موضوع الأنثروبولوجيا
تتناول الأنثروبولوجيا مجموعة من الموضوعات ذات العلاقة بحياة الإنسان إلا أنها تتباين في مستوياتها وأولوياتها من باحث الآخر.
فإذا أخدنا ابن خلدون فإنه "يحدد موضوع الأنثروبولوجيا في نشأة العمران البشري، الذي أصله العمران اليدوي وأنساب القبائل والشعوب مع تركيزه بشكل كبيرة على أصل ونشأة العرب".
أما: مونتسكيو: يحدد فإنه يحدد موضوع الأنثروبولوجيا في نشأة القوانين المنظمة الحياة الإنسان وتأثير هذا التنظيم على سلوك الإنسان الأول، ودور الثقافة في تطور القوانين والقيم المنظمة لسلوك الإنسان.
أما أنصار الوظيفية من أمثال مالينوفسكي يؤكد على موضوع الثقافة ووظيفتها. في إشباع حاجات الإنسان، وكيف أن الإنسان قائم على وظيفة إشباع حاجة معينة، إن كل أشكال السلوك الإنساني خاضعة لطبيعة الحاجات الإنسانية القائمة في كل زمان ومكان.
أما سبنسر يرى أن "موضوع الأنثروبولوجيا هو دراسة التطور، ويتعلق هذا المصطلح بدراسة وتقصي أثر تطور حياة الإنسان من حالة الجماعة البسيطة إلى المجتمعات الكبيرة وكل ما يرافق هذا التطور من بنيات وأنماط سلوكية وتظم الاجتماعية".
يرى إميل دور كايم أن "موضوع الأنثروبولوجيا هو دراسة حالة التضامن وتقسيم العمل في المجتمعات البدائية والمتطورة، وتأثير هذه الظاهرة على نمط العلاقات الاجتماعية بحيث أنه قسم هذه العلاقات إلى علاقات آلية بسيطة وساذجة وعلاقات عضوية معقدة ومتشعبة، وفهم الأخيرة يعتمد على دراسة و بحث الأولي، وهذا ما قام به عن دراسته لقبيلة أرنتا بأستراليا"(3)[1].

موضوع الأنثروبولوجيا الأساسي هو دراسة الآخر Etude de l'autre، نقصد بالآخر المختلف والمخالف،
فدراسة الآخر لا ترتبط بالعامل الجغرافي، إنما القصد هو الاختلاف في الثقافة والمجتمع بين الدارس و المدروس.