عوامل تطور علم السكان
نشأ علم السكان كمحصلة لتضافر مجموعة من العوامل والظروف، والتي عملت على إيجاد الحاجة الماسة لوجوده وخلق البيئة المناسبة لذلك، وهي التي يمكن إيجازها في :
الانفجار السكاني
ظل النمو السكاني طيلة العهود الماضية يتسم بطابع دوري ،يمر فيه معدل النمو بدورات ارتفاع وانخفاض على مستوى العالم كله ،وهو ما جعل خط النمو السكاني ثابتا عند نفس المستوى تقريبا ،مع بعض الارتفاعات والانخفاضات الضئيلة والمؤقتة ،غير أن الذي حدث منذ منتصف القرن السابع عشر ناقض المألوف عليه ،وسمح بتحقيق قفزة نوعية في عدد السكان منذ ذلك الحين ، حيث أصبحوا يقدرون بـ 2.5 مليار نسمة في ظرف 3قرون ، بعدما لم يكن يتجاوز عددهم 1.5 مليار نسمة في سنة 1650 ،حيث أن متوسط الزيادة في عدد السكان كل 10 سنوات اعتبارا من القرن 17 كان يقدر بـ 2.7% ،وقد أصبح هذا المتوسط في النصف الأول من القرن 18 يقدر بـ 3.2% ،قبل ان يرتفع في النصف الثاني من ذلك القرن الى 45 % ، في حين قدرت في النصف الأول من القرن 19بـ 5.3% ،وفي النصف الثاني منه بـ 6.5 % أما في مطلع القرن 20 فكان عدد سكان العالم يتزايد بما معدله 8.3 % في كل 10سنوات ،وهي الفترة التي لا تضاهي في الحقيقة أكثر من مجرد دقائق ،بالنسبة لمئات الألوف من السنون التي مرت من تاريخ الانسان على سطح الارض ،فلا غرو اذن أن يرتفع عدد العاكفون على دراسة النمو السكاني ،عندما يتطلعون للمستقبل على ضوء أوضاع الماضي القريب ،متسائلين عن سر ذلك ،وتداعياته ،وامكانية تدارك ما وقع منه.....الخ
تقدم البحث في علم الاحصاء
سمح التوسع المسجل في مجال استخدام المسوح الميدانية سواء في مجال تحديد العوامل المؤثرة في معدلات المواليد وتوقيت الولادة ... أو غيرها من الجوانب الاخرى ،وكذا التطور الحاصل في مناهج وتقنيات البحث والتحليل المنتهجة ،كما هو الحال بالنسبة لتحليل اتجاهات الخصوبة ،بفعل عمليات الاقتباس والاستعارة والتكامل الناشئ بين العديد من الحقول المعرفية ، على نمو وتقدم البحث بها نحو مستويات أكثر دقة ومصداقية ، في مجال مقاربة الحقيقة العلمية ،وتشجيع تزايد الاعتماد عليها من قبل الكثير من دوائر الحكومية والهيئات الرسمية ،لا سيما في مجال القدرة على التنبؤ وفعالية اتخاذ القرار.
التطور العلمي والتكنولوجي
أتاح التطور الهائل الذي حدث في مجال العلوم الطبية منذ مطلع القرن السابع عشر ، وما صاحب ذلك من تطور مماثل في المجال الصيدلانية ، من القضاء على الكثير من الأمراض والأوبئة ،والتي ظلت متوطنة في الكثير من مناطق العالم منذ عقود طويلة ، كأمراض الكوليرا ، الملاريا ، السل ،كساح الأطفال ، الحمى القرمزية .....والتي مافتئت تفتك سنويا بارواح الآلاف من الناس من مختلف الفئات العمرية ،الأمر الذي نتج عنه انخفاض محسوس في معدلات الوفيات ،في مقابل تزيد تدريجي في مستويات الرعاية الصحية المقدمة ،وانسحاب أثر ذلك سريعا على معدلات المواليد ، مما تسبب في احداث التغيرات سكانية عميقة في عدة مجتمعات.وهو ماكان مدعاة لإثارة اهتمام الكثير من المفكرين آنذاك والذين سارعو الى حاولة فهم وتلمس عوامل هذا التغير وافرازاته اللاحقة....
نشأة هيئات دولية متخصصة
لعب العامل الدولي (الخارجي) دور جد فعال في تعزيز مكانة الديموغرافيا ،وتوسيع نطاق انتشارها في الكثير من مناطق العالم لاسيما النامي منه ،وذلك من خلال حجم الجهود التي كانت ترعاها منظمة الامم المتحدة كالمكتب الاحصائي للأمم المتحدة،منظمة الصحة العالمية ،منظمة الأمم المتحدة للسكان... والتي نجحت في في انشاء مراكز اقليمية للدراسات السكانية في كل من القاهرة،بومباي ،سان سلفادور بالشيلي...أو من كانت خاضعة منها لوصاية بعض الدول كفرنسا ،انجلترا ،استراليا ،الولايات المتحدة الأمريكية ،اليابان ... أين استهدفت جميعها من وراء ذلك تحقيق جملة من الأغراض أبرزها الآتي :
- دعم وتعزيز قدرات البلدان من أجل استخدام سليم للبيانات السكانية
- تبادل الخبرات في مختلف جوانب تنفيذ خطط العمل الخاصة بالسكان والتنمية .
- اقتراح خطط وبرامج عمل وآليات في مجال التصدي أو تشجيع النمو السكاني .
- تقديم الدعم للجهود الخاصة بالتنفيذ جدول أعمال برنامج الأمم المتحدة الخاص بالسكان . (9)[1]