الفكر الأنثروبولوجي في العصر القديم

في الحضارة المصرية القديمة

في عصور ما قبل الميلاد قام المصريون القدماء برحلة إلى مدينة بونت". - الصومال حاليا – التي تعد من أقدم الرحلات التاريخية بين الشعوب، قاموا خلال هذه الرحلة بالتسويق للعطوروالبخور،

أدت هذه الرحلة إلى نشوء علاقات اتصال بين المصريين بفعل العامل الاقتصادي بأقزام إفريقيا، وقد بدا ذلك من خلال تصوير بعض النقوش لصفات جسمية لتلك الشعوب.

عند الإغريق

يعود الفضل الكبير إلى الحضارة الیونانیة القدیمة إذ تبدو واضحة البوادر التي مهدت لظهور علم الإنسان، فقد قدم بعض الفلاسفة اليونانيين إسهامات واضحة كانت بمثابة القاعدة الأساسیة للأنثروبولوجیا.

فقد كان هيرودوت (484-425ق م) رائد الفكر الانثروبولوجيي محبا الأسفار. فهو أول من صور عادات وتقاليد الشعوب، وجد بعض الفوارق من حيث السلالات، الثقافة، اللغة والدين. لذلك يعتبره معظم المؤرخين أول أنثروبولوجي في التاريخ، لأنه جمع معلومات كبيرة عن الشعوب غير الأوروبية.

وصف هيرودوت مصر وصفا دقيقا، وقال كلمته المشهورة مصر هبة النيل، جمع هيرودوت التراث الشعبي، القصص الأساطير الاغريقية التي تكلمت عن الزراعة أصل النار..

تعتبر هذه المحاولات الأولى والأولية التي تبين أن هذا العلم يختص بدراسة الإنسان وثقافته.

عند الرومان

حاول الرومان دراسة الواقع الملموس عكس اليونان (المثالية الأفلاطون) فالرومان ابتعدوا عن المثالية. رغم محاولاتهم إلا أنهم لم يساهموا مساهمة فعالة ماعدا دراسات وأشعار لوكارتيوس التي احتوت على نظريات هامة حول تطور المجتمع، وقد تكلم عن الإنسان الأول، الملكية، العادات والتقاليد الفنون الأزياء....

لم يبرز الفكر الأنثروبولوجي الروماني لأنه تميز بالعنصرية فقد حاول رفع الإنسان الروماني على غيره، كما صوروا مسار التطور البشري إلى حجري، يروتري، حديث.

عند الصينيين القدماء

عند الصينيين القدماء:

انشغل الصينيون القدماء بإشباع رغباتهم الخاصة اهتموا بالتجارة. وحققوا اكتفاء ذاتي فكانوا متقوقعين ومتغلقين على ذاتهم، فلم يتطلعوا على ثقافات الغير. بالرغم من ذلك لم يخلو تاريخهم من الدراسات الوصفية لبعض عادات وتقاليد القبائل والجماعات البربرية.

فكان الفكر الصيني عنصريا محتقرا للآخر، فبنوا سورهم العظيم لتفادي تدنيس حضارتهم وأرضهم من أقدام الآخرين، والأقل منهم شأنا ومع ذلك فقد اهتم الفلاسفة القدامى بالأخلاق وشؤون المجتمعات البشرية. لأنهم رأوا أن البناء الثقافي والاجتماعي لأي مجتمع يسهم في معرفة تراثه.