مقدمة

شهدت البلاد العربية كبوة حضارية منذ سقوط الدولة العباسية وما لحقها من تقهقر سياسي، إذ ظلّت البلاد العربية تحت حكم الأتراك، ومماليكهم لأكثر من ثلاثة قرون عانت خلالها من قسوة الظلم، والجهل الدّامس الذي ألقى بظلاله على مجالات مختلفة من أبرزها ميدان الأدب الذي يعدّ "الشعر" أحد أبرز أركانه.

وظلّ الشعر العربي -قبل عصر النهضة - مثقلا بالصّياغة المتكلّفة، والأساليب الركيكة، ولكن سرعان ما هبّت رياح التغيير، وأصبح الأدب – وبخاصّة الشعر- يتحسّس طريقه نحو النّور منذ الحملة الفرنسية على مصر بفضل ثلة من الأدباء الغيورين على العروبة بحيث قرّروا بعث الأدب من جديد نحو الازدهار فظهرت "مدرسة الإحياء والبعث" التي حملت على عاتقها إعادة الشعر إلى سالف عصوره المزدهرة عبر أفكار تنظيرية وتطبيقية هامّة.

وقبل الشروع في تفاصيل المحورين الذين سنفصل فيهما الحديث عن الشعر الإحيائي يفترض بالطالب اكتساب مجموعة من المعارف السابقة لتكون أرضية يبني عليها محاور مقياس النص الأادبي الحديث من بينها :

  • أن يتذكّر المقصود بعصور الازدهار في الأدب العربي

  • أن يدرك المقصود بعصر الانحطاط والضعف في الشعر العربي

  • أن يفسّر أسباب انحطاط الأدب العربي -ولا سيما الشعر -قبيل عصر النهضة

  • أن يحصي الموضوعات الشعرية في عصر الضعف

  • أن يميّز الخصائص الفنية للشعر العربي في عصر الانحطاط

  • أن يفحص مكامن ضعف الشعر في عصر الانحطاط مقارنة بعصور الازدهار

  • أن يقدّر أسباب النهضة الأدبية في العصر الحديث