التّعريف بالخليل بن أحمد الفراهيدي

نسبه ومولده: هو أبو عبد الرّحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي، نسبة إلى الفراهيد بن مالك بن فهم بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث. وقيل: الفرهوديّ نسبة إلى فرهود بن شبابة بن مالك بن فهم، عربيّ من أزد عمان، ولد سنة 100ه (1)[3][1]، وعاش في زمن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، وتمتدّ به الحياة فيشهد نهاية الدّولة الأموية، وكان قد جاوز الثّلاثين، ليستقبل الدّولة العباسيّة ليعيش في كنفها سنوات طويلة (2).[2]
وفَد البصرة وهو فتى يافع، وأخذ يتودد إلى حلقات المحدثين والفقهاء وعلماء اللُّغة. وقد قضى حياته في البصرة، وكان أعلم الناس وأذكاهم، ومن أكثرهم ورعًا وزهدًا في مباهج الحياة وفي الجاه والسّلطان، انصرف إلى العلم عن كلّ ما يشغله عنه سوى العبادة والحج بين عام وآخر (3).[4]
شيوخه: أخذ العلم على مجموعة من العلماء نذكر منها الأسماء التّاليّة:
أيُّوب السّختياني: تلقّى عنه الحديث والفقه، فقد كان السّختياني فقيهًا من فقهاء البصرة ومحدّثًا من محدّثيها.
• عيسى بن عمر الثّقفي المقرئ النحوي: أشاد بعلمه وبكتابيه (الجامع والإكمال).
• أبو عمرو بن العلاء.
• عاصم الأحول بن النضر البصري.
• عثمان بن حاضر الأزدي.
• العوّام بن حوشب غالب بن خطاف القطّان. (4)[5].
تلاميذه: كانت حلقة الخليل العلميّة من أكبر حلقات العلم في مسجد البصرة الكبير، لذا فإنّ تلاميذه كانوا كثيرين، وأعظم هؤلاء وأكثرهم شهرة "سيبويه"، ومن أشهر تلاميذه غير سيبويه:
• الوليد بن محمد التّميمي المصادري (ت 263ه): المعروف بولّاد.
• النضر بن شميل (ت 203ه): صاحب غريب وفقه وشعر ومعرفة بأيّام العرب.
مؤرّج السّدوسي (ت 195ه): من كبار أهل العربيّة.
• علي بن نصر الجهضمي (ت 187ه): كان من أصحاب الخليل، ورفقاء سيبويه.
مكانته العلميّة: لا يكاد يختلف اثنان في عبقرية الخليل بن أحمد الفراهيدي وذكاؤه الوقّاد، فقد بلغ منهما حدًّا بحيثُ غدت تُضرب به الأمثال، وقد تجلى ذلك في عقليته الرّياضية الفذّة الَّتِي اتّسمت بالدّقة الشّمول، ويكفيه فخرًا أنّه جاء بالجديد الَّذِي لم يألفه العرب من قبله.
وقد فتحت بيئة البصرة آفاقًا واسعة أمام الخليل، فالتقت في ذهنه مختلف الثّقافات السّائدة هناك، واستطاع أن يُكوِّن شخصيته الفذّة بعناصر قيمة من هذه البيئة الأدبيّة والثّقافيّة. وذهب إليه الدّارسون من كلّ جانب ليستفيدوا من إبداعاته المتمثلة في تنظيم العروض العربيّ، وجمع أصول اللُّغة العربيّة في كتاب العين، ومن آرائه اللُّغويّة الَّتِي شرحها في منظومته النحوية أو ما دَوَّنَهُ تلميذه الأكبر سيبويه في الكتاب.
وعن مكانته في الأدب العربي، قال ابن الأثير في حوادث سنة 160: فيها مات الإمام النحوي المشهور الخليل بن أحمد الفراهيدي .... وهو واضع أوّل ديوان جامع للغة العرب وهو كتاب العين.
وقال سيبويه: ما سمعته من لغات العرب وما سمعته من النحو فإملاء من قلبه (أي الخليل). (6).[7]
مؤلفاته: للخليل بن أحمد الفراهيدي جملة من التّصانيف نذكر منها:
• كتاب الإيقاع.
• كتاب الجمل.
• كتاب الشّواهد.
• كتاب العروض.
• كتاب العين.
• كتاب فائت العين.
• كتاب النغم.
وفاته: قيل: كان سبب موت الخليل أنّه صدمته سارية وهو يعمل فكره، وكان غافلًا، فانصرع ومات، وقيل: بل صدمته السّارية وهو يُقطّع بحرًا من العروض. ومات سنة سبعين ومائة، وقيل: بضع وستين، وقيل: سنة ستين، وسنة خمس وسبعين. (8).[9]