مقدمة

وفد الأدب المقارن بمفهومه الجديد إلى العرب إلا بعد ازدياد اتصالهم بالغرب في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، واكتسى أهمية بالغة بمواصفاته الغربية وحقوله، وموضوعاته، ومناهجه التي تواضع عليها الغرب، بما يتناسب وواقعهم الاجتماعي والسياسي، والثقافي، ثم تبناها الباحثون العرب من بعد ذلك.
وطبيعي هذا الامتزاج والعطاء بين آداب الأمم التي لا تحرم عقول مبدعيها من الاطلاع على الجديد الذي يثري آدابها شريطة المراقبة من الذوبان في ظل الاقتباسات والاستعارات، فيغدو أدبها أدبا حيا ينم عن شخصية مبدعة ، ويجعل من نسغه نسغا منعشا لآداب الأمم الأخرى، فهو أدب حي يرحب بالجديد مقابل الأخذ بما يناسب مقوماته، مع ضرورة وجود جذور عميقة تضمن له هذه الحيوية.