علاقة الديمغرافيا بعلم الاجتماع
علم الاجتماع علم يبحث في السلوك الاجتماعي لبني البشر الذين تربط بينهم علاقات اجتماعية، هذا العلم يبحث في شكل العلاقات الاجتماعية، أنواعها، تطورها، بينما علم الديمغرافيا يبحث في الدراسة العلمية للسكان من حيث الحجم والتوزيع والكثافة وحركة المواليد والوفيات والهجرات، وبالتالي يمثل لهم الإنسان أو السكان محور الدراسة، وفي حقيقة الأمر تعتبر الديمغرافيا فرع من فروع علم الاجتماع العام وهي من أكثر العلوم علاقة بعلم الاجتماع، نظرا إلى أن الظاهرة الاجتماعية أو السكانية تكتسب خاصية المزاوجة بين علم الاجتماع والديمغرافيا، فلا يمكن دراسة الظاهرة بمعزل عن علم الاجتماع ولا عن الديمغرافيا فهما يكملان بعضهما البعض، علم الاجتماع يوفر البيانات الكيفية والديمغرافيا توفر البيانات الكمية وهنا تكمن جوهر العلاقة.
علم الاجتماع يدرس الزواج والهجرة والعائلة لكونها جزءا من مؤسسات اجتماعية، وبالتالي يهتم بدراسة تأثيرها على المجتمع، أما الديمغرافيا فإنها تدرس هذه المسائل ضمن تأثيرها على حجم السكان وبنيتهم، هكذا فإن علم الاجتماع يدرس العلاقات الاجتماعية، في حين أن الديمغرافيا تدرس العلاقات الاجتماعية التي تؤثر في بنية السكان. (12)[1]
فمن بين الموضوعات التي تتناولها الديمغرافيا الخصوبة والزواج والطلاق ...الخ وهي نفسها
الموضوعات التي يتناولها علم الاجتماع.
تساهم الديمغرافيا في تقديم إحصائيات وأرقام سكانية ذات طابع اجتماعي كالزيادة السكانية والكثافة
السكانية والحالة التعليمية ...الخ يستفيد منها علم الاجتماع في تناول وتحليل هذه الظواهر
مثال 1: عند تحليل المستويات المتباينة لأنواع الأسر ووظائفها )التنشئة الاجتماعية – الرعاية الصحية –
التربية الصحية...الخ( يمكن الاستفادة من:
حجم الأسرة وعدد أطفالها.
التكوين العمري ومعدل النوع داخلها
السن عند أول زواج ...الخ
مثال 2: الباحث في الديمغرافيا يهتم بدراسة موضوع الهجرة من حيث معدلاتها حسب السن والنوع والحجم وأثرها على التركيب السكاني من البلد المهاجر منه والمهاجر إليه وأثر ذلك على قوة العمل وانعكاس ذلك على التنمية.
أما بالنسبة لعلم الاجتماع فهو يدرس هذا الموضوع من حيث الدوافع الاجتماعية المسببة لها.