إشكالية الطاقة في العالم

مقدمة

ترتبط الطاقة بشكل وثيق بمفهوم التنمية المستدامة، حيث تمثل القدرة على الوصول إلى مصادر طاقة نظيفة ومستدامة أساساً لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في المجتمعات المختلفة. وفي ظل التحديات البيئية المتزايدة وتغير المناخ، يصبح تحقيق التوازن بين تلبية احتياجات الطاقة الحالية وضمان استدامتها للأجيال القادمة أمراً ضرورياً.

للمزيد يمكن الاطلاع على الفيديو في الرابط التالي هنا

تعد التنمية المستدامة نموذجاً للتنمية الذي يسعى إلى تحقيق التوازن بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للتنمية. وفي هذا السياق، يتبنى استخدام الطاقة المستدامة والنظيفة دوراً محورياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال تقليل الانبعاثات الضارة للغازات الدفيئة وتحسين جودة الهواء والماء، وتوفير فرص عمل جديدة وتعزيز الاستقرار الاقتصادي، وتعزيز الشمولية والمساواة الاجتماعية.

تتوفر اليوم خيارات جديدة لتوليد الطاقة المتجددة على نطاق صغير تتسم بالكفاءة والفعالية من حيث التكلفة. ومن المتوقع أن تزداد حصة مصادر الطاقة المتجددة بشكل كبير. ويجري نشر تكنولوجيات الطاقة البديلة في العديد من البلدان بهدف الحد من استخدام مصادر الطاقة التقليدية.

تصاعدت الأصوات حول التنمية المستدامة، وضعت المنظمات الدولية أهدافا تنموية للألفية الجديدة، من خلالها يمكن تحقيق الأهداف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للتنمية المستدامة؛ لأنها تستند الى مبدأ استغلال الأمثل للموارد بطريقة لا تفسد قدرات الموارد الطبيعية لتستفيد منها الأجيال القادمة بمعنى أنها تنمية تفي باحتياجات الجيل الحالي دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على الوفاء باحتياجاتها.بسبب تغيرات المناخ الناتجة عن الغازات المسببة للاحتباس الحراري كان لزاما من البحث عن طاقات صديقة للبيئة مثلا ألمانيا وحسب ما اشارت اليه الوكالة الدولية للطاقة أنها تحتل الصدارة من حيث انتاج الطاقة الشمسية قدرب43.9% من اجمالي الطاقة الشمسية المشتقة من أشعة الشمس في العالم.

ان استهلاك الفرد لمصادر الطاقة له دور مهم في تحسين مؤشرات التنمية المستدامة ويتضح من خلال الارتباط القوي بين متوسط استهلاك الفرد من الطاقة، ومؤشر التنمية مثلا استخدام الطاقة الشمسية في المناطق النائية للتدفئة أو توليد الكهرباء بالبخار، أو تجفيف المحاصيل في فك العزلة عنهم وتحقيق إسهامات في التنمية المحلية.

وانطلقت العديد من المبادرات كمبادرة الأمم المتحدة "لتوفير الطاقة المستدامة للجميع" تهدف لتحقيق أهداف بحلول سنة 2030. وهي عبارة عن مبادرة عالمية لتوفير الطاقة المستدامة سنة 2030، وأن تحقيق التنمية لا يمكن أن يتم بدون طاقة.

في دراسة للباحثة دعاء حسن تحت عنوان: "تجارب دولية للطاقة والتنمية المستدامة " خلصت الى أن هناك علاقة طردية بين انتاج الطاقة المتجددة واجمالي الناتج المحلي، أي بمعنى التأثير الإيجابي لانتاج الطاقة المتجددة على اجمالي الناتج المحلي بمعنى الزيادة في انتاج الطاقة بمقدار وحدة واحدة (كيلو وات) تؤدي الى زيادة اجمالي الناتج المحلي بمقار 8.9 دولار.

الشكل رقم (1) :رسم بياني لتوقعات استهلاك الطاقة التقليدية والمتجددة خلال الفترة الممتدة 2001-2025معلوماتمعلومات[1]

وفقا للشكل رقم (01) نخلص إلى أن الاستهلاك العالمي للطاقة التقليدية يتنامى وأن دور المصادر البديلة سيظل متواضعا إلى حد ما طوال القرن الحادي والعشرين. وسيظل الوقود الأحفوري المصدر الرئيسي للطاقة حتى نهاية القرن. وبسبب استنزاف الموارد النفطية المتاحة، فإن نسبة النفط الخام في ميزان الطاقة العالمي ستنخفض باستمرار، في حين ستنمو نسبة الغاز الطبيعي. لقد تبين أن إنتاج الطاقة من أي مصدر، بما في ذلك المصادر البديلة، لا يمكن أن يكون ضارا للبيئة إذا كان حجم الإنتاج كبيراً. على المدى الطويل، ليس لدى البشرية أي مصادر أخرى غير طاقة الاندماج النووي، لكن الانتقال إلى هذا المصدر لن يحل مشكلة التوازن الحراري للكوكب.

  1. البيئة حجّتها الباقية! بدائل النفط تنتظر،" في الموقع الالكتروني: https://2u.pw/oos1XaL

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبعتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)