نشأة النظام السياسي في الإسلام
نظرة عامة-النشأة
ان مجموعه القوانين التي كتبت بالحبر على الورق لا تكون ماده اصلاح واسعاد للبشري الا اذا الا اذا يتم تنفيذها الى سلطه تنفيذيه عادله. لذا فان الله عز وجل الذي كرم ادم. وجعله خليفه على الارض قد اوكل اليه تاليف حكومه وجهاز تنفيذ واداره تعمل جاهده. في اصلاح شؤون الناس كافه وتدبير امورهم على اكمل وجه ، الرسول صلى الله عليه وسلم كان يترأس جميع اجهزه الدوله التنفيذيه من اداره المجتمع الى تفصيل الاحكام وبيان مدلولاتها، بالاضافه الى مهام التبليغ والبيان كل ذلك حتى اخرج دوله الاسلام الى حيز الوجود، ومهمته وحينذاك لا تنحصر بالتشريع ووالشرحوالتبليغ. بل كان يهتم بتنفيذ القوانين. فكان يقطع يد السارق ويجلد المذنب ويرجم الاثم، ولا ننسى ان المسلمين انذاك كانوا في امس الحاجه الى من ينفذ القوانين لانهم حديث عهد بالاسلام.
ومن بعد الرسول صلى الله عليه وسلم كان الخليفه الذي لا تقل مهامه عن مهام الرسول صلى الله عليه وسلم. فلم يكن تعيينه لبيان الاحكام فحسب. وانما لتنفيذها ايضا يحكم بكتاب الله الكريم و بالحديث الشريف بين الناس من اجل ضمان سعادتهم في الدنيا والاخره ، واذا اعتمدنا المنطق نرى ان القوانين الشرعيه والانظمه الاجتماعيه في اي عصر من العصور بحاجه الى منفذ حتى تعطيه ثماره المرجوه في كل دول العالم المختلفه والناميه والراقية لا ينفع التشريع وحده بل ينبغي ان تعضده سلطه التشريع وسلطه التنفيذ ، فهي وحدها كفيله باعطاء المواطنين ثمرات القانون العادل ولهذا. الاسلام ايجاده سلطه التنفيذ الى جانب سلطه التشريع فجعل لأولي الأمر تنفيذ الاحكام الشرعيه ،و طلب الى المؤمنين طاعه الله والرسول واولي الامر منهم حيث قال تعالى :"يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم".
وبعد جهاد شاق وكد دام عشر سنوات لهدايه سكان في مكه الى الاسلام تاكد الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لا يرتجى اكتساب المزيد من الانصار فولي وجهه شطر المدينه لابلاغ دعوته. فالتف حوله جماعه الانصار وعضدوه وانتشر الاسلام وما لبث ان صارت المدينه مركزا لنشر الدعوه والاسلام. وكان في المدينه اثنيات مختلفه العرب المسلمين وغير المسلمين واليهود والنصارى فترك لهمالنبي صلى الله عليه وسلم حريه المعتقد وشرع الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه المدينه الجهاد توسعه دعوته ورد وصد المناوئين له.
وسعى الرسول صلى الله عليه وسلم لتنظيم دولته الناشئه من الناحيه الداخليه و من الناحيه الخارجيه فمن الناحيه الاولى اهتم بالمؤاخاه بين المسلمين. واهتم بتنظيم صفوف المسلمين وتوحيد كلمتهم.
و من الناحيه الخارجيه فقد أقام مجموعه من الاحلاف وراسل الملوك والامراء.
وبعد غزوات كثيره صارت دولته من الدول القويه في الناحيه حتى صارت تغزوا أطرافامبراطوريه الروم وفارس.

