المحاضرة الأولى: مدخل مفاهيمي لمجتمع المعلومات (البيانات، المعلومات، المعرفة)

Introduction

مما لا شك فيه أن المعرفة عبر التاريخ الإنساني كانت دائما مصدر بناء الحضارات الإنسانية في كل زمان ومكان، منذ أن تفتح وعي الإنسان وتطور من المستوى البدائي للحياة إلى أن أصبحت المعرفة لها تأثير في تكوين حضارته المتنامية. حيث

ازدهرت الأمم والحضارات وتطورت عندما أيقنت الإنسانية أن المعرفة يجب أن تزدهر وتتطور وتنمو، وبذلك أصبحت المعرفة العامل الأساسي والمحرك لتطور الشعوب ولها تأثير على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ومع مطلع الألفية الثالثة أصبح التحول الثالث في مستوى النضوج بعد الزراعة والصناعة، حيث أن ثمار المعرفة قد أعطت فوائدها المرجوة لها وكانت نتاج تلك الجهود هو ظهور ثورة المعلومات والاتصالات. وبهذا شهد العالم عبر تاريخه الطويل تطورات وتحولات كبيرة في طرق وأساليب الحياة والمعيشة، فقد استجدت لديه احتياجات عديدة بعد ان كان يعتمد على الزراعة لمدة من الزمن حتى جاءت الثورة الصناعية لتلبي له احتياجاته المستجدة وتغير بشكل جوهري أنماط حياته، ثم ما لبث المجتمعات وخاصة المتطورة اقتصاديا ان تطوي صفحة العصر الصناعي لتفتح صفحة جديدة لعصر المعلومات الذي تعيشه اليوم، وقد أحدثت هذه الثورة نقلة هائلة في حياة الانسان وغيرت الكثير من مفاهيمه اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.

PrécédentPrécédentSuivantSuivant
AccueilAccueilImprimerImprimerRéalisé avec Scenari (nouvelle fenêtre)