأوائل لهذه الدراسات أو أغلبيتهم إلى مجتمعات وثقافات أوروبية وأمريكية، في هذه المرحلة ظهرت المقارنة لترتيب المراحل التطورية التي مرت بها البشرية.
المرحلة الإثنوغرافية يتم فيها الوصف العلمي لحياة و ثقافات الشعوب.
يجذر الإشارة إلى أن هناك ترابط وتكامل بين العلوم الثلاثة إلا أن الحدود الفاصلة قد تكون وهمية.
لكن الإثنوغرافيا تعتبر الأرضية لأنها تأتي بالمادة.
ظهرت حين بدأ الإنسان يفكر في الظواهر الموجودة حوله ويصفها مثلما فعل هيرودوت عندما وصف مصر أو ما عرف بأدب الرحلات بحث اعتبرت إرهاصات أولى لظهور الأنثروبولوجيا كعلم.
خصص رادكليف براون الإثنوغرافيا بالشعوب البدائية حين عرفها على أنها "وصف الظاهرة الثقافية للشعوب البدائية"
في نهاية ق19 تجسدت الأنثروبولوجيا في أعمال المبشرين والإداريين الذين وصفوا شعوب مثل ماليزيا وجنوب إفريقيا باستعمال الملاحظة والتي أصبحت جزء من البحث.
يؤكد براون أن الإثنوغرافيا ليست فقط المرحلة الأولى من النياسة وإنما هي معاينة الظاهرة ووصفها. بحيث تقتضي المعاينة التقرب من الظاهرة، ومحاولة تفتيت الجزئيات لتصل إلى تفسيرات أولية، ويتحقق ذلك عن طريق:
1/ الاندماج والذوبان في الجماعة أو مجتمع الدراسة.
2/ قضاء فترة زمنية معقولة معهم يساعد على رفع التحفظ والتخوف منهم.
3/ مشاركتهم أنشطتهم اليومية للكشف عن الظواهر والسلوكيات كما هي في الواقع دون تكلف، وضرورة أن تكون شديد الانتباه وبالغ الإنصات.
4/ أن لا يكتف بالأشياء الغربية بل حتى المألوفة والمعتادة. بطريقة موضوعية دون إصدار أي أحكام قيمية أو ذاتية.