الإطار المفاهيمي للتأمين

التأمين بين الربح والتعاون

قد يكون التّأمين التِّجاري ربحي محض مثلما هو في التّقليدي، أو ربحي وتعاوني في الوقت نفسه مثل ما هو معمول به في التّأمين التّكافلي.

التّأمين التِّجاري التّقليدي نشاط ربحي:

  • تقوم بهذا التّأمين شركات المساهمة يخضع في إدارته إلى نظرية الوكالة، تنشأ شركة التّأمين برأس مال يقدِّمه المساهمون بقصد الحصول على ربح، ويشترط توفر حد أدنى من رأس المال وعدد المساهمين فيها وحصة كل مساهم، وغالبا ما يشترط توفُّر رأس مال أدنى يقدر في الجزائر كالتّالي: مليار دينار بالنسبة لشركات التّأمين التِّجاري التي تمارس تأمينات الأشخاص و02 مليار دينار بالنسبة لشركات التّأمين على الأضرار و05 مليار دينار بالنسبة لشركة إعادة التّأمين.

  • كما يشترط هذا النوع الفصل بين المؤمن والمؤمن حيث يتميَّز شركة التّأمين التِّجاري باستقلالية تامة عن المؤمن، وتعود ملكية الأقساط إليها، ولا يملك المؤمن إلاّ حقّ التّعويض في حالة تحقُّق الخطر، ومن أجل ضمان حقوق كل طرف يتميز هذا النوع بتشديد الرّقابة الحكومية .

  • ويتميز التّأمين التِّجاري التقليدي بوجود أقساط دورية ثابتة تُحدَّد باللجوء إلى حساب الاحتمالات وفقا لقواعد الإحصاء، ويلتزم المؤمن وحده بدفع قيمة هذا القسط، وما يزيد من الأقساط عن ما يدفع إلى المؤمن يعتبر ربحا بالنسبة لشركة التّأمين؛ في هذا النوع من التّأمين يكون القسط ثابتا ويُدفع عند اكتتاب العقد .

التّأمين التّكافلي يجمع بين الربح والتّعاون:

  • عرف التّأمين التِّجاري التّقليدي اهتماما واسعا من قبل المختصين في الشريعة الإسلامية، ولعلّ أول من أشار إليه هو ابن عابدين، ويعدُّ مؤتمر ابن تيمية أحد المحطات المهمة التي أخذ فيها هذا النشاط الاقتصادي حقّه من النقاش نتج عنه: تحريم التّأمين التِّجاري التّقليدي من قبل الأغلبية وتحليل البعض.

  • وتعتبر نتائج هذا المؤتمر مرجعا مهما لكل من تناول هذا الموضوع من جانبه الشّرعي فيما بعد، ولم يأت مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن منظّمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في 28 ديسمبر 1985 بجديد غير الإجماع على التّحريم، ولعلّ سبب ذلك وفاة المحلِّلِين له وغياب بعضهم، وقدّم المؤتمر توصيات بالإسراع إلى استبدال التّأمين التِّجاري بالتّعاوني القائم على التّبرع، وكانت السودان أول من طبّق هذه التّوصيات.

  • ثم انتقلت التّجربة إلى ماليزيا تحت اسم التّأمين التّكافلي، وبعدها اقتبست دول أخرى هذه التّجربة؛ المغرب وتونس والبحرين، ويعتبر التّأمين التّكافلي أحد الحلول التي تبنتها الدول ذات الغالبية الإسلامية للتّقليل من مشاكل الخسائر غير المؤمنة بطريقة تتوافق وخصائص اجتماعية.

ويقوم التّأمين التّكافلي على مجموعة من المبادئ هي:

  1. عدم التّأمين على كل ما هو محرم.

  2. عدم التّعامل بالربا أخذا وعطاء.

  3. الفصل بين حساب المساهمين(المؤمن) وحساب المشتركين (المؤمن).

  4. وجود هيئة للرقابة الشرعية.

  • ويطبق التّأمين التّكافلي على صورتين: التّكافلي العام يقابله تأمينات الأضرار في التّأمين التّقليدي والتّكافل العائلي (يقابله تأمينات الأشخاص في التّأمين التّقليدي) و تأخذ هذه العلاقة ثلاثة نماذج :

  1. نموذج المضاربة.

  2. نموذج الوكالة.

  3. النموذج المختلط.

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبعتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)