التطور التاريخي
رغم حداثة تعريفات التّأمين من وجهة نظر اقتصادية وقانونية ومحاسبية إلا أن الرُّجوع إلى تاريخ بعض الحضارات التي درستها العلوم الاجتماعية يكشف عن عمق هذا النشاط في التاريخ، ويبيّن بأن هذه الآلية كانت مطبقة بشكل أو بآخر، فكلّما كان القلق حاضرا في الشأن الاقتصادي ظهر التّأمين كوسيلة لتحرير الفرد من بعض نتائجه.
ونلمس ذلك الرّبط بين التّأمين والحضارة في تعريفGeert Hofstede للتَّأمين بالمنتج غير المادي الذي يتم تقييمه ذاتيا من قبل المستفيد منه بناء على القيّم التي تحكم المجتمع وتنشأ عن الوجود عبر مدة من الزّمن.
طبقت الحضارة الصينية التّأمين في نهر يانغاتزي، حيث كان الصينيون يوزِّعون بضائعهم على أكثر من قارب عند عبور النهر، وعرفته الحضارة المصرية في عملية تحنيط الموتى، كما طبّقه التّجار العرب عندما كانوا يعبرون الصحراء حيث كانوا يوزِّعون بضائعهم على أكثر من جَمل وعلى عدّة قوافل وذلك لحمايتها من قطّاع الطّرق.
وحسب المنظّمة الدولية للتّنمية والتِّجارة تعود البدايات الأولى للتَّأمين التِّجاري بشكله الحديث إلى نهاية القرن السابع عشر، ثم أصبح نشاطا مؤسِّسيا في القرن التاسع عشر.
وأول حدث يلقى اتفاقا جماعيا على البدايات الأولى للتَّأمين في أوربا هو حريق لندن سنة(1666) حيث تم إنشاء مكتب للتَّأمين على الحريق ليتطور فيما بعد إلى شركة تأمين سنة (1752) وتشير المصادر إلى أن أول إكتتاب للتَّأمين كان عام(1690)وأول شركة تأمين على الحياة هي شركة بريطانيا سنة( 1762).
