التعريف بعلم العروض ومصطلحاته

تعليل تسميات العروض:

اختلفت الآراء في سبب تسمية العلم باسم علم العروض، وقد أعطيت تعليلات شتى وهي:

  • سمي هذا العلم عروضا لأنّه ناحية من علوم الشعر.

  • ويحتمل أن يكون سمي عروضا لأنّ الشعر معروضا عليه، فما وافقه كان صحيحا وما خالفه كان فاسدا.

  • وقال بعضهم: ألهم الخليل هذا العلم في مكة فسماه بالعروض تيمنا بها.

  • وقيل إنّ سبب تسميته بالعروض نسبة للمكان الذي وضعه به الخليل الكائن بين مكة والطائف.

واضع علم العروض

هو الإمام الجليل عالم اللغة وشيخها أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمر بن تميم الفراهيدي، ولد بالبصرة سنة 100هـ ونشأ فيها وقد تلقى النحو وضروبا أخرى من العلم على يد عيسى بن عمر الثقفي المتوفى 194هـ وأيوب السختياني وعاصم الأحول وأبي عمر بن العلاء. وكان الخليل أستاذا لسيبويه.

عاش الخليل فقيرا كان شعت الرأس شاحب اللون قشف الهيئة ممزق الثياب.

يقال أنّ الخليل فكرّ ذات مرة في ابتكار طريقة في الحساب تسهّله على العامّة، فدخل المسجد وباله مشغول بهذه المسألة فصدم سارية وهو غافل فكانت سببا في موته. توفي سنة 175هـ.(3)[1]

وقد حصر الخليل الشّعر العربي باستقراء كلام العرب في خمسة عشر وزنا، وسمّى كلَّ وزن بحرا، وزاد تلميذه الأخفش عليها بحرا هو المتدارك، والخليل هو أيضا واضع علم القافية.

أهمية علم العروض وفوائده:

لعلم العروض ودراسته أهمية بالغة لا غنى عنها لمن له صلة بالعربية وآدابها، ومن بين فوائده والتي قد أشرنا إلى بعضها مسبقا في التعريف نذكر:(5)[2][2]

1) توجيه الشعر حسب القواعد والأصول والأسس التي نظم عليها العرب.

2) وزن الشعر لمعرفة مكسوره من موزونه.

3) التمييز بين الأوزان المختلفة.

[2]4) ) تمييز الشعر من غيره كالنثر بصفة عامة.

معنى الشعر وموسيقى الشعر

أ‌) معنى الشعر: هو كلام موزون مقفى، محكوم بوزن معين يضبطه وبقافية توّحد جميع أبياته وتجعلها متسقة لفظيا ونطقيا، وبذلك يختلف عن النثر.

ب‌) موسيقى الشعر: ويقصد بهذا المصطلح غالبا الإيقاع الشعري المنتظم، فمن العروضيين من يوظف مصطلح "مصطلح موسيقى الشعر" كإبراهيم أنيس، وشكري عياد، وهناك من يستعمل "الموسيقى الداخلية" وهم كثر، ومنهم من يستعمل "الموسيقى العروضية" كالدكتور بسام الساعي والملاحظ عند هؤلاء ميلهم إلى استعمال مصطلح "الموسيقى" للفطرة التي نشأ عليها أجدادهم، وهم أيضا؛ لأنّهم كانوا يميلون إل الموسيقى أكثر من ميلهم إلى الشعرية.

يقول أحد النّقاد عن الشعر العربي: "إن لم يكن ابنا شرعيا للموسيقى فلا بدّ توأمها"(4)[3] فهو إيقاعات مستمدة من طبيعة حياة العرب الرعوية وعاداتهم الدينية والاجتماعية.

مصادر العروض ومراجعه:

1) أهدى سبيل إلى علمي الخليل العروض والقافية: محمود مصطفى، المكتبة التجارية، مكة المكرمة، 1417هـ.

2) الخلاصة الوافية في علمي العروض والقافية: حامد سليمان عباس، 1397هـ.

3) الشافي في العروض والقوافي: هاشم مناع، دار الفكر العربي- بيروت، 1993م.

4) العروض الواضح وعلم القافية: محمد علي الهاشمي، دار البشائر الإسلامية- بيروت، 1415هـ.

5) العروض والقافية: أمين عبد الله سالم، مطابع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1410هـ.

6) العروض والقافية: محمد إبراهيم الطاووسي، دار الأندلس للنشر والتوزيع السعودية- حائل، 1417هـ.

7) علم العروض التطبيقي: نايف معروف- عمر الأسعد، دار النفائس- بيروت، 1407هـ.

8) علم العروض والقافية: عبد العزيز عتيق، دار النهضة العربية، بيروت، 1407هـ.

9) الكافي في علم العروض والقوافي: غالب بن محمد محمود الشاويش، مطابع أضواء البيان- الرياض، 1417هـ.

10) المعجم المفصل في علم العروض والقافية وفنون الشعر: إميل بديع يعقوب- دار الكتب العلمية- بيروت، 1411هـ.

تعريف بعض المصطلحات العروضية:

لكل علم مصطلحاته التي تضبط مسائله وتحدّد قواعده، وقد وضع الخليل والذين جاءوا بعده الكثير من المصطلحات العروضية التي لا غنى لدارس العروض عنها، وفيما يلي تعريف موجز بأهم هذه المصطلحات:

1) القصيدة: هي مجموعة من الأبيات الشعرية تبلغ سبعة أبيات فأكثر، فإن كانت أقل من ذلك سُميت "مقطوعة" أو "قطعة".

2) الأرجوزة:

الأرجوزة بضم الهمزة القصيدة من الرجز وهي تشبه السجع وتخضع لوزن الشعر وجمعها أراجيز، ولا تسمى القصار أراجيز وإنّما تسمى القطع أو المقطوعات، ويقال رجز البعير يرجز رجزا اضطربت رجله أو فخذه من داء يصيبه فهو أرجز والناقة رجزاء، ومن هذا اَشتق الخليل اِسم الرجز من الشعر لما فيه من اضطراب واختلال، قال الخليل وسمي رجزا لاضطرابه والعرب تسمي الناقة التي ترتعش أفخاذها.

3) المعلقة:

المعلقة وجمعها معلقات وهي من أشهر ما كتب العرب في الشعر، وسميت معلقات كذلك؛ لأنّها مثل العقود النفيسة تعلق بالأذهان، ويقال أنّ هذه القصائد كانت تكتب بماء الذهب وتعلق على أستار الكعبة قبل الإسلام.

4) الحولية:

وهي قصيدة طويلة يكتبها الشاعر بعد حول كامل، حيث يمكث عاما كاملا ينقّح فيها ثم يخرجها على أجمل ما تكون القصائد، كما كان يفعل "زهير بن أبي سلمى" في قصائده فسمي بشاعر الحوليات.

5) الملحمة:

وهي قصيدة طويلة جدا قد تصل إلى آلاف الأبيات وتنظم بأسلوب قصصي تروي حادثة أو معارك بطولية قوية كالملاحم، ومن ذلك ملحمة (الإلياذة والأوديسة) لهوميروس، وشعر العرب يخلو من الملاحم ويسمى بالشعر الغنائي.

6) النقيضة:

وهي في لسان العرب لابن منظور النقيضة من نقض البناء إذا تهدم... والمناقضة أن يتكلم بما هو ضد معناه، والمناقضة في الشعر أن ينقض الشاعر ما قاله الأول. وأما في الاصطلاح فالنقيضة هي أن يتجه الشاعر بقصيدة إلى شاعر آخر هاجيا أو مفتخرا فيعمل الآخر على الرد عليه ملتزما بالوزن والقافية والروي الذي اختاره الشاعر الأول فيفسد على الأول معانيه ويزيد عليها.

  1. 3

    وفيات الأعيان: ابن خلكان، تحقيق: إحسان عباس، دار الثقافة بيروت، 1968، مجلد 2، ص 248.

  2. 5

    الشافي في العروض والقوافي: هاشم صالح مناع، دار الفكر العربي- بيروت، ط 3، 1995م، ص 19.

  3. 3

    عن الوزن والإيقاع، صلاح نيازي، مجلة اللحظة الشعرية، العدد 1، 1992م، ص 43.

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبعتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)