ماهية العلم

مفهوم العلم

في هذا العنصر سنعرض مفهوم العلم من الناحية اللغوية واصطلاحا

المدلول اللغوي

كلمة العلم Science مشتقة من الكلمة اللاتينية "Scientia" بمعنى Knowldge المعرفة [7][1][1][1] وتعني "Scire" To Know أن يعرف [1][2][2] [2]

وورد في لسان العرب علم من صفات الله عز وجل العليم والعالم والعلام، في قوله تعالى "وهو الخلاق العليم" وفي قوله "علام الغيوب" فهو الله العالم بما كان وما يكون قبل كون وبما يكون ولما يكن بعد قبل أن يكون .... لا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء [2][3][3].. والعِلمُ نقيض الجهل، وعلمت الشيء أعلمُهُ عِلماً أي عرفته، عَلِمَ وفقه أي تعلم تفقه [2][3][3].

وحسب المنجد في اللغة العِلْم مصدر علوم أي إدراك الشيء بحقيقته، اليقين والمعرفة، عَلِم الشيء عرفه وتيقنه أي شعر به وأدركه والأمر أتقنه [8][4][4].

وفي المعجم الوسيط هو من الفعل عَلِمَ الشيء أي عرفه، شعر به ودرى إدراك الشيء بحقيقته واليقين، والمعرفة تقال لإدرارك البسيط، ويطلق العلم على مجموع مسائل وأصول كلية تجمعها جهة واحدة [3][5][5].

التعريف الاصطلاحي

كغيرها من المفاهيم فقد تعددت تعريفات العلم

فيما يلي سنعرض لبعض تعاريف العلم [9][6][6]

  • فالعلم باعتباره أنماط:

في البدايات كانت إحدى النقاط الحاسمة في الوجود الإنساني اكتشاف الجهل ثم إدراك أننا نستطيع فعل شيء حياله، ومن بين الظواهر التي سعى البشر الأوائل لتفسيرها:

أ. شروق الشمس وغروبها يوميا؛ ب. اصطدام جسمين أحدهما أكثر ضخامة من الآخر عادة ما يؤدي إلى تضرر الجسم الأقل كتلة؛ ج. تعريض الماء للحرارة مثلا تجعله ساخنا

ما يستنتج من هذه المواقف وجود أنماط معينة نعبر عنها بالشرط والنتيجة، إذن فالعلم هو المراقبة المنهجية وإنشاء وتحليل ونمذجة الأنماط الموجودة في الكون المادي. وعليه تعمل الرياضيات كلغة للتفسير العلمي كون اللغة العادية لا تشرح المطلوب إلا من باستخدام الرياضيات وقواعد المنطق؛

  • العلم معرفة عامة

العلم هو نوع خاص من المعرفة له منهجية صارمة للغاية؛

  • العلم بحث وتطبيق [6][7][7]

يتفق الباحثين على أنه بحث نظري جهد مبذول للمعرفة والفهم الذي يحيط بظواهر الطبيعة، وتشمل الطبيعة الإنسان والعلم المحيط به.

العلم عند البعض هو مادة البحث أي هو مجموع المعارف تدور حول موضوعات ما تصل بينها مجالات معينة من الدراسة، ويراها البعض الآخر منهج وأسلوب.

لا بد من الإشارة إلى أن العلم يختلف عما هو مضاد للعلم بالرغم من اتفاقهم في هدف فهم الطبيعة. وما هو غير العلم نذكر الفن، الدين، الفلسفة .....

خصائص العلم

نظرا لصعوبة إيجاد تعريفا دقيقا جامعا للعلم ينطوي تحته جميع العلوم ويفرقها عما هو لا علم، ارتأينا الإشارة إلى الخصائص المميزة التي يجب توفرها من أجل الفصل بين ما يندرج تحت مضلة العلم وما هو غير ذلك، نلخصها في الشكل التوضيحي الموالي [6][7][7]

خصائص العلممعلومات[8]

أهدف العلم

تتحدد أهداف أي علم من العلوم في أربعة وهي كما يلي [6][7]:[7]

  1. ﺍﻟﻭﺼﻑ "Description": ويقصد بها عملية رصد الظاهرة وتسجيلها باعتماد وسائل علمية لتصنيفها، والوصف هو دور أولي يجيب على السؤال "ماذا؟" تليه أدوار أخرى تؤدي للتعميم العلمي؛

  2. التفسير "Explanation / Interpretation": يهدف العلم إلى أبعد من مجرد ملاحظة الظواهر ووصفها بل يتعداها لمحاولة معرفةأسبابها من أجل فهمها وتحديد الظروف التي تساهم في حدوثها وذلك من خلال الإجابة على "كيف؟" أو "لماذا؟"؛

  3. ﺍﻟﺘﻨﺒﺅ "Prediction": ﻻ يقف العلم عند مجرد التفسير وإنما من أهم وظائفه أن يستفيد من إدراك علاقات معينة للتنبؤ بالظاهرة مستقبلا

  4. ﺍﻟﻀﺒﻁ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻡ "Control": يهدف العلم للتحكم في الظروف التي تساهم الظروف التي تساهم في ظاهرة معينة لمنع حدوثها أو التقليل من خطورتها قبل وقوعها، وتزداد قدرة العالم على ضبط الظواهر والتحكم بها بزيادة قدرته على وصفها، تفسيرها والتنبؤ بها.

ما بين العلم والفلسفة

سنتطرق فيما يلي إلى الفرق ما بين العلم والفلسفة وهل هناك علاقة بينهما

الفرق ما بين العلم والفلسفة

نوضح من خلال الجدول الموالي الفرق ما بين الفلسفة والعلم

الفلسفة

العلم

الموضوع

تدرس كل ما هو كلي أي كأن تدرس الوجود كوحدة مجردة من المادة كما تبحث في المعرفة

بينما يدرس العلم جزء من الوقائع التي تحدث في الوجود، كما يتميز بأن لكل علم موضوعه "فهو دراسة مجموعة محدودة من الظواهر"

المنهج

تعتمد الشك والنقد والمنهج العقلي الاستنباطي الذي تتسق نتائجه ومقدماته

تتعدد المناهج التي يتعمدها للوصول إلى أهدافه

الهدف

يهدف كلاهما لكشف الحقائق

كشف الحقيقة الكلية الشاملة بالوصول إلى العلل البعيدة وتكون نتائجه التي يتوصل لها ظنية احتمالية في الغالب لا يجمع عليها أغلبية الفلاسفة

يهدف للكشف عن الحقيقة بالتعرف على العلل القريبة بينما تكون نتائجه على عكس الفلسفة دقيقة ويقينية أكثر

علاقة الفلسفة بالعلم

ظل الارتباط وثيقا بين الفلسفة والعلم منذ فجر الفلسفة ولم يكن هناك تمييزا بينهما فكانت الفلسفة مجموع المعارف البشرية والعلم يشير إلى المعرفة سواء المستمدة من العقل ومبادئه أو من الحواس، وظل الارتباط في العصور الوسطى لسيادة فلسفة أرسطو وغلبة الاتجاه الديني على الفلسفة الغربية على وجه التحديد، إلى أن انفصل عنها بعدما ميز نيوتن بين النتائج العلمية القائمة على الملاحظة المباشرة والتجريب باعتماد أدوات تمكنهم من فهم وتفسير الظواهر وبين الفروض الميتافيزيقية التي لم يقحمها في مجال تخصصه البحثي، فبدأت تنفصل العلوم تدريجيا على الفلسفة موضوعا ومنهجا وأصبح بذلك قائما بنفسه يتبنى التجربة العلمية الدقيقة، فزادت الفجوة بينهما في القرن التاسع عشر ونظر العلماء للتأملات الفلسفية بأنها تفتقر إلى الصياغة الكمية الدقيقة تتناول حسبهم مشكلات لا يمكن حلها، وفي المقابل لم يهتم الفلاسفة بالعلوم لأن نتائجهم حسبهم تدور حول آفاق ضيقة وبحلول القرن العشرين أصبحت تربطهما علاقة ترابط وتكامل بعدما تنبه العلماء لخطورة الفجوة وأخذوا يهتمون ببحث المشكلات الفلسفية المتعلقة بالعلوم كل حسب تخصصه بحثا دقيقا فانفتح العلم على الفلسفة على وجه خاص

وهذا نظرا لأنها كانت تفيد في تغير وتطور العلم بالإضافة للدور الذي تلعبه في تصحيح مسار العلم من خلال النقد ومن جانبها لم تنكر الفلسفة العلم الذي يؤثر تأثيرا عميقا على نظرية المعرفة فتغيرت نظرتها للعالم والإنسان فكانت محصلة العلاقة ولادة فرع فلسفي جديد هو "فلسفة العلوم" [10][9][9].