1.الارهاصات والتأسيس
رافع رفاعة الطهطاوي: صاحب كتاب تخليص الابريز في تلخيص باريز"، الذي عالج فيه بعض الأنواع الأدبية كالشعر بين اللغتين العربية والفرنسية إلى جانب تصحيح العلاقات الحضارية العربية الأوروبية، إذ يقول:
«و لم يكن من الغريب أن يسلك زعماء هذه المرحلة ذلك المسلك وذلك لأنهم كانوا زعماء إصلاح قبل أن يكونوا دارسي أدب، ولهذا صارت دراسة الظواهر الأدبية واللغوية، والكشف عن أوجه الاتفاق والاختلاف بين أدبين أو لغتين أو إبراز السمات المشتركة للأدب وللغة بصفة عامة، صار كل هذا وسيلة لتجسيم مظاهر القوة والضعف في المجتمع الذي يتحدث عنه المصلح ويسعى لإصلاحه وتطويره »
1[1].
روحي الخالدي: عُدّ من أبرز رواد البحث المقارن في الأدب العربي خاصة الجانب التطبيقي منه، ويتجلى ذلك في مصنفه (تاريخ علم الأدب عند الإفرنج والعرب 1904)، حيث تميزت دراساته بالنضج والمنهجية أكثر من سابقيه في تتويج البيان الختامي للملتقى التمهيدي للرابطة العربية للأدب المقارن لأعمال الملتقى الدولي حول الأدب المقارن عند العرب في عنابة، حيث جاء بالبيان:
«وقرر المشاركون في الملتقى توجيه تحية تقدير إلى الرواد الأوائل للدراسات المقارنة في الأدب العربي الحديث وفي مقدمتهم روحي الخالدي رائد الأدب العربي المقارن والدكتور محمد غنيمي هلال مؤسس الأدب العربي المقارن وحجته 2[2] »
محمد غنيمي هلال:
أخذ الدرس المقارن في الوطن العربي صورته العلمية الممنهجة والسليمة على يد محمد غنيمي هلال فور عودته من البعثة عام 1952، وذلك بتدريسه لطلاب كلية دار العلوم عن طريق برمجة هذه المادة ضمن برامج الجامعة مصدرا بعدها كتابه الرائد (الأدب المقارن سنة 1953) محددا فيه بدقة الأسس العلمية لنظرية الأدب المقارن، والتي تبلورت على يد المدرسة الفرنسية أين تتلمذ ناهلا من كبار أعلامها (جون ماري كاري، وغويارد، وبول ...) 3[3] وغيره .
ولا يزال كتاب (الأدب المقارن) لمحمد غنيمي هلال أوفى مرجعا في هذا المجال، محاولا منه استنبات المفاهيم الغربية للأدب المقارن في بيئة عربية، إذ يشير إلى ذلك قائلا: ««كتابنا هذا يجوز أن نسميه المدخل لدراسات الأدب المقارن أو الأدب المقارن ومناهج البحث فيه؛ لأني لم أقصد فيه دراسة مسألة خاصة من مسائل الأدب المقارن بل أردت عرض موضوعه إجمالا »
.