أنواع المسح الأثري
للمسح الأثري أنواع تختلف باختلاف الأهداف المرجوة من عملية المسح، وكذا بحالة وطبيعة المنطقة الممسوحة وما ينجز عليها من أعمال التنمية والبنى التحتية للدول والمجتمعات، تتمثل فيما يلي:
المسح الشامل
يعتبر المسح الشامل للمواقع الأثرية أحدث أنواع المسح الأثري، ويهدف إلى مسح كل أجزاء المنطقة وتحديد المواقع الأثرية الظاهرة، بواسطة الطرق والأساليب العلمية المتطورة المستعملة في الكشف عن الآثار، مهما كان نوع هذه الآثار وتاريخها سواء كانت مخلفات أو بقايا حجرية من عصور ما قبل التاريخ، أو قطع فخارية، وعناصر معمارية، ومغارات، وكهوف، وأسوار واستحكامات المدن المندثرة من العصور التاريخية لحاضرات الإغريق، والفينيقيين، والفرس، والرومان وغيرهم. وربط كل ما ينتج عن المسح الأثري من إحصائيات وقياسات بالوسط الطبيعي والمجال الجغرافي والنشاط الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والديني لساكنة تلك المواقع ودراستها دراسة علمية وافية 2[1].
المسح الاختياري (الجزئي)
وهو مسح يقوم على أماكن معينة قصد تحقيق الأهداف والنتائج المنشودة وهو هدف مقصود، كأن يخصص للبحث عن فترة تاريخية محددة، أو حضارة بعينها من أجل الكشف عن شواهدها وتقدير مدى انتشارها في الزمان والمكان، وفي هذه الحالة ينبغي الاهتمام فقط بالمعثورات التي تعود إلى الفترة المقصودة وإهمال الأشياء التي لا تعود إليها خدمة للهدف المنشود، وهذا المسح يكون نتيجة لقلة المعلومات المتوفرة عن الفترة التاريخية المدروسة
المسح الإنقاذي
ويقصد به إنقاذ المواقع والمعالم الأثرية التي يمكن اكتشافها عن طريق الصدفة، بواسطة القيام بأعمال عمرانية إنشائية لا علاقة لها بالبحث الأثري مثل: شق الطرقات وبناء السدود والبنى التحتية للمدن الجديدة وغيرها، وهذا النوع من الاكتشافات العفوية يتطلب إرسال بعثة أثرية للقيام بأعمال مسح فورية وسريعة بهدف التأكد من وجود آثار من عدمها، إضافة إلى ذلك القيام بأسبار للمنطقة حتى نتمكن من الحصول على معلومات كبيرة من مكان وجود الآثار، ومهما يكن فإن هذا النوع من المسح يبقى محدودا إذا ما قيس بالمكتشفات التي تأتي عبر المسح العلمي المنظم على يد باحثين متخصصين 3[2].