المحور ألأول

تعريف مفهوم الإعاقة وأنواعها

    ما هو المقصود بالإعاقة؟ تعرف الإعاقة بأنها قصور كلي أو جزئي بشكل دائم أو مؤقت، الإعاقة هو مصطلح جامع يضم تحت مظلته الأشكال المختلفة للاعتلال أو الخلل العضوي، ومحدودية النشاط، والقيود التي تحد من المشاركة، والتي تُعزى إلى ضعف فكري أو نفسي أو معرفي أو عصبي أو حسي أو جسدي أو مزيج منها، وعليه فهناك الكثير من المتطلبات للصحة منها، احتياجات الأمن الاقتصادي والاجتماعي، واحتياجات للتعلم وتنمية المهارات، وكلها ينبغي أن تلبى من خلال إدراجها في السياق العام للبرامج والخدمات.

هو عدم تمكن المرء من الحصول على الاكتفاء الذاتي وجعله في حاجة مستمرة أو مؤقتة إلى السند وإلى تربية خاصة تساعده على تجاوز العجز، حسب مستواه ودرجة الإعاقة. هي حالة العجز للأفراد بسبب فقدان جزئي أو كلي للقدرات البدنية أو الحسية أو العقلية، الاجتماعية، المعرفية...،فقد تكون الإعاقة بدنية كالشلل والبتر أو حسية كالإعاقة السمعية والبصرية أو تكون إعاقة عقلية كالدهان أو الزهايمر أو اجتماعية كالإدمان أو إعاقة معرفية كالدسلكسيا، أو جسدية كداء السكري والسرطان. وقد يولد البعض بإعاقة ما وقد يصاب بها بعد ولادته جراء الحوادث أو الأمراض أو الحروب.

هم أفراد يختلفون عن العامة من المجتمع في عجز عضو وحاسة أو قدرة شخصية سواء كانت ظاهرة كالشلل وبتر، أو تشوه والعمى أو إصابة ذهنية كالتخلف العقلي وحسية كالصمم أو الإعاقة السلوكية والعاطفية، بحيث يكون هذا الاختلاف عموما يستوجب تعديلا في المتغيرات التعليمية والتربوية والحياتية التكيفية بشكل يتفق مع قدرات وإمكانات الفرد المصاب مهما كانت نسبتها ليكون بالإمكان تنمية تلك القدرات.  كما ويعرف الإعاقة بأنها الشخص الذي انخفضت إمكانيات حصوله على مستوي دراسي، عمل، نشاط مهني مناسب بدرجة كبيرة مما يحول دون إمكانية الاحتفاظ به نتيجة لقصور بدني أو عقلي. وقد عرف المصابين بالإعاقة بأنه كل شخص مصاب بقصور كلي أو جزئي بشكل مستقر في قدراته الجسمية أو الحسية أو العقلية أو التواصلية أو النفسية، إلى المدى الذي يقلل من إمكانية تلبية متطلباته العادية في ظروف أمثاله غيرا لمصابين.

دراسة سيكولوجية الأفراد في وضعية إعاقة بشتى أنواعها الحسية، الحركية، الذهنية، الاجتماعية، صعوبة التعلّم، أو المعرفية، الجسدية. شهدت في الآونة الأخيرة تطور ملحوظ من حيث اهتمام الشعوب، المسؤولين انعكس إيجاباً على مستوى التكفل بهم ومحاولة إدماجهم اجتماعياً، وفي وضعية مقبولة ومنحهم حقوقهم الكاملة. إلاّ أنّ بعض الشعوب لازال الشخص المصاب يعاني فيه نقائص عرقلت مسار حياته. يعبر مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة عن فئة من المجتمع، الذين يختلفون اختلافًا ملحوظًا عن الأفراد العاديين، وتظهر هذه الاختلافات في الجسد أو الفكر أو وفي الحس، سواء أكانت هذه الاختلافات دائمة مثل تلك الناتجة عن أمراض عقلية أو وراثية أو جسدية، أو التي تحدث بشكل متكرر، مثل الصرع، الأمر الذي يحد من قدرتهم على ممارسة النشاطات الأساسية والشخصية والاجتماعية، الأمر الذي يعيق إشباع حاجاتهم، وإكمال تعلمهم بالطرق الطبيعية، ومن هنا فاحتياجاتهم تختلف عن احتياجات باقي أفراد المجتمع. حسب (علية سماح،ص128) توجد في معظم أنحاء العالم قوالب نمطية سلبية ومتحيزة ضد ذوي الاحتياجات الخاصة وهذا مصطلح رافق مفهوم الإعاقة في الآونة الأخيرة، وهذه السلبية تكمن في وصم هذه الفئة بالعجز والاتكال وخسارة ميزانية الدولة من أجل فئة لا تنتج. ومن هنا ظهرت الحاجة إلى توضيح أن الإعاقة ترتبط بالتفاعل بين الشخص والبيئة حوله، فليست عيبًا فيهم بل في المجتمع، المصطلحات الخاصة بهذه الفئة يطلق عليها ذوي الاحتياجات الخاصة وعدة مصطلحات، منها الفئات الخاصة ومن بينها فئة لها خصوصية مجتمعية معينة، الأفراد غير العاديين حيث يطلق غالبًا هذا المصطلح على الأطفال الذين يواجهون اختلافًا في قدراتهم العقلية أو الجسدية أو التواصلية أو الحسية. نجد كذلك ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة ونقصد هنا تلك المرحلة العمرية للمتمدرسين في المدارس، أو المرحلة التي تسبق دخول المدرسة، والذين يعانون من صعوبات التعلم من حيث التركيز والإدراك، الذاكرة، القراءة،الكتابة، الحساب.

 في التاريخ القديم لم تكن الإعاقة أمرًا مقبولًا في المجتمعات القديمة، وذلك بسبب طبيعة الحياة المتطلبة لقوة البدن ليستطيع الفرد القيام بالأعمال، كما كانت تسيطر عليها الروح العسكرية، لذا عانى ذوو الاحتياجات الخاصة الكثير من الاضطهاد والظلم والنبذ والإهمال في حياتهم، حتى أنهم كانوا يُمنعون من الطعام، أو يُقتلون صغارًا دون رحمة ولا شفقة، ومن الشعوب التي نبذت ذوي الاحتياجات الخاصة في ذلك الوقت، روما، واسبرطة، والعديد من قبائل الجزيرة العربية وغيرها. حديثا بدأت الدراسات الإنسانية والاجتماعية النفسية والتكنولوجية تظهر في الجامعات، وذلك بإنشاء تخصصات مثل علم الاجتماع وعلم النفس وتكنولوجيا آليات الإعاقة مثل الأطراف الاصطناعية، والقوقعة السمعية، والعدسات البصرية...وغيرها من التطورات في المجال الطبي والتكنولوجي الآلي، والتي أدركت أهمية العناية بالمصاب، لأنه الأساس في تطور المجتمعات، وتوسع هذا الاهتمام للعناية بالأفراد الضعفاء والعاجزين، لتخليصهم من الظلم وضمان حقوقهم، وتوفير الوسائل المختلفة لمساعدتهم، وذلك لتحقيق مفهوم الحق في العيش الكريم، ومن ثم إدماجهم اجتماعيا والسماح لهم باستثمار قدراتهم وإمكانياتهم مهما كان مستواها. وقد ظهرت وسائل عدة تعلم الطفل ذو الاحتياجات الخاصة، مثل الحروف المنقوشة للمكفوفين وهي لغة البراي التي بواسطتها تمكن المكفوف أن يتجاوز العجز ويفتك مقعده في الجامعة كأمثاله من الطلبة، ولغة خاصة للمصاب بالبكم والصمم بإنشاء مدارس خاصة حتى يتمكن من فهم اللغة المنطوقة عبر التقنيات الجديدة للتواصل، وإعادة التأهيل الجسدية بالجراحات الطبية والأطراف الصناعية وغيرها.