التعريف بعلم العروض ومصطلحاته

مقدمة

أولا: القواعد اللفظية:

تختلف الكتابة العروضية عن الرسم الإملائي المعروف، إذ أنّ تقطيع الشعر يعتمد على اللّفظ دون الخط، فما وُجد في اللّفظ اعتدّ به في التقطيع، وما لم يوجد في اللفظ لم يعتدّ به في التقطيع، ويتجلى هذا فيما يلي:

1. التنوين:

نون التنوين في الحرف المنوّن تكتب عروضيا لا إملائيا، مثل: رجلٌ، فتكتب في الخط العروضي رَجُلُنْ والحرف المنوّن يعدّ بحرفين، أوّلهما: متحرك، وثانيهما: ساكن.

2. حرف المد:

يعدّ الحرف الممدود بحرفين، أوّلهما متحرك وثانيهما ساكن، مثل كلمة المرآة، تكتب المرأاْة، آمين تكتب أاْمين (هذا بالنسبة للألف الممدودة)، وكذلك واو المد في بعض الأسماء تعدّ وتكتب عروضيا بحرفين كما هو الحال في كلمة طاوس: فتكتب عروضيا طاووس، وداود: تكتب عروضيا داوود.

3. المدغم:

يعدّ الحرف المدغم أو المشدّد بحرفين، أوّلهما ساكن وثانيهما متحرك على العكس من الحرف المنوّن والحرف الممدود.

فالحرف المشدّد في العروض حرفين، سواء أكان في آخر الكلمة، مثل مَرَّ فتكتب عروضيا (مَرْرَ) أم في وسطها مثل: قطّع، فتكتب عروضيا (قطْطَع).

ومن الحروف المشدّدة الحرف الذي يلي ألــ الشمسية، مثل: السين في كلمة السّحاب، فتكتب عروضيا أسْسَحاب- السماء تكتب عروضيا أسْسَماء، اللام في كلمة اللّيل إذا كانت في بداية الجملة تكتب الْلَيل، ولفظ الجلالة الله يكتب الْلاه، الرّحمن تكتب أرْرَحمان، إله تكتب إلاه.

4. بعض المفردات:

نحو: لكن: الألف في كلمة (لكن) تكتب عروضيا (لاَكن) ويشبه ذلك كثير من الألفاظ المتضمنة للألف التي تكتب إملائيا، ومثل هذه الألفات كما ذكرنا ألف (الله) التي قبل الهاء وألف (الرحمن) التي قبل النون، والألف في بعض أسماء الإشارة، مثل:(هذا وهذه وهؤلاء، وذلك)، قد تكتب ( هاذا، هاذه، وهاذهي، هاؤلاء، ذالك)، ثم هذان وهذين (هاذان وهاذين). وغير ذلك من كل ما نتلفظ به ولم يرسم.

5. الهاء:

الضمير المتصل الذي يدل على الغائب المفرد المذكر (الهاء) إذا سُبق بساكن، جاز فيه الإشباع وعدمُه، مثال: رآه= رأَاْهو/ أو رأاه... ففي حالة إشباعه يتولد منه ساكن بعده، فيعامل حسب ما يقتضيه ضبط الوزن، أما إذا سُبق بمتحرك، وجب الإشباع وجوبا وبالخصوص في عروض البيت أو ضربه، مثل: به= بهي/ رأيته= رأيتهو.

والحال نفسه مع بعض الحروف مثل ميم الجمع المضمومة تولّد بعدها ساكنا، حيث ينتج عن ضمّها (واو)، نحو: فعلتمُ= فعلتمو/ ذهبتمُ= ذهبتمو.

ثانيا: القواعد الخطية:

تجدر الإشارة إلى أنّ بعض الحروف تكتب إملائيا، ولكنّها تهمل كتابتها في الخط العروضي لعدم لفظها، ومن ذلك نذكر:

1. ألف الوصل أو همزة الوصل:

  • إذا لم تكن في أول الكلام، مثل: واذكر تكتب عروضيا (وذْكر)، واعلم تكتب (وعْلم).

والجدير بالذكر أنّ همزة الوصل تثبت في الابتداء، وتسقط في وسط الكلام كتابة ونطقا، نحو: الشمس تكتب عروضيا في الابتداء؛ أي في بداية الكلام (أشْشَمس). ومن مواضع همزة الوصل الألف واللام بجميع أنواعها.

  • تحدف ألف الوصل من أل المعرفة إذا كان قبلها متحرك، حيث نميز الحالات الآتية:

- همزة الوصل أل القمرية كما في: القمر اُكتفي بحذف الألف فقط، فنقول في: طلع القمر (طلعلقمر)، ظهر الهلال (ظهر لهلال).

- همزة الوصل أل الشمسية كما في: الشّمس، السّحاب، فإنّ الألف واللام تحذفان، والحرف المشدّد بعدهما يعدّ بحرفين في الكتابة العروضية أولهما ساكن والآخر متحرك.، فنقول: وشْشَمس، فاض النّهر (فاض نْنَهر).

- وألف الوصل تحذف في الكتابة العروضية من هذه الأفعال إذا كان قبلها متحرك، فنقول: وسْمع، وعْلم، ففْهم....

2. ألف الفرق التي بعد الواو: ومثال ذلك: مدرّسو المدرسة، تكتب عروضيا: مدرْرسُ لْمدرسة.

3. ألف المقصور : ومثال ذلك: فتى القوم، تكتب عروضيا: فتَلْقومِ.

ملاحظة:

تجدر الإشارة إلى أنّ ما يباح في الشعر لا يباح في النثر، من تقديم وتأخير وتصرف في بنية الكلمة وضبطها إل غير ذلك...أي قد يتصرف الشاعر في بعض الكلمات بما يتوافق والميزان الشعري، وهذا ما يسمى بالجوزات الشعرية (يرخص للشاعر مخالفة بعض القواعد النحوية أو الصرفية بسبب قيد الوزن)، بشرط عدم الإخلال بالمعنى.

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبعتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)