ظروف نشأة مدرسة الإحياء
ظهرت موجة في فرنسا مع مطلع القرن السابع عشر تدعو إلى الاهتمام بالآداب القديمة وانتشر في أروبا شيئا فشيئا حتى غدا مدرسة لها أتباع يدعون إلى طريقتها في التّعبير تحت مسمى ما يعرف "بالأدب الكلاسيكي" ، وانتقل إلى الأدب العربي بعدما وجد أرضا خصبة أسهمت في انتشاره، للأدب الكلاسيكي" أو "الإحيائي" خصائص عدّة من أهمها أنه: « يستوحي الآداب اللاتينية واليونانية ويستخدمها مادته، كما أنه أدب يصدر عن العقل، ويحكمه العقل، أهم صفاته الاعتدال والوضوح، كما يعنى بالصياغة وتجويد الأسلوب، ويخضع لأصول وقواعد، (...) هذا ما فعله البارودي مع الشعر العربي، عندما بعثه من أزهى عصوره، وعاد به لقوة الصياغة، وخلّصه من الركاكة، فتلك كانت حركة الإحياء في الشعر العربي، التي بدأت أواخر القرن الثامن عشر، واستغرقت القرن التاسع عشر حتى أوائل القرن العشرين، على غرار حركة الإحياء التي قامت في أوربا في القرن الخامس عشر، حيث اعتمد الأوربيون على الأدب الإغريقي، يحتذون به"( 3[1])
والاتّجاه الإحيائي في الأدب الحديث (حد[2]) ولا سيّما الشّعر العربي أطلقت عليه تسميات عديدة ، وتصبّ جميعها في الدلالة ذاتها، ومنها: مدرسة الإحياء والبعث، والبيانيّون، والمدرسة الكلاسيكية، والاتّجاه التقليدي في الشعر العربي الحديث، والمدرسة الاتباعية إلى غير ذلك من التّسميات وسنأخذ بمصطلح الإحياء في موضوعنا لأنه الأكثر شيوعا في المغرب العربي، واستجابة لما ورد في المقرّر.