علاقة الديمغرافيا بعلم الأحياء والتغذية والطب
علاقته بالطب: حرص فريق من العلماء على دراسة السكان من النواحي الصحية، فعمدوا إلى بحث نسبة الأمراض المتوطنة، و نسبة الوفيات و المواليد و متوسط العمر و القوة و الحيوية، و ربط هذه الأمور و ما إليها بالظروف و الأحوال البيئية الطبيعية و بالنظام التغذية، ومدى كفايتها للتعويض عن الجهود المبذولة أو صلاحيتها للنمو الصحي، كما يفسرها في ضوء الحالة الثقافية الاقتصادية بالنسبة للمستويات الاجتماعية المتباينة، و غيرها من العوامل التي لها صلة مباشرة بالحالة الصحية.
علاقة الديمغرافيا بعلوم الأحياء: كثيرا ما يهتم الديمغرافي بالتغيرات البيولوجية التي تطرأ على جسم الإنسان، و بكل ما تعلق بالنواحي الفسيولوجية و التشريحية له، حيث تعتبر المعطيات المتعلقة بالخصوبة و الوفاة من أهم المتغيرات التي يهتم بها رجال الديمغرافيا عادة. فبالنسبة للأولى مثلا، نجد أن الكثير من العلماء أبدوا اهتمام بالغ بتتبع مستويات الخصوبة (الممكنة منها او الفعلية)، و عوامل اختلاف نسبتها من مجتمع إلى أخر،وكذا اختلافها بين مكونات المجتمع الواحد. ويظهر ذلك بوضوح في عديد الدراسات التي تم القيام بها، و التي بمقتضاها تم التمييز بين المجتمعات على أساس الخصائص المميزة للقدرة على الإنجاب، حيث يعتقد هوكور في هذا الإطار بأن كثافة السكان مسألة ترجع إلى مقدرة كل جنس على الإنجاب و إلى خصوبته التناسلية،
علاقتها بعلم التغذية:
تؤدي الكثافة السكانية العالية و ارتفاع معدلات النمو السكاني و أعباء الإعالة في بعض الدول النامية إلى العديد من الإختلالات التي تكون لها آثار سلبية على إنتاجية العامل و عدم الكفاية و الضغط على المواد الغذائية الذي يؤدي خاصة في المناطق الفقيرة إلى إصابة السكان بأمراض سوء التغذية كالأنيميا نتيجة عدم حصول الأفراد على السعرات اللازمة التي يستحقها جسمهم.
ونظرا إلى هذه العلاقة الوطيدة اتخذت علوم التغذية من الكثافة السكانية مؤشر هام لقياس سوء التغذية. (15)[1]