نبذة تاريخية

إن نشأة وتطور مجتمع المعلومات مرتبط بتطور وسائل حفظ واسترجاع ومعالجة ونقل المعلومات عبر التاريخ، وما صحبها من تطور في شتى مناحي الحياة، خاصة التطورات الاقتصادية العالمية حيث مرّت البشرية بعدة مراحل إلى غاية وصولها إلى المرحلة التي تسمى بمرحلة (مج مع)[1]

وقد فجرت عبقرية العقل البشري بمرور الوقت الثورة الزراعية والثورة الصناعية ثم ثورة المعلومات حيث مثلت الثورة الصناعية في القرن 18م منعطفا هاما في نشأة مجتمع المعلومات وهذا بفضل التطورات الاقتصادية والاجتماعية...إلخ التي صحبتها، حيث تطورت صناعة السفن والسكك الحديدية والطاقة الكهربائية واكتشاف الصلب والبترول.1 [2]

كما أفرزت مرحلة الثورة الصناعية العديد من المؤشرات ذات الدلالة التي شكل البعض منها-فيما بعد ملامح مجتمع المعلومات ومن أهمها:

- اختراع الطباعة على يد الألماني "يوهان غوتنبرغ" حولي سنة 1455م مما ساعد على انتشار الكتب والصحف وارتفاع نسبة القراءة والكتابة.

- نهوض قطاع التعليم وهو في مقدمة الدعامات التي قامت عليها النهضة الأوروبية.

- انتقال المعارف التكنولوجية من أوروبا إلى أمريكا وظهور ظاهرة العولمة خاصة في المجال الاقتصادي والتكنولوجي.

- سلسلة الاكتشافات في أربعينيات وخمسينيات القرن 20م والتي غيّرت بصورة جذرية سلوك المجتمع الدولي، ومن أهم هذه الاكتشافات تلك المتعلقة بتحولات الطاقة والقنبلة الذرية واكتشاف أول جهاز كمبيوتر.

- الزيادة الكبيرة في حجم المطبوعات بعد الحرب العالمية الثانية.

- ظهور وانتشار وسائل الاتصال المسموعة والمرئية: التلغراف، الهاتف، التلفزيون، السينما، إلى جانب الاقمار الصناعية التي أحدثت ثورة في مجال الاتصال البشري.

- ظهور الشبكة العالمية للمعلومات (الانترنيت) سهّل الانتقال السريع للمعلومات عبر العالم، وساعد على انتشار مصطلح مجتمع المعلومات خارج الولايات المتحدة الأمريكية.