مقدمة
شهدت المعرفة عبر سياقها التاريخي عدة ثورات ساهمت في نموها وتطورها خاصة بعد الثورة العلمية الهائلة التي مست العلوم كافة في موضوعاتها، مناهجها ونظريتها، فتلازمت مساعي الفلاسفة على نحو جلي لاعتبار دراسة مبادئ هذه العوم وقواعدها شرط من شروط المعرفة العلمية المعرفة نظرا لأن المعرفة لم تكن حتمية منذ كانت تنطوي تحت مضلة أم العلوم[2][2][2]، فاستجابة لذلك سلكت طريقا ممنهجا بعيدا عن أبجديات الفلسفة الكلاسيكية من أجل الوصول إلى ما يمكننا من فهم الحقائق وكشف الأخطاء والعقبات والتخلص منها وهذا هو التفكير الجديد الذي تم استحداثه في القاموس الفلسفي "الإبستمولوجيا".
والبحث في الإبستمولوجيا يعد ضرورة علمية وتربوية في ذات الوقت تطلبها عصر الانفجار المعرفي خصوصا بعد تعدد أداوت المعرفة، مناهجها و مجالات التي انصهرت لبناء الحياة، فلا نشاط يمارسه الإنسان اليوم إلا ونجده يعتمد ولو بشكل غير مباشر على العلوم، فالتربية شأنها أي فعل تهدف لفهم المعارف، استيعابها وتداولها فإن هي جهلت ما تعلق بالمعارف الإنسانية وتطورها وفرقت بينها وبين ما هو لا صواب فستتجه لا محال نحو الخطأ لهذا وجب عليها اختيار الوسائل الأصح التي تقودها نحو تحقيق أهدافها في إعداد الناشئة فهي بحاجة إلى تبني الفكر الإبستمولوجي الذي اعتبر التربية إحدى أهم مجالاته لما تلعبه في توليد المعرفة.[2]