أهمية وأهداف المسح الأثري:
للمسح الأثري أهمية علمية تتمثل في أنه عملية منتظمة، تساهم في جمع اللقى الأثرية الموجودة على سطح الأرض في الحقل الأثري في فترة زمنية قصيرة إذا ما قورن بعملية التنقيب الأثري، فالمسح الأثري يعد عملية سريعة يمكن أن تشمل منطقة واسعة تعطي فكرة تاريخية كافية فيها معلومات مفيدة عن تلك المنطقة، ويمكن إنجاز المسح باستخدام أعداد قليلة من الباحثين وأجهزة بسيطة وإمكانيات مالية محدودة.
لذلك أصبح العديد من الباحثين والمؤسسات يفضلون المسح على التنقيب، لأن التنقيب عمل يحتاج إلى وقت طويل قد يصل إلى عشرات السنين أو أكثر، بالإضافة إلى إمكانيات كبيرة مادية وبشرية، دون ضمان نتائج تضاهي الجهد المبذول من طرف الفريق العامل.
وبالرغم من هذا فإنه لا يمكن إعطاء الأفضلية المطلقة للمسح الأثري على التنقيب بل هما جانبان متكاملان، حتى وإن اختلفا في الطبيعة والأهداف، والمسح غالبا ما يسبق التنقيب ويمهد له، ويمكن أن ينجز عدة مرات، وغالبا ما يطرح أمامنا أسئلة عديدة لا يمكن الإجابة عنها إلا من خلال التنقيب المنتظم لأنه يقدم لنا معلومات شاملة حول نقاط محددة، وأصبح المسح الأثري تخصصا قائما بذاته له أهدافه ومناهجه .
وللمسح الأثري أهمية في التكوين الميداني للباحثين، وللطلبة، وللمتدخلين في ميدان التراث الأثري لشمولية العملية، لأنه يمكن القائم على عملية المسح من التعرف على مجموعة متنوعة تضم مختلف أنواع المعالم والمواقع الأثرية التي يتعامل معها طوال حياته المهنية .