ماهية الفلسفة
مفهوم الفلسفة
المدلول اللغوي
الفلسفة Philosophy كلمة يونانية الأصل تتألف من مقطعين "Fileo" وتعني محبة أو السعي إلى، ويشير مقطعها الثاني "Sophia" للحكمة أو المعرفة، فيصبح معنى الفلسفة وفقا لذلك محبة الحكمة أو السعي إلى المعرفة [1][1][1].
ووردت في لسان العرب بأنها مصطلح أعجمي تعني الحكمة [2][2][2][2].
أما المعجم الوسيط عرفها على أنها "دراسة المبادئ الأولى وتفسير المعرفة تفسيرا عقليا وكانت تشمل العلوم جميعا واقتصرت في هذا العصر على المنطق، الأخلاق، علم الجمال وما وراء الطبيعة [3][3][3].
وتعرف الفلسفة على أنها محبة الحكمة أو السعي إلى اكتساب المعرفة، وهما لا يكفيان للوقوف على معناها إذ يقودنا الأخير لتصنيف الباحثين العلميين مع الفلاسفة، وعلى هذا سنحدد فيما يلي بعض تعريفات الفلاسفة للمفهوم.
تطور المفهوم الاصطلاحي
تعددت تعريفات الفلسفة منذ ظهورها –ونشير هنا أيضا لعدم اتفاق الفلاسفة حول نسبها وأول من استعمل مصطلح الفلسفة - واختلفت باختلاف العصور والمذاهب لدى يصعب إيجاد تعريفا جامعا لها فقد انحصر معناها عند سقراط وشيشرون في نطاق الأخلاق فنجد سقراط مثلا يحصر مهمتها في دراسة الحياة الأخلاقية واتسع مفهومها لاحقا عند أفلاطون وأرسطو لدراسة الكون وكل مناحي الحياة الإنسانية ومحاولة الوصول إلى الحقيقة في كل مجال من المجالات.
تميزت الفلسفة الأولى ببحثها في الوجود الذي كان مادة خام لتوليد المفاهيم والتصورات....، وعلى هذا نجد أن أرسطو (384ق.م-322ق.م) قد أطلق عليها اسم الحكمة أو العلم الإلهي ويعرف الفلسفة بأنها "البحث في الموجود بما هو موجود"، الوجود يقصد به الوجود بصفة عامة، أو هي علم العلل الأولى للأشياء، أي أن الفلسفة تدرس الوجود ككل برده إلى علله الأولى التي يستحيل أن تكون موضوعا للعلوم الجزئية.
وقد كان اهتمامها في العصور الوسطى لدى الفلاسفة المسلمين ومسحيين بالبرهنة على قضايا دينية، فاتبع كل من الكندي، الفارابي، ابن سينا وغيرهم تعريف أرسطو للفلسفة على أنها تيولوجيا[4][4] فنجد ابن رشد يعرفها بأنها "النظر في الموجودات واعتبارها من جهة دلالتها على الصانع، أي من جهة ما هي مصنوعات....." [4][5].[5] فقد حاولت الفلسفة في هذه المرحلة التوفيق بين الحكمة والشريعة بحيث كان هؤلاء الفلاسفة يدركون وجود الاختلاف بين الخطاب الديني والفلسفي الذي لا يتعدى سوى مستوى الخطاب أو طرق التعبير أما المضمون في نهاية التحليل واحد لا تناقض فيه.
وعرف ابن سينا الحكمة بأنها استكمال النفس الإنسانية بتصور الأمور والتصديق بالحقائق النظرية والعملية على قدر الطاقة الإنسانية.
أما في الفلسفة الحديثة فقد عرفها أبو الفلسفة الحديثة ديكارت (1596م-1650م) بأنها "العلم العام لجميع العلوم وهي معرفة العناصر الأساسية في كل علم وهي معرفة الكائن الجدير بالكينونة" [5][6][6]، سنة فالفلسفة في نظره تعني دراسة فالحكمة التي لا يجب أن تفهم أنها مجرد حكمة في إدارة الشؤون، لكنها تشمل كل المعارف التي يمكن أن يعرفها الإنسان كذلك لإدارة حياته، الحفاظ على صحته ولاستكشاف جميع الفنون، ويتم استنتاجها من الأسباب الأولى.
في حين ناد الإنجليزي فرنسيس بيكون (1560م-1620م) بأن يتجه التفكير الفلسفي نحو الأرض بدل أن يتجه إلى ما فوق الطبيعة كما في الفلسفة الكلاسيكية وأن يتخذ التجريب وأساليبه أداة له بدل النقاش والجدل، فالغاية من الفلسفة هي المعرفة والتي تكون غايتها السيادة على الطبيعة فبذلك تصبح الطبيعة أهم موضوعات الفلسفة. وحسب John Locke جون لوك (1632م-1704م) هي دراسة العقل البشري [6][7][7].
عرفها الفلاسفة الألمان أمثال Immanuel Kant إيمانويل كانت (1724م-1804م) هي علم القوانين التي تنكشف للباحث في أثناء قيامه بعملية نقد العمل، وهي المعرفة العقلية الناشئة عن المعاني المدركة بالعقل؛ وهي حسب Hegel Goerg W.F جورج فيلهلم فريدريش هيغل (1770م-1831م) بأنها معرفة الحقائق الثابتة [6][7][7].
وتطور معناها مع ظهور عديد الاتجاهات الفلسفية وارتبط مفهومها في الفلسفة الغربية المعاصرة أواخر القرن التاسع عشر بالعلم أو الاقتداء بالعلم التجريبي من حيث الموضع أو المنهج، فعرفها هوسرل (1859م-1939م) بأنها من حيث جوهرها علم المبادئ الحقيقية وبالأصول وبجذور الكل، وعلم ما هو جذري يجب أن يكون جذريا من كل ناحية ومن كل الاعتبارات [6[7]][7][7] [7].
والفلسفة حسب الكانطية الجديدة هي العلم الذي يبحث في القيم المتعلقة بالحق والخير والجميل والمقدس؛ وهي عند أنصار الوضعية المنطقية منهج للبحث هدفه التحليل المنطقي للغة التي نستخدمها في حياتنا اليومية أو يصطنعها العلماء في مباحثهم العلمية لإزالة الالتباس والغموض الذي يعتري الأفكار لبيان عناصرها حتى تكون واضحة [6][7][7] [7]؛ وحسب نزعة البرغماتية الفلسفة هي تفكير على نحو تحقق للإنسان النجاح في حياته العملية.
مباحث الفلسفة
تنفرد الفلسفة بمنهاجها ومجال بحثها الذي يختصره التصنيف الكلاسيكي في ثلاثة مباحث رئيسية تسعى للوصول إلى الحقائق وينحل كل منها إلى فروع جزئي، سنعرضها ملخصة فيما يلي

خصائص الفلسفة
يتميز المجال الذي تختص به الفلسفة بمجموعة ميزات نوردها بشكل مختصر من خلال الشكل أسفله [6][7][7]
