فلسفة العلوم

مفهوم فلسفة العلوم

أشرنا في المحاضرات السابقة إلى مفهوم كل من الفلسفة والعلم اللغوي والاصطلاحي وسنعرض فيما يلي بعض المفاهيم لفلسفة العلوم التي اتفق الباحثون على أنها ليست جزءاً من العلم وإنما فرع من الفلسفة الذي يستهدف لفحص العلم وتحليله بطريقة نقدية

يــعــرف لالاند فــلــســفــة الــعــلــوم في مــعــجــمــه الــفــلــســفــي بــأنــهــا "الـدراسـة الـنـقـديـة لمـبـادئ مـخـتـلـف الـعـلـوم فـروضـهـا ونـتـائـجـهـا قـصـد تحـديـد أصـلـهـا المـنـطـقـي وبـيـان قـيـمـتـهـا وحـصـيـلـتـهـا الـموضـوعـيـة" [11][1][1][1].

فلسفة العلوم هي نسق مترابط من المفاهيم والقوانين الذي يشمل العلوم الطبيعية والفلسفية والإنسانيات وبهدف لفهم مكانة العلوم في حضارتنا وعلاقتها بالأخلاق، السياسية والدين.

ويمكن تعريفها بأنها كل ما يحلل العلم ولا يكون جزءا منه؛ أو هي اللغة الشارحة للغة العلم الموضوعية.

موضوع فلسفة العلوم

وحسب برتراند رسل ينبغي على الفلسفة العلمية أن تصطنع طرائق العلم، ومن هنا يتضح التأييد للعلاقة بين الفلسفة والعلم الذي يصبح تجارب عشوائية بدون الفلسفة التي تتبع قضايا العلم بالتحليل والتقويم لإنجازاته فتصبح الفلسفة بدون علم تجريد عقيم.

وعليه فإن فلسفة العلم فرع من فروع الفلسفة تتعدد بتعدد المذاهب الفلسفية بحيث يكون موضوعها العلم وبهذا تشير فلسفة العلم للتفلسف حول المناهج والمعارف العلمية لا ممارسة له

وفي هذا الصدد وحسب بعض المفكرين الأمريكيين المعاصرين يمكن التفلسف في العلم من أربعة أوجه [12][2][2]:

  1. دراسة العلم من حيث هو ظاهرة اجتماعية؛

  2. محاولة وضع العلم في مكانه ضمن مجموع القيم الإنسانية؛

  3. الرغبة في تشييد فلسفة للطبيعة انطلاقا من نتائج العلم؛

  4. التحليل المنطقي للغة العلوم.

وتتناول فلسفة العلم [6][3][3] [13][4][4][4] أنطولوجيته من خلال المترتبات الفلسفية على المفاهيم والتصورات العلمية كالمادة، الطاقة، تركيبة الذرة، طبيعة المجال والحركة بحيث تشير تساؤلا حول الوحدات الأساسية التي ينسج منها الكون؛

ابستمولوجيته والتي تتعلق بنظرية المعرفة الفلسفية بكل محاورها؛

اكسيولوجيته والذي يتسع لكل القيم إضافة لتصوير العلم كمشروع إنساني تستهدف غايات معينة باستخدام وسائل محددة؛

كما يوجد مجال تاريخ العلم الذي يتتبع نمو المشكلات العلمية وتطويرها وما قدمه العلم من نظريات لها في نطاق سياقه الاجتماعي الثقافي؛

سيكولوجية العلم التي تبحث في العمليات النفسية والعقلية المتعلقة بالكشف العلمي وما يقترن بها من قدرات إبداعية لحل المشكلات؛

سوسيولجية العلم وتعنى بالتقيد الاجتماعي لتطور النظريات العلمية وتطور تقبل المجتمع لها بالإشارة لأسلوب التنظير العلمي ونمطه؛ إلا أن فايجل ورفاقه فقد فرقوا بين المجالات التي أطلقوا عليها عنونا خاصا علم العلم[5][5] وفلسفة العلم، وفصلت ماري برودبك من حيث الوظيفة وطبيعة فعلم العلم هو نوع من مزاولة البحث العلمي عكس فلسفة العلم.

وللانشغال بفلسفة العلم شرطان أولهما الوعي بالالتزام بالمنظور الفلسفي المتبنى ويتمثل الثاني في ادارك المنشغل بفلسفة العلم بأن العلم هو موضوع بحثه الفلسفي ومادته الخام [6][3][3].