المحور الثاني

مشكلات الأشخاص في وضعية إعاقة

سندرج في هذا المحور العناصر الأساسية المؤثرة عن سيكولوجية الفرد المصاب وأهمّها:

الإعلان عن الإصابة يولد لدى الوالدين الأوضاع النفسية التالية:

-      وضعية انفعالية قويّة: مباشرة بعد الولادة قد تظهر الإعاقة ويتم الإعلان عليها، أما عن الوالدين اللذان توصلا إلي بناء حسب اتهاماتهما ولادة طفل جميل ذكي قد يحقق البعض من أمنيتهما لكن الخبر السيئ سيحول تلك الأحلام إلي سراب وعليه يحاولا المقاومة بانفعالات قد تكون قوية في البداية وتبدأ في التلاشي، وفي بعض الحالات المرضية هناك ميكانزم النفي أين تحدث الصدمة.

-      الصدمة: هي وضعية انفعالية جد قوية تحدث علي شكل هجمة نفسية، حينها لا يتمكن الأبوين من التفكير أو أخد القرار، في الحالات السوية يتمكنا من تجاوزها محاولين وجود بدائل وتعديلات في الاستهامات وهذه العملية النفسية مهمة جدا في البناء السيكولوجي لدي الرضيع، وقد يتمكنا من التكفل به عاطفيا بكل مرونة. الخطورة تكمن في عدم إمكانية الأبوين من تجاوز الصدمة وذلك يعود طبعا إلي نمط الشخصية لديهما، ومدي تأثيرهما بالتمثلات الاجتماعية اتجاه الطفل المعاق، هي وضعية نفسية سلوكية قد تؤثر سلبا علي النمو النفسي العاطفي لدي المولود، وبالتالي فان نسبة الإعاقة قد تتفاقم إلي الأخطر.

-      التعديل الاستفهامي:هو تحويل تلك الصورة الاستهامية قبل الإعلان عن الإعاقة التي اتسمت بالمولود الجميل، الذكي، الممتاز إلي مولود مريض، معاق، ناقص، يحتاج إلي التكفل متعدد الجوانب، يحتاج إلي المال، الوقت والكثير من الرعاية. ان تمكن الأبوين من التعديل الاستلهامي فان كل المتطلبات والواجبات اللازمة في عملية التكفل بالمولود المصاب قد يتم قبولها بمدركات ايجابية.

-      الجرح نرجسي: هي عملية نفسية آلية يعيشها الأبوين عند إدراكهم أنهم أنجبوا رضيع في وضعية نقص، عجز مقارنة بالرضع العاديين الآخرين، هذا الرضيع الذي يعتبر جزء منهم جاء بتشوهات،إعاقات أدت إلي المس بنرجسية كلا الطرفين.

-      التأنيب: يأتي التأنيب مباشرة بعد الجرح النرجسي وهو كذلك عملية نفسية ترجمت مفهوم أنا السبب، لماذا أرفض هذا الطفل انه ابني، ليس لهذا الرضيع المصاب سوانا للتكفل به، يجب أن نحب هذا الطفل ونتعامل معه تماما كإخوته، لماذا نشعر بهذا النبذ اتجاه ابننا المصاب؟ هي أفكار وتساؤلات غالبا ما تترجم عملية التأنيب لدي الوالدين، نعتبرها مهمة لأنها تساعد الطرفين علي بناء إستراتيجية نفسية للتقبل وإهداء الحنان اللازم للمولود المصاب، وبداية بناء سيكولوجية سوية لدي المصاب.

 - التقبل أو الرفض: هي عملية نفسية ناتجة عن كل الديناميكيات النفسية السابق ذكرها. التقبل غالبا ما يظهر لذي أبوين في وضعية نفسية مستقرة أو متزنة وهذه العملية ستوفر لهذا المصاب المحضوض بناء سيكولوجية متزنة مقارنة بالطفل المنبوذ الذي لم يتمكن الوالدين من تقبله مما سيضاف إلي إصابته الأولي إعاقة نفس عاطفية التي بدورها لن تمكنه من بناء سيكولوجية سوية أدت في بعض الحالات إلي الوفاة بسبب الإهمال ورفض التكفل بشتى أنواعه.

_  دور التكفل النفسي  بالوالدين أثناء هذه الفترة: هي فترة حساسة المساندة النفسية مهمة وأساسية للتكفل بالجروح النرجسية، الصدمة وظهور بعض الأعراض النفسية لدي الوالدين كالاكتئاب، القلق، النبذ، الانهيار العصبي، وبعض السلوكات العدوانية اتجاه النفس أو الزوجة التي أنجبت والتي أصبحت المسؤول الأول في نظر الزوج وعائلته لإنجاب الإعاقة. هي دهنيات وتمثلات اجتماعية اجتاحت مدركات أبوين المولود الجديد، ستؤثر سلبا عليهما وعلي الطفل المصاب بالدرجة الأولي من حيث التكفل والرعاية خاصة العاطفية وعليه سنلاحظ وأثناء مختلف مراحل النمو ستتأثر كل مرحلة بالنقص وعدم الاكتمال مما يجعلنا أمام مراحل لم تكتمل ما يسمي بعدم النضج المعرفي، الاجتماعي، السلوكي والانفعالي، كل هذا العجز سيترافق مع العجز الأولي وهو الإصابة. أن التكفل النفسي الأولي مهم يحقق الاستقرار النفسي والتقبل لدي الوالدين من جهة، ويوفر التكفل اللازم للمولود، هي عملية استعجالية يجب أن تتوفر في كل المصالح التوليد والطفولة.