Aperçu des sections

  • القيادة و نظرياتها

    محاضرة: مفهوم القيادة و نظرياتها

     

    تمهيد.

      - مفهوم القيادة.

      - أهمية القيادة.

     - مصادر قوة القيادة وتأثيرها.  

    -   تطور نظريات القيادة.

    1 - مدخل السمات في القيادة.

    2 - مدخل السلوك في القيادة.     

    3 - المدخل الموقفي في القيادة.    

    4 - مدخل الاتجاهات الحديثة في القيادة(منظور تكاملي).        

    خلاصة.


    • مفهوم القيادة

           يشير(كنعان2009)أن معنى القيادة يرجع إلى كلمة leadership أي القيام بمهمة ما. كان الاعتقاد السائد في الفكر اللاتيني واليوناني أن كل فعل من الأفعال ينقسم إلى جزئيين أو دورين، بداية يقوم بها شخص واحد ومهمة أو عمل يقوم به آخرون، حيث يمثل الدور الأول من يتولى القيام بالعمل وهو القائد ووظيفته إعطاء الأوامر، ويمثل الدور الثاني من ينجزون العمل وهم الأتباع ومهمتهم تنفيذ الأوامر وهو واجبهم. (كنعان86:2009).  

         تعرف (القيسي2010) القيادة بأنها السلوك الذي يقوم به الفرد حين يوجه نشاط جماعة نحو هدف معين .(القيسي148:2010).

         يضيف (عبوي 2010)بأن القيادة هي مجموعة السلوكيات التي يمارسها القائد في الجماعة، والتي تمثل محصلة تفاعلية مع أعضائها، وتستهدف حث الأفراد على العمل معا من أجل تحقيق أهداف المنظمة بأكبر قدر من الفاعلية والكفاءة والتأثير.(عبوي19:2010).

         يؤكد (همفيل Hemphill)بأن القيادة هي سلوك الفرد عند القيام بتوجيه نشاطات الجماعة. (السعود 2012: 72).  

          يلاحظ (ستوقديلStogdill)ان القيادة هي عملية يؤثر من خلالها فرد واحد في مجموعة أفراد بهدف تحقيق أهداف مشتركة. (الشريفي والتنح 6:2010).

          يلخص(كنعان2009:95)القيادة بأنها عملية رشيدة أحد طرفيها شخص(القائد)يرشد ويوجه والأخر(المرؤوس)المتلقي لهذا التوجيه والإرشاد، وتبني هذه العملية على التأثير الذي يحدثه الطرف الأول في الطرف الثاني، فالقيادة بهذا المفهوم هي علاقة تعني بالتكيف والتعامل مع الآخرين من خلال تطوير رؤية واضحة وتوصيلها إلى المتلقين، وتحفيزهم للتغلب على الصعوبات التي تواجههم، وتحقيق أهداف مشتركة للطرفين. 

           يشير(السعود2012)أن القيادة تتكون من العناصر الأساسية التالية:

      - القائد:وهو أحد أفراد الجماعة المميزين، يمتلك القدرة على التأثير فيهم، للحصول على ولائهم الطوعي، واستجاباتهم، وتفاعلهم، كي يمتلك القوة في اتخاذ القرارات لبقية أفراد الجماعة، وعليه فلا يكون القائد قائدا إلا إذا حصل على ولاء الجماعة التي يعمل معها.

      - الجماعة:وهم مجموعة من الأفراد الذين يشتركون في رغبتهم لتحقيق هدف ما، ويعترفون بالقائد الذي يقودهم لتحقيق هذا الهدف، ويدينون له بالولاء والطاعة.

      - الهدف:ويقصد به الغاية العليا التي تسعى الجماعة لتحقيقها.(السعود2012:74).

         حدد(حسان والعجمي2010) أهم خصائص القيادة فيما يلي:

      توجيه قدرات العاملين لتحقيق أهداف المؤسسة.

      تحفيز العاملين للقيام بدورهم على أكمل وجه.

      قوة التأثير باستخدام أسلوب الحوار الفعال.(حسان والعجمي210:2010).  

           يشير(عليوة2001)أن هناك نوعان من القيادة في المؤسسات،قيادة رسمية وقيادة غير رسمية.

