علاقة الديمغرافيا بعلم الاقتصاد والعلوم السياسية

علاقة الديموغرافيا بالعلوم الاقتصادية : تعتبر العلاقة بين الاقتصاد والديموغرافيا حسب الكثير من الدارسين ذات طابع أزلي  ،سواء من حيث الارتباط المفاهيمي أو الفكري، كما أنها ذات تأثير متبادل، ففي حين يحدد تطور الاقتصاد من نواحي كثيرة طبيعة السمات الأساسية للنمو السكاني وتركيبته، فان حجم السكان وتركيبتهم يؤثران أيضا بشكل لا يستهان به في وتيرة النمو الاقتصادي ومستوياته، بل وحتى نوعية الخيارات الواجب اعتمادها .....

- تأثير المتغيرات الاقتصادية على معدل الحراك السكاني (الهجرة ) ،إذ انه في أوقات الكساد تقل الهجرة إلى داخل البلاد ،وفي أوقات الانتعاش الاقتصادي فإنها تزيد.

- كما أن الأحوال الاقتصادية تؤثر في الخصوبة، والدليل على ذلك ما حدث في الثلاثينات من القرن الماضي من كساد في الولايات المتحدة ، وقد لوحظ بان نسبة المواليد قد قلت في تلك الفترة، وأرجع العلماء ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة قد دفعت الشباب للإحجام عن الزواج. 

علاقتها بالعلوم السياسية : تلعب المتغيرات السياسية دور بالغ الأهمية في تشكيل الأحداث الديموغرافية، وعلى سبيل المثال نجد أنه صدر في اليابان عقب نهاية الحرب العالمية الأولى، قانون يبيح بل ويشجع على عمليات العقم والإجهاض، وقد أدى ذلك بطبيعة الحال إلى انخفاض المواليد بهذه الدولة ، والأمر ذاته ينطبق على الصين كذلك اليوم ، أين أثرت سياسة تحديد النسل المنتهجة من قبل السلطة السياسية ، والتي تقضي بمنح كل أسرة الحق في إنجاب طفل واحد ، مع إمكانية تمديد هذا الحق إلى طفل ثاني في حالة ما إذا كان الطفل الأول بنت ،أدى ذلك إلى تغير جذري في التركيبة  السكانية للمجتمع الصيني .