المسح الأثرينظر

شروحاتغادر

تقنيات المسح الأثري:

بالإضافة إلى عملية المسح التقليدية التي تعتمد على العين المجردة، استعان خبراء الآثار بالأجهزة العلمية والتقنيات الحديثة للقيام بعملية المسح الأثري، والتي يمكن بواسطتها الحصول على نتائج مذهلة عن المنطقة الممسوحة، وما تحتوي عليه من آثار سواء كانت ظاهرة للعين أو مدفونة تحت الأرض، مما أدى إلى زيادة نظرة الباحث حول المواقع المدروسة، وأصبحت عملية المسح أكثر شمولية ومن بين هذه الآليات والطرق نذكر ما يلي:

الريادة الجوية للمواقع الأثرية

تعني الريادة الجوية للمواقع الأثرية (air leadership of archeological sites) التقاط صور شمسية من الجو وذلك بواسطة استعمال كاميرات عبر الطائرة للمواقع الأثرية من خلال طلعات جوية متكررة ومنتظمة بغرض تصوير الآثار الظاهرة من أعلى، لمشاهدة الفيديو اضغط هنا.

وذلك بهدف تسهيل عملية تخطيط المواقع الأثرية وتوثيقها عبر برمجيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، بالإضافة إلى توثيقها بدقة عالية على نظام الموقع العالمي GPS[1].

الريادة الجوية المباشرة تتم من خلال طائرة يمكن التحكم بها تطير بأبعاد واتجاهات مختلفة ومزودة بكاميرات رقمية عالية الوضوح والجودة وجهاز تسجيل الموقع الجغرافي بدقة متناهية، بالإضافة إلى إمكانية التحكم بالتصوير من ارتفاعات وزوايا مختلفة، والكاميرات الرقمية الذكية تتمتع بقدرة تخزين فائقة تمكنها من التقاط مئات بل آلاف الصور الشمسية ذات الأبعاد الثلاثة في الطلعة الجوية الواحدة.

التصوير الجوي

الاستشعار عن بعد

هو علم يهتم تحديد ومراقبة وقياس وتفسير الأشياء والأسطح بمختلف أشكالها وألوانها من الأعلى دون اتصال مباشر بها؛ وهناك طريقتين اتفق بشأنهما الأثريون للدلالة على تقنية الاستشعار عن بعد واستعماله في علم الآثار سنذكرهما على النحو التالي:

  • الاستشعار من هذا المنظور يعني تقنية الحصول على معلومات عن الأشياء بواسطة تحليل البيانات التي رصدت وجمعت عبر الماسحات الضوئية، وأنظمة التصوير بالرادارات غير المتصلة مباشرة مع الأشياء قيد البحث سواء على سطح الأرض أو في السويات الأثرية بما يعرف بالستراتيغرافيا أو الطبقات المحتوية على اللقى الأثرية للحضارات المندرسة المتنوعة التي عاشت في منطقة ما من المعمورة.

  • كما هو الطريقة العلمية الرقمية التي تعتمد على الوسائل الرقمية عالية الدقة إن صح التعبير، وغير المدمرة للمخلفات الحضارية من المدن، والعمائر، والمدافن المطمورة في باطن الأرض أي في السويات الأثرية المشار إليها سابقا. وذلك من دون العبث بالدليل المخفي للحياة في الماضي في شكله المادي الثابت أو المنقول 4[2].

    الاستشعار عن بعد بواسطة القمر الصناعي

المسح بواسطة استخدام قياس المقاومة الكهربائية

ولعلها أقدم الطرق التقنية التي كانت تستعمل في عملية المسح الأثري، وتقوم على أساس أن كل نوع من التربة، والصخور، وغيرها له قدرة ما في مقاومة مرور التيار الكهربائي. فإذا وجد في المكان أثار من مواد مختلفة عن عينة التربة المدروسة فإن المقاومة الكهربائية في هذا الموقع تكون مغايرة . وتتم قراءة المقاومة الكهربائية في الحيز المراد إجراء المسح عليه بواسطة جهاز قياس التيار الكهربائي ويستخدم معه مصدر التيار الكهربائي، وأسلاك، وأوتاد معدنية وتتم العملية بغرس هذه الأوتاد في الأرض إلى العمق المطلوب ثم يمرر التيار الكهربائي؛ وبعد تسجيل القراءة تكرر العميلة في موضع آخر إلى أن تتم تغطية المكان المراد مسحه ثم بعد ذلك تحلل النتائج 5[3].

قياس المقاومة الكهربائية

المسح عن طريق قياس القوة المغناطيسية

تعتبر طريقة المسح عن طريق قياس القوة المغناطيسية إحدى الطرق الجيوفيزيائية المستعملة على قياس الحقل المغناطيسي الأرضي للمنطقة المراد مسحها أو إجراء الحفرية فيها . ويستخدم في هذه العملية جهاز يطلق عليه الماغنيتومتر الذي يعطي قراءة موحدة إذا كانت التربة تفتقر إلى لأي آثار وتتمتع بطبيعة واحدة.

وإذا عثر في التربة على آثار لها تأثير مغناطيسي مثل الفخار والحديد والأفران المصنوعة من اللبن المحروق، يمدنا إذ ذاك جهاز القياس بمعطيات غير عادية عن المعثورات الأثرية المدفونة هنالك 6[4].

استخدام جهاز الماغنيتومتر في عملية المسح

المسح باستعمال جهاز الكشف عن المعادن

إذ يقوم الجهاز بإطلاق صوت رنين معين عند وجود معدن أسفل منه ويستدعي الاستخدام الصحيح لهذه الأجهزة توقع أماكن وجود المعادن على خارطة المكان الذي يتم المسح فيه والاكتفاء بذلك وعدم نبش كل مكان يوجد فيه معدن لأن ذلك يؤدي إلى قلب الطبقات الأثرية .

جهاز الكشف عن المعادن في الحقل الأثري

التحليل الكيميائي لعينات التربة

وتتم هذه العملية بواسطة فحص وتحليل مستوى وكميات الفوسفات الموجود في التربة، حيث تكون النسبة مرتفعة في التربة التي كان الإنسان يعيش فوقها أو قريبا منها لاحتوائها على بقايا الفضلات والمخلفات المنزلية، مضافا لها رميم العظام البشرية والحيوانية المنتشرة هنالك. ثم يتبع التحليل الميكروسكوبي للنباتات، وحبوب اللقاح والطلع ، فبتحليل هذه المخلفات يتعرف الباحثون على مختلف الأنواع النباتية والزهرية التي كانت تنموا في العصور السابقة، وتلك التي زرعت في تلك الحقب الزمنية 7[5].

  1. GPS:Global Positioning System

  2. 4

    ستيفانو كامبانا، تطبيقات الاستشعار عن بعد في علم الآثار، ترجمة ياسر مهدي، ومراجعة عاطف معتمد، بيت الجغرافيا، 2019.

  3. 5

    عزت زكي حامد قادوس، علم الحفائر وفن المتاحف، كلية الآداب جامعة الإسكندرية، 2004.

  4. 6

    Pierre beau-frère et autre, « Application de la thermographie aéroportée à la prospection archéologique », revue archéologique de Picardie, n° 17, France, 1999

  5. 7

    Jean Marie Couderc : « Végétation anthropogène et prospection archéologique », revue archéologique du centre de la France, tome 24, fascicule 1 , France, 1985

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبعتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)