      - القيادة الرسمية:وهي القيادة التي تمارس مهامها وفقا لمنهج التنظيم (أي اللوائح والقوانين) التي تنظم أعمال المنظمة، فالقائد الذي يمارس مهامه من هذا المنطلق تكون سلطاته ومسؤولياته محددة من قبل مركزه الوظيفي،والقوانين واللوائح المعمول بها

      - القيادة غير الرسمية: وهي تلك القيادة التي يمارسها بعض الأفراد في التنظيم وفقا لقدراتهم ومواهبهم القيادية،وليس من مركزهم ووضعهم الوظيفي، فقد يكون البعض منهم في مستوى الإدارة التنفيذية أو الإدارة المباشرة إلا أن مواهبه القيادية وقوة شخصيته بين زملاؤه وقدرته على التصرف والحركة والمناقشة والإقناع يجعل منه قائدا ناجحا، فهناك الكثير من النقابيين في بعض المنظمات يملكون مواهب قيادية تشكل قوة ضاغطة على الإدارة في تلك المنظمات.(عليوة46:2001).

           يعرف(حسن2004)كلمة قائد  leaderبأنها الشخص الذي يوجه أو يرشد أو يهدي الآخرين بمعنى أن هناك علاقة بين شخص يوجه وأشخاص آخرين يقبلون هذا التوجيه، والقيادة بهذا المفهوم عملية رشيدة طرفاها شخص يوجه ويرشد وآخرون يتلقون التوجيه والإرشاد الذي يستهدف تحقيق أغراض معينة.(حسن200468).   

           يؤكد (ربيع131:2008) بأن القائد هو الشخص الذي يعمل من أجل الوصول بالجماعة التي يقودها إلى تحقيق أهدافها و أغراضها .

           حدد(عياصرة 2006) صفات القائد فيما يلي:

      - متعاطفا مع جماعته:بحيث يتمكن من تحديد حاجات الأفراد المتنوعة ويلبيها، وأنه الشخص الذي يعتمد عليه العاملون في أمورهم كافة.

      - عريفا للجماعة:ويعني أن يكون القائد في نظر الأفراد شخصا طموحا ومتزنا ومسئولا عنهم،ويمثلهم في مختلف المواقف.

      - معترفا به بين أفراد المجموعة:من حيث تميزه بالعمل وفقا لمبادئ ومعايير الجماعة، ويكون متوافقا معهم في تفكيرهم وقريبا منهم ومقلصا لحدة الخلاف بينهم.

      مساعدا لأفراد المجموعة:بحرصه على مساعدة الذين يرأسهم عندما يواجهون المشاكل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وهم يقدرون ذلك للقائد.

      متحكما في انفعالاته:ويعني أن يتحلى القائد بالهدوء والطمأنينة، عند مواجهة الأفراد ذوي السلوك الاستفزازي أو غير المبالين بالنظام، ويتعامل معهم بحنكة واعتدال في الأزمات من أجل أن يقدره الأفراد باستمرار.

      - ذكيا:بما أن معظم أفراد المؤسسات التربوية المختلفة يتصفون بالذكاء، فهم لا يحترمون إلا الشخص الذكي الذي يفوقهم بذكائه، وإدراكه لكيفية التعامل والتكيف معهم فيرى الأفراد أنه الأولى بالقيادة عليهم.

      - راغبا في تولي زمام القيادة:بحيث يكون مدركا لمتطلبات العمل ومسؤولياته انطلاقا من قدرته، وحرصه على العمل وخدمة العاملين وطموحه بتحقيق الأهداف المنشودة. (عياصرة 35:2006-36).


      • أهمية القيادة

             يرى(عياصرة2006)أن القيادة هي الأداة الأساسية التي تستطيع المنظمات عن طريقها تحقيق غايتها المثلى، وهي التي تستطيع التنظيم والتنسيق بين العناصر المختلفة لتصل بالمنظمة إلى التكامل المأمول بين مدخلات العملية الإدارية المادية منها والبشرية، وعلى المستويين الاقتصادي والتربوي من أجل الوصول إلى أهداف المجتمع.(عياصرة22:2006).

               يضيف (كنعان2009) أن أهمية القيادة تبرز في الجانب التنظيمي للإدارة من خلال الدور الذي يقوم به المدير القائد، فهو لا يقتصر على إصدار الأوامر والتأكد من تنفيذ النشاطات الإدارية داخل التنظيم في الحدود المرسومة، وإنما يتعدى ذلك إلى تزويد العاملين بكل ما يحفزهم ويبعث النشاط في نفوسهم ويحافظ على روحهم المعنوية العالية، كما يغرس في نفوسهم من حب العمل المشترك وروح التعاون.(كنعان105:2009).  

             يلاحظ(كنعان2009)أن أهمية القيادة تبرز في الجانب الإنساني للإدارة من خلال تكوين علاقات إنسانية قائمة على التفاهم المتبادل بين القائد الإداري وبين مرؤوسيه ورؤسائه، واحترام المرؤوسين في مناقشة ما يمس شؤونهم، وتقبل اقتراحاتهم القيمة، وإشباع حاجاتهم ومتطلباتهم، وإشعار كل فرد بالتقدير المناسب لما يبدله من جهود في نشاط مجموعته لتقديم أقصى طاقاتهم في العمل. (كنعان2009106-108).

               يلخص(كنعان2009) أن أهمية القيادة تتجلى من كونها تقوم بدور أساسي في كافة جوانب العملية الإدارية، فتجعل الإدارة أكثر فعالية وهي تعمل كأداة محركة لها لتحقيق أهدافها، كما أصبحت القيادة المعيار الذي يحدد على ضوءه نجاح أي تنظيم إداري.(كنعان111:2009).

             يشير (العجمي2010) أن أهمية القيادة تكمن فيما يلي:

        - أنها حلقة وصل بين العاملين وبين خطط المؤسسة وتصوراتها المستقبلية.

        - أنها البوتقة التي تنصهر داخلها كافة المفاهيم والاستراتجيات والسياسات.

        - أنها عملية تدعيم القوى الإيجابية في المؤسسة، وتقليص الجوانب السلبية قدر الإمكان.

        - قدرتها على السيطرة على مشكلات العمل وحلها، وحسم الخلافات والترجيح بين الآراء.

        - قدرتها على تنمية الأفراد وتدريبهم ورعايتهم باعتبارهم أهم مورد  للمؤسسة.

        - قدرتها على مواكبة المتغيرات المحيطة وتوظيفها لخدمة المؤسسة.

        - قدرتها على تسهيل عملية  تحقيق الأهداف المرسومة للمؤسسة.(العجمي65:2010-66).  

             يلخص(القحطاني2010)أن القيادة تأخذ بهذا المنحنى أبعادا تنظيمية وإنسانية واجتماعية وأهدافا مشتركة تشكل في مجملها مردودا كليا للعملية الإدارية إذ لا يمكن توقع نجاح أي عمل إداري بدونه، بل أن القيادة الناجحة مصدر لنجاح المنظمة، لأن كل عمل في الإدارة يتطلب شخصية تستوعب مختلف مكونات المنظمة، ويستمر ذلك الاستيعاب بالدرجة التي تتيح الاستفادة القصوى من تلك المكونات. (القحطاني119:2010).


        • مصادر قوة القيادة وتأثيرها

               إن قوة القائد تعني قدرة تأثيره في سلوك أفراد الجماعة التابعين له،وذلك لتحقيق الأهداف المشتركة والمرغوبة للجماعة وللمنظمة التي ينتمون إليها. تأتي قوة القائد من عدة مصادر في أثناء تأثيره في الجماعة، فقد تأتي هذه القوة من المركز الذي يتمتع به هذا القائد، أو من مقدار السلطات والصلاحيات الممنوحة له، أو من قدرة تأثير الشخصي وسماته الشخصية التي يتميز بها، أو قد يكون مصدر قوة القائد وتأثيره من جميع العوامل الثلاثة المشار إليها.

               قسم (سمارة2007) مصادر قوة القيادة إلى خمس مصادر رئيسية هي:

          أولا: قوة أو نفوذ المنصب.

          تقسم القوة هنا إلى ثلاث أقسام و هي:

          - قوة الحافز والمكافئة: تعني مقدرة القائد على إعطاء العاملين الحوافز المادية والمعنوية، ولكي يكن لها أثر إيجابي يجب أن تعطى في الوقت المناسب و إلا فقد تأثيره.

          - قوة الجزاء أو العقاب: تعني مقدرة القائد توقيع الجزاءات على العاملين في الوقت المناسب لأن استخدام العقاب في غير موضعه يؤدي إلى أمر غير محمود في نفس العاملين وتؤثر على أدائهم و إنتاجهم.

          - قوة السلطة: بحكم موقع القائد الرسمي في التنظيم الذي يشغله يمكنه ذلك من تمتعه بسلطات واسعة على العاملين مما يجعلهم يستجيبون له وينفذون أوامره رغم أنه لا يراعي مشاعرهم ولا يقدّر عملهم.

          ثانيا: قوة أو نفوذ مستمدة من القائد ذاته.

          وتعني الصفات والسمات الشخصية التي تميز القائد عن غيره وتنقسم إلى قسمين:

          - السلطة أو النفوذ الذي يعتمد على المعرفة السابقة، بحيث يستطيع القائد فرض سيطرته على المرؤوسين من خلال خبراته ومهاراته وينصاع الأفراد للقائد لمعرفتهم بقدرته ودرايته لحل المشكلات التي تعترضهم.

          - القوة المستمدة من سمات القائد الشخصية وتعني ما يتمتع به القائد بشخصية جذّابة وإعجاب وقبول لدى الأفراد تجعلهم يدعنون لهم ويأتمرون بأمره.(سمارة 176:2007). 


          • تطور نظريات القيادة

            تنظم نظريات القيادة رغم اختلافها في أربعة مداخل، وهي مدخل السمات، ومدخل السلوك ومدخل الموقف، ومدخل الاتجاهات الحديثة.  

          • خلاصة

                  لقد تناولت معظم دراسات القيادة الطرق التي يؤثر بها القائد في مرؤوسيه،إلا أن ما يقوم به المرؤوسين له من جهة أخرى تأثير واضح على القادة(يتأثر القائد بعوامل مثل طبيعة العمل،وسياسة المؤسسة...).

                 ركزت المحاولات الأولى لفهم القيادة على سمات وصفات شخصية القائد.إن الأبحاث التي أجريت لحصر سمات القائد أسفرت عن عدم وجود سمات ثابتة.فسمات القيادة المطلوبة في موقف ما تختلف عن السمات المطلوبة في موقف آخر.كما أثبتت دراسات جامعة إيوا وجود ثلاثة أساليب قيادة هي أسلوب قيادي استبدادي،وأسلوب قيادي ديمقراطي،وأسلوب قيادة عدم التدخل،بينما صنفت دراسات جامعة أهايو من جهتها القيادة تحت بعدين هما أسلوب القيادة المرتكز على مراعاة مشاعر المجموعة،وأسلوب القيادة المرتكز على المبادأة في تنظيم العمل، كما تمكنت وفي نفس الوقت دراسات جامعة ميتشجان على إبراز أسلوبين قياديين هما أسلوب القيادة المهتمة بالعمل،وأسلوب القيادة المهتمة بالأفراد.   

                 حاولت النظريات الموقفية في القيادة فهم مختلف أنواع سلوك القيادة التي تتطلبها مختلف المواقف.لقد قدم فيدلر نموذجا بخصوص المحددات التي تُوفق بين صفات القائد ومتطلبات الموقف.أما

            فروم ويتون،فلقد كشفا عن تقنية بإمكانها مساعدة القادة على تحليل المواقف،واختيار طريقة أو أسلوب قرار يزيد من فعالية عملية اتخاذ القرارات.وأما هاوس وميتشل وبفضل نظريته طريق/هدف، قدما منهجا يُساعد القادة على فهم كيف تؤثر صفات المرؤوسين،ومميزات المحيط مثل مهمة المرؤوسين وجماعة العمل في ملائمة وفعالية أساليب القيادة.

                 فمنذ السبعينات من القرن الماضي،وضع بيرنس أساس نظرية القيادة التحويلية والقيادة التبادلية حيث نقل المرؤوسين نقلة حضارية بالاعتماد على الجاذبية الشخصية للقائد وعلى أساليبه الإلهامية.

                أخيرا،يشير الباحث أنه لم تتحصل أية نظرية من النظريات المذكورة على درجة كافية من الدعم حول فعالية القيادة،ولكن بينت هذه النظريات أن فعالية القيادة جد معقدة،والحقيقة يجب التأكيد هنا أن سلوك القيادة هو أحد العوامل التي تؤثر في المرؤوسين